نبش القبور - الجزء الثالث محمد كرد علي
ملخص
امتلك الصحفي مراد غريب القدرة على الانتقال للزمن الماضي ، واختار ان يستغل هذه القدرة للقاء شخصيات تاريخية كان لها اثر في تشكيل منطقتنا في تاريخها الحديث.
وكان اول لقاء له مع جمال باشا السفاح ، الذي دافع عن نفسه تجاه تهمة اعدام نخبة من الرجال العرب خلال الحرب العالمية الاولى ، وقال عنهم وعمن قام بالثورة ضد الدولة العثمانية التي كانت سوريا جزءا منها حينها بانهم خونة ، وانه بسبب هؤلاء "الخونة " تكالبت الدول الغربية على دولة الخلافة الاسلامية لاضعافها وتقسيمها.
وعلى هامش زيارة "غريب" الاولى التقى بالعلامة الشهير محمد كرد علي الذي كان يدير وقتها جريدة الشرق الناطقة باسم الجيش الرابع العثماني الذي يقوده جمال باشا .. وكشف محمد خلال الحديث حقائق هامة ووقائع خطيرة ..
تابعوا معنا ..
بعد مقابلة جمال باشا
لم يكن المكان بعيداً بحسب المخطط الذي ظهر على شاشة "التابلت"، وكان علي أن أمشي بمحاذاة ضفة نهر بردى باتجاه المرجة، وعلى ما يبدو كان الشارع الواصل من فندق فيكتوريا الكبير إلى الساحة، شارع فنادق، حيث مررت بفندق قصر عدن، وقصر الحمراء وفندق المشرق (يشغل مكانه اليوم فندق عمر الخيام)، وتعرّفت من فوري على مأذنة جامع فضل الله البصراوي التي كانت على ذات الجانب.
وعلى الرغم من أني كنت أقرأ اللافتات وأحاول أن أتبين ماهية الأبنية في طريقي، ولكني لم أستطع أن أبعد نظري عن نهر بردى في الطرف المقابل، وأنا أراقب ماءه الغزير يتدفق في مجراه الذي كان لا زال مفتوحاً في تلك المنطقة في ذلك الوقت.
وقفت على الضفة عند حاجز النهر الحديدي الأنيق ورحت أتأمل النهر وأحاول أن أنصت إلى صوت الماء الجاري باتجاه الأقنية تحت الساحة، كانت ساحة المرجة (أو الاتحاد كما كان يطلق عليها رسمياً آنذاك) مشغولة بعربات الخيل والمارة، فيما تقف عربات الترامواي بالقرب من النصب (عامود المرجة)، لتنقل الرّكاب إلى الساحة، ومنها إلى العديد من مناطق الشام. قطعت الساحة باتجاه الجنوب ودخلت بناء الجريدة، وكان قريباً من مدخل شارع رامي، وقادني أحد العمّال فيها إلى غرفة محمد كرد علي، العلامة الشهير.
هذا ما شاهده مراد عند وقوفه على ضفة بردى عند خروجه من فندق فيكتوريا
وكان "التطبيق" على جهاز "التابلت" الذي اصطحبته معي، قد زودني قبلاً بصورة محمد ومعلومات وافرة عنه، وعندما دخلت عليه عرفته من فوري، وهو بدوره رحب بي وبدا أنه يعلم كل شيء عني، ولم أسأله كيف!
بعد أن رحّب بي، بدأت أروي له تفاصيل لقائي مع جمال باشا وأراقب معالم الدهشة والاستغراب ترتسم على وجهه، وكان يقاطعني بين الحين والآخر ليستفسر عن بعض الأمور ومن ثم يقول لي بجزع "هل فعلاً قلتَ له ذلك" ؟؟!!.
وعندما انتهيت علّق بقوله "الحمد لله على سلامتك"، وسألني: " هل إقامتك في الشام طويلة؟!"، وارتسمت على وجهه طيف ابتسامة ماكرة!!
أمضيت في دمشق يومين فقط، قضيتهما بين فندق "المشرق" حيث أقمت، وجريدة الشرق حيث كان يقضي محمد معظم أوقاته.
بالنسبة لي كان الحلم الذي أعيشه أكبر من أن يوصف بالكلمات، كان كل شيء يبدو لي خيالاً، وكأنني أرى مشهدا يلفه ضباب خفيف مندى، بدا نقيّاً وجميلاً رغم كل شيء.
