لماذا الجدل قائم حول بشار الاسد فيما اذا تحول الى رمز من رموز الحركات العنصرية؟
اثار موضوع وجود صورة لبشار الاسد بجانب صورة هتلر في حساب منفذ عملية "شارلوتسفيل" على الفيس بوك الجدل في المدونات والصحف وعبر شبكات التواصل الاجتماعي فيما اذا اصبح الاسد رمزا للحركات العنصرية والفاشية المتطرفة حول العالم.
وكان "فيلكس اليكس فيلدز جونير" قد اقتحم بسيارته في "شارلوتسيفل" فرجينيا الولايات المتحدة بسيارته مظاهرة لجماعة مناهضة للعنصرية 12 اب الجاري ، الحادث الذي ادى الى وفاة امرأة اميركية.
واخذ الحادث صدى كبيرا في الولايات المتحدة وخارجها ليثير الضوء على الحركات اليمينية المتطرفة التي بدأ يتسع انتشارها وظهورها في السنوات الماضية في اوربا واميركا.
منفذ العملية فيلكس فيلدز الذي راح ضحيتها امرأة وتسبب في جرح العشرات من المناهضين للجماعات العنصرية نشر على صفحته على الفيس بوك صورة لبشار الاسد بلباسه العسكري الكامل كتب عليها " لايقهر".
وبدأت الصحف الاميركية والعالمية تعتبر بان الاسد اصبح رمزا للفاشيين والمتطرفين العنصريين في العالم.
وعنونت صحيفة الواشنطن بوست مقال نشرته الاسبوع الماضي " اسد سوريا يصبح رمزا لليمين المتطرف في اميركا" .
وكتبت الـ "نيوز ويك" في ذات السياق مقالا ناقشت فيه الموضوع عنونته بـ " هل يحب جيمس فيلد والنازيون الجدد بشار الاسد".
واشارت الصحيفتين الى دلائل اخرى تشير الى دعم هذه المنظمات العنصرية لبشار الاسد في اكثر من مناسبة.
وكان الذي اثار هذه العاصفة من الاحتجاجات وربط بشار الاسد برموز العنصرية الفاشية المعروفين هو حادثة "تشارلوتسيفل" التي وقعت أثناء احتشاد أعداد كبيرة من المؤيدين للجماعات العنصرية البيضاء واليمينية المتطرفة، بينها "كوكلكس كلان" و"النازيون الجدد"، في "شارلوتسفيل"، وقابلها خروج تظاهرة لأعداد أخرى من مناهضي العنصرية في المدينة، قبل تعرض الأخيرة للهجوم.
وجاء احتشاد مؤيدي الجماعات العنصرية البيضاء احتجاجا على قرار المدينة إزالة تمثال الجنرال "روبرت لي"، أحد رموز الحرب الأهلية الأمريكية، والمتهم بالعنصرية وتأييد العبودية.
ومن ضمن الحشود جماعة " كوكلكس كلان" وهي منظمة عنصرية اسست في القرن التاسع عشر عملت على محاربة تحرير السود ونيل حقوقهم المدنية إضافة إلى القضاء على وجود الأقليات في أميركا ..
وظهر من بين المنظمات المتطرفة ايضا اسم "النازيين الجدد" وهو منهج فكري في ظهر في أوروبا وأمريكا وبعض دول العالم والذي يحمله جماعات ما يسمون ب "حليقي الرؤوس" بمعاداة كل من هو "ليس أبيض البشرة ويعيش في بلدانهم كالسود والآسيويين والساميين والشرق أوسطيين وأديان كاليهودية والإسلام بحجة قوية هي انهم يهددون بتغيير طبيعة مجتمعاتهم الأمر الذي قد يؤدي أيضاً لانقراضهم".
في المقابل وجد بعض الكتاب من خلال مقالات نشرت في وسائل اعلام تعتبر منحازة للنظام السوري ، تعتبر بان ربط بشار الاسد بهذه الحركات العنصرية فيه مبالغة.
ونشرت ار تي باللغة الانكليزية مقالا للكاتب نيل كلارك يفند فيها مزاعم عملية ربط بشار الاسد بما حصل في "شارلوتسفيل" ووصفها بانها "محاولة لاستخدام شارلوتسفيل لتشويه الشخصيات السياسية التي لا تسير وفق خط السياسة الخارجية الاميركية" وصفا مثل هذه الافعال المستمرة بانها مثال آخر - بل أسوأ بكثير - عن العنف الذي يمارسه اليمين المتطرف والنازيين الجدد منذ سنين مضت فقط".
سيريانيوز