أسعار فاحشة لهدايا الفالنتاين.. "الدب" بـ 100 ألف ليرة والحبل عالجرار

غابت المظاهر الاحتفالية في عيد العشاق بدمشق, نظراَ لارتفاع ثمن الهدايا الخاصة في هذا العيد بشكل غير مسبوق, الأمر الذي شكل صدمة كبيرة للمواطن السوري.

أتى الفالنتاين... ويا ليته لم يأت... وكأن المواطن السوري يبحث عن متنفس يبعده ولو قليلا عن واقعه المأساوي المليئ بالخوف والتقشف والتذمر , في ظل حالة اللاتوازن التي تعيشها البلاد..

منذ أسبوع مضى وواجهات المحلات تعج بالهدايا وتلمع باللون الأحمر.. لكن الأسعار في محلات دمشق حدث ولا حرج...فالقوة الشرائية عند اغلب المواطنين شبه معدومة ...

أسعار الهدايا الخيالية, التي ارتفعت لأضعاف, مقارنة بالاعوام السابقة , والتي تعرض في المحلات, شكلت صدمة واندهاشا بالنسبة للمواطن السوري لاسيما ان الاسعار لاتتناسب مع دخله الشهري  المحدود .

وتختلف الأسعار حسب المحل ومكانه, لكن الأسعار بالمجمل مرتفعة بشكل غير مسبوق, وليست مدروسة وغير مراقبة من قبل الدولة وهذا بدوره ادى الى تحكم التجار بالاسعار كيفما يريدون..

ومن خلال رصدنا لأسعار الهدايا في المحلات, تبين ان سعر الوردة الحمراء تجاوز 1500 , لكن في المناطق العشوائية يصل سعرها حوالي 800 ليرة, اما الدببة فسجلت اسعارها "حجم صغير" 3500 – "متوسط" 8,500 , "حجم كبير" تراوح السعر مابين 50 الف الى 100 الف.. وهناك اسعار خاصة للدب حجم كبير تباع بعدد من المحلات ب 150 الى200 الف.

أما أسعار الفناجين تراوحت بين 1500 الى 3500 , والشمعة ذات الشكل الدائري الرقيقة وصل سعرها إلى 150 ليرة.

ولم يقتصر الغلاء على الهدية فقط وإنما على ملحقاتها, والتي كانت في السنوات السابقة تباع بأسعار رمزية, حيث تراوح ثمن كيس الهدايا مابين 350 إلى 500 حسب نوعه, اما كرتونة الهدية فوصل سعرها مابين 500 الى الف حسب حجمها ونوعيتها.

احد أصحاب محال الهدايا برر لسيريانيوز ارتفاع الاسعار قائلا ان "استيراد البضائع المتعلقة بالعيد من دول المنشأ كالصين يكون بالعملة الصعبة , ناهيم عن بقاء البضاعة في الميناء او المرفأ لعدة ايام وها مايزيد من سعر البضاعة ثم نقها وتوزيعها حتى وصولها الى يد المواطن وهذا كله يمر بمراحل طويلة ومعقدة".

وأشار الى ان "الاقبال على شراء الهدايا محدود نظرا لارتفاع الأسعار بشكل كبير, لكن بالمجمل فان الهدايا التي تلقى رواجا هي الدببة ذات الحجم الصغير والفناجين".

وتضمن العيد الإعلان عن حفلات بالمطاعم، والنوادي الليلية, لكن أسعار الخدمات ارتفعت بشكل غير مسبوق, حيث تراوح سعر وجبة مع ارغيلة لشخص واحد مابين 8000 إلى 30 الف حسب نوع المطعم.

حتى أسعار قوالب الكيك ارتفعت في هذه المناسبة,  حيث وصل سعر القالب حجم صغير الى 5000 – والوسط مابين 8 الاف الى 12 الف حسب المحل ومكانه, وهذا مادفع العديد من السوريين الى العزوف عن الشراء.

ورفض غالبية السوريين إحياء هذه المناسبة بسبب العامل النفسي والمادي, حتى مظاهر الاحتفالات العائلية الصغرى خلال هذه المناسبة أصبحت شبه معدومة, بسبب الغلاء الفاحش بالاسعار وتحديدا في هذه الفترة, مع ضعف القوة الشرائية للمواطن والكآبة المزمنة التي يمر بها دفعه باللا اكتراث لهذا اليوم, فيما اكتفى آخرون بالمعايدة الالكترونية عبر مواقع التواصل .

وتحول هذا العيد العظيم إلى مادة للسخرية عبر صفحات التواصل الاجتماعي, حيث  قام عدد من المواطنين بنشر صور ساخرة فكاهية تتضمن "بيدون احمر" يفهم منه (النفط مقابل الحب) فضلا عن صور لجرة غاز مصبوغة باللون الاحمر .

واعتبر احدهم أن أجمل هدية هي تأمين جرة غاز أو بضع ليترات من مازوت التدفئة في شتاء بارد, بعيداً عن مخالب الدببة التي باتت تستخدم كمفتاح للقلوب ..

وفي النهاية أصبحت جيوب المواطنين خاوية.. مقابل تكدس الأموال في جيوب التجار.. فهنيئا للحب وهنيئا للمحبين ولكن السؤال.. هل يوجد حب حقيقي بيننا؟؟؟

سيريانيوز

 

14.02.2017 01:02