طهران وموسكو ترحبان باستعداد النظام السوري التوجه لجنيف في اي لحظة
لافروف: حان الوقت لاعتبار المعارضة التي لم تتنصل من الإرهابيين "هدفاً مشروعا"
أجمع وزراء خارجية سوريا وروسيا وايران، يوم الجمعة، ضرورة تكثيف جهود محاربة الإرهاب، في وقت رحب فيه الجانبان الروسي والإيراني باستعداد النظام السوري المشاركة في مفاوضات السلام السورية في أي وقت.
وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيريه الروسي والإيراني في موسكو، ان "من تآمر على سوريا منذ اكثر من 5 سنوات بقيادة واشنطن، هم ذاتهم الذين يشنون حملة دعائية ضد روسيا"، مشيراً الى ان "للصبر حدود".
واعرب المعلم عن قناعة النظام في سوريا بصدق التوجه الروسي والايراني في مساعدته على دحر الارهاب.
وتابع المعلم "سنواصل جهود مكافحة الارهاب وتحرير حلب منهم، وتوحيد المدينة، اخذين بالاعتبار مراعاة الجانب الانساني ونحن في الهدنة التي تمت في حلب، فقد كان واضحا من خرق الهدنة ومنع المدنيين والجرحى من الخروج لغرب حلب".
وأبدى المعلم استعداد النظام في بلاده، إعادة التجربة، بعد الحصول على "ضمانات تؤكد من الدول الداعمة للتنظيمات الارهابية، بانهم مستعدون للاستفادة من الهدنة".
وتطرق المعلم في كلمته الى معركة الموصل، واعتبرها موازية لمعركة تحرير حلب، واشار الى ان بلاده عانت من التحالف الدولي الذي تقوده امريكا، والذي لم يقم بمكافحة ارهاب "داعش" بل استهدف البنية التحتية للاقتصاد السوري، حيث دمر عدة جسور هامة على نهر الفرات.
وأدت ضربات جوية نفذتها طائرات تابعة للتحالف الدولي مؤخراً لتدمير عدد من الجسور في مدينة دير الزور، بعد ان كانت الحكومة السورية اعلنت مرارا, على لسان عدد من مسؤوليها, ان ضربات التحالف في سوريا "غير فعالة وغير شرعية ", فضلا عن تكبيدها صناعة النفط السوري خسائر بأكثر من ملياري دولار.
وجدد المعلم توجيه الاتهام للتحالف بأنه يسعى لسحب عناصر التنظيم الإرهابي من الموصل باتجاه الرقة السورية.
وكان الجيش النظامي قال في بيان له بتاريخ 18 تشرين الأول الحالي، ان واشنطن وحلفائها يسعون لتأمين ممرات عبور لإرهابيي "داعش" الفارين من الموصل الى سوريا.
وبدوره قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان موسكو ترحب باستعداد الحكومة السورية لتوسيع التعاون مع الأمم المتحدة لحل قضايا سوريا الإنسانية والعودة مباشرة الى مفاوضات جنيف، مؤكدا ان التسوية السياسية للأزمة في سوريا يجب أن تتم عبر الحوار على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي.
ولفت لافروف إلى أن الدول الغربية التي سبق لها أن فرضت عقوبات ضد سوريا، تتحمل جزءا من المسؤولية عن تدهور الوضع الإنساني للسكان، لكنه شدد على ضرورة أن يعمل ممثلو الأمم المتحدة دون انحياز، ودعاهم إلى عدم الانجرار وراء الاستفزازات، وبذل كل ما بوسعهم من أجل مواجهة الإرهابيين بسوريا.
وأضاف لافروف إن الإرهابيين أغلقوا كل المخارج من أحياء حلب الشرقية ومنعوا السكان المدنيين من الخروج، مشيرا إلى ان "ممثلي المنظمات الدولية تخلوا عن واجباتهم تجاه سكان أحياء حلب الشرقية واكتفوا بالبيانات الإعلامية".
وانتهت يوم السبت الماضي، هدنة إنسانية اعلنتها موسكو، بغية تأمين خروج المرضى والجرحى والمدنيين، إضافة إلى المسلحين من المدينة، الا ان اياً من المعابر الإنسانية التي تم تخصيصها لذلك الغرض لم تشهد أي حركة خلال فترة الهدنة.
ولفت لافروف إلى أن "اللاعبين الخارجيين يستخدمون المأساة الانسانية للشعب السوري لأهدافهم الخاصة".
وحول فصل "المعارضة المعتدلة" عن التنظيمات الإرهابية، قال لافروف انه سبق لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن وجهإلى المعارضة "المعتدلة" في سوريا، دعوة إلى الانسحاب من مواقع الإرهابيين، وحذرهم من أنهم، في حال عدم الإقدام على هذه الخطوة، سيتحولون إلى "أهداف مشروعة".
وأوضح "نظرا لعدم وجود أي دلائل على نية المعارضة المعتدلة في حلب الشرقية، التنصل من "جبهة النصرة"، فقد حان الوقت لتطبيق هذا المنطق الذي اقترحه جون كيري عمليا".
وانهار اتفاق روسي امريكي تم التوصل اليه في ايلول الماضي، قضى بقيام واشنطن بالضغط على مجموعات المعارضة السورية للتنصل من التنظيمات الارهابية، الأمر الذي لم يتحقق، وسط اتهامات موسكو لواشنطن بمحاولة التنصل من الالتزام بتنفيذ الاتفاق.
وذكّر لافروف بأن الطيران الروسي والسوري لم يوجه أي ضربات إلى حلب منذ 10 أيام، لكن عملية الفصل لم تبدأ كما لم تجر حتى الآن، متوقعاً عدم إحراز اي تقدم فيما يخص الفصل بين الإرهابيين والمعتدلين، قريبا على الأقل.
وكانت موسكو أعلنت تعليق الطيران الروسي والسوري ضرباتهما الجوية على حلب منذ 18 تشرين الأول الحالي، ومددته التعليق لثلاث مرات متتالية، أخرها كان يوم الخميس 27 من الشهر ذاته.
من جهته أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال المؤتمر الصحفي الثلاثي أن العلاقات بين سوريا وإيران وروسيا في أوجها و"اتخذنا قرارا نهائيا بأن الشعب السوري هو من يقرر مستقبله".
وقال ظريف نبذل جهودنا لحل الأزمة في سوريا عبر الحوار بين السوريين أنفسهم، مضيفا أن "الإرهابيين يستخدمون المدنيين في سوريا والعراق كدروع بشرية لتحقيق أهداف سياسية".
ولفت ظريف إلى أن عملية تحرير الموصل من إرهابيي "داعش" يجب أن تضمن ألا ينتقل الإرهابيون إلى سوريا، موضحا ان "الإرهاب لا يخدم مصالح احد وعلى المدى البعيد هذه الجماعات الارهابية ستعض اليد التي دعمتها".
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اجرى في وقت سابق اليوم الجمعة لقاءات منفصلة مع كل من وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ووزير الخارجية السوري وليد المعلم، قبل عقد لقاء ثلاثي بينهم في موسكو.
يشار الى ان كل من روسيا وايران تعتبران حليفا أساسيا للنظام السوري، وتقدمان له الدعم العسكري والمادي، فضلا عن الدعم السياسي في المحافل الدولية.
سيريانيوز