ولكن عندما كنت أقرأ ذات المشهد بعيون المارة والناس من حولي، فإن الوضع كان يبدو مختلفاً جداً.
البؤس والفقر والخوف منتشر في كل مكان، تمشي الناس في الشوارع غير آبهة للمعالم التي كنت أنا مهتماً بها لأبعد حد، وبالكاد يلحظ هؤلاء الناس وجود بردى الأسطورة، والمرجة الخضراء على جانبيّ مجراه ممتدة حتى قرية المزة، وصولا إلى غابة الاشجار الواصلة حتى سفوح جبل قاسيون.
لم يكن هناك صور في عيون الناس، بل كان فيها كلام وشكوى، معاناة وفاقة وغم، فتراهم في الشوارع ساهمين شاردين الذهن سارحين إلى وجهتهم لا يلتفتون لشيء.
لم يخبرني محمد، في اليوم الأول، الكثير عن وضع الشام في تلك الفترة، ولكن في اليوم الثاني بدا أكثر انفتاحاً وبدأت أنا أفهم أكثر حقيقة الوضع في دمشق في تلك الفترة.
لم يكن بمقدور محمد أن ينتقد جمال باشا بشكل مباشر أمامي وهو يحرر الصحيفة الناطقة باسمه ويكتب افتتاحيتها يومياً بما يخدم سياسته ويحقق أهدافه.
وفي مساء اليوم الثاني، دعاني محمد لشرب "كاسة شاي" في مقهى "الياور" القريب من مقر الجريدة، وهناك بدا أكثر حرية في الكلام وقد ألمح إلي بأكثر من طريقة بأن جمال باشا ديكتاتور مخيف و"الموت معلق بين شفتيه" ، وأن من لا يوافقه ويدعمه فيما يريد أن ينفذه، يكون مصيره القتل أو الاذلال.
وكان من الطبيعي أن يكون خائفاً، وتذكّرت أني بينما كنت أقلب صفحات أعداد من جريدة الشرق فيما هو ينجز بعض الأعمال في مكتبه، قرأت مقالين مطولين عن احتفال حضره كل أعيان مدينة دمشق بمناسبة تقديم محمد نفسه هدية لجمال باشا، هي صورة مرسومة لشخصه، وأُلقيت في حضرته (جمال باشا) الخطب وقصائد المديح في الرسم وصاحب الرسم. استغربت بداية أن يكون محمد كرد علي العلّامة الشهير الذي نعرفه قد قام بذلك فعلا!، وفكرت بأن الخوف قد يدفعنا أحياناً لكي نفعل أكثر من ذلك لنؤمّن على أنفسنا من الحكّام والجلادين، وخاصة أنه قام بذلك بعد أن تم إعدام العشرات من الأدباء والسياسيين وضباط الجيش في الساحة التي تطل عليها مكاتب الجريدة مباشرة ( ربما رأى محمد ذلك بأم عينيه!).
جريدة الشرق
حتى أني علمت بأن محمد كرد علي كان معرضاً هو لذات مصير إخوانه الذين كان مصيرهم حبل المشنقة، لولا أن الوثائق التي اكتُشفت في القنصلية الفرنسية أكدت بأنه رفض التعاون مع الفرنسيين ضد العثمانيين وحكومة الاتحاديين.
وخلال الحديث ونحن جالسان في القهوة، وبعد أن أوحى لي محمد بأن جمال باشا مسيطر على كل شيء في أرض سوريا، راح ينتقد من أسماهم "الجند والضباط وعمال الحكومة" الذين بحسب رأيه كانوا سبب ازدياد "الحقد والقهر والاشمئزاز" من الدولة ، يقصد حكومة الاتحاديين وعلى رأسها أنور وطلعت وجمال.
طلعت باشا، أنور باشا وجمال باشا
وأخبرني محمد علي بأن "الصّدور قد ضاقت" بأفعال هؤلاء، بعدما كثرت أعمال "نهب التجار والفلاحين باسم الحرب والجيش" وزاد العسف والأحكام "القرقوشية".
سألته: "ولماذا يقوم هؤلاء بهذه الأفعال؟"
فأجابني: " العوز وانحلال الأخلاق…أتعلم بأن راتب الجندي في الجيش العثماني لا يتجاوز الربع ريـال وهذا لا يساوي 1 على 50 من الراتب الذي يتقاضاه عامل متوسط؟"
عقّبت على كلامه: وبالتالي لا يبقى أمام الجنود إلا السّلب ليعيشوا؟
قال "نعم ولكن يجب أن نعلم بأن من يقوم بعمليات السّلب ليس هؤلاء الموجودين على جبهات القتال منذ سنوات، لا أحد يعرف عن مصير هؤلاء شيئاً، وإنما يصبح الفساد حالة عامة ومنظومة يقوم عليها أساس الحكم، ونصل من خلالها إلى مرحلة يستحيل فيها أن نعالج المرض و نقضي على الفساد، هذا في حال توفُّر الإرادة أصلا لمحاربته"
واستفسرت منه عن عدد الجنود الذين تم سحبهم إلى الجندية من الشام.
فقال لي: " حوالي المائتان وخمسون ألفاً، وبحسب الاحصاءات فقد فرَّ منهم أكثر من النصف وقُتل حوالي الـثلاثين ألفاً، والآلاف وقعوا في الأسر أو أصيبوا بالأمراض"
وبدا لي أن محمد لم يكن متفائلاً بمستقبل الدولة العثمانية ولا لديه أي أمل بأن تنتصر في الحرب التي تخوضها بجانب الألمان ضد الحلفاء، واستمر في الحديث عن كيف أن هذه الحرب استنزفت البلاد وكيف شحّت الموارد، وحدثني بحزن عن الجيش وكيف لجأ إلى قطع الاشجار من غوطة دمشق وفلسطين ولبنان وحلب، عندما لم يعد لديه الفحم الحجري لتشغيل القطارات.
وسرد لي الكثير من الحوادث والقصص عن المجاعة وكيف أصبح الخبز مفقوداً و"عزيزاً" وأن من كان يؤمن قوت يومه في ذاك الوقت هو الغني فقط ..
قلت له: " طبعا إنها الحرب... حرب كبيرة لم يشهد التاريخ لها مثيل".
وافقني ولكنه عقّب على كلامي موضحاً: " في الحقيقة ، لم تقع حرب جدية في الشام، بل كان يساق أبناؤها كسائر العثمانيين إلى الجبهات الأخرى، على حدود اليونان وفي رومانيا والقفقاس والعراق والسويس وشبه جزيرة سينا"
وتابع: " والعدد الأكبر ممن هلك خلال هذه الحرب كان بسبب الحرمان والجوع والأمراض". وزودني محمد بإحصاءات مرعبة وأخبرني بأن أكثر من قضى بسبب الجوع كان من أهالي لبنان ويقدر عددهم بـ 120 ألف شخص، وبجانب الجوع كانت "الحميات" من أكثر الأمراض فتكاً بالناس. وبحسب المعلومات التي لديه، يتجاوز عدد الذين هلكوا من أهل الشام (يقصد سوريا ولبنان وفلسطين) الربع مليون إنسان خلال الحرب التي كان قد مضى على بدايتها حوالي الثلاث سنين ولم تكن قد انتهت حينها بعد.
سألته: " ألهذا فكّر الناس بالثورة والتحرّر من الأتراك؟".
وكان جواب محمد على هذا السؤال مفاجأ لي، " الناس هنا همج في معظمهم، كانوا يسبّحون على الدوام وفي كل أوان بحمد آل عثمان، لا تدرك عقولهم معنى الحرية. الحرية يطلبها بعض الشباب، الذين تلقوا تعليمهم في أوروبا أو في المدارس الأجنبية، لغايات عديدة "
سألت: " والحجاز؟"
بدا أنه متردد في الإجابة على هذا السؤال وقال باقتضاب: " لست متأكداً من دوافع هؤلاء، ولكن الثورة هناك قامت بالتنسيق مع الانكليز وبأموالهم، ومعظم سكان الحجاز هم من البدو ومن عادة البدوي أن ينحاز إلى صفوف الغالب وينقلب على المغلوب حتى لو كان يقاتل قبلاً في صفوفه، لأن هدف البدوي الوحيد هو السّلب والنهب.."
ولكنك لا تنكر ظلم الاتحاديين والمعاناة التي عاشها رعايا الدولة في المناطق العربية، يبدو أنه كان لهذا دوراً كبيراً في قيام الناس على دولتهم؟ قلت له.
عاد وأكد لي بأنه لم تقم ثورة في الشام، وأوضح بأن الظلم وقع على العرب وغيرهم من أيام السلطان عبد الحميد الثاني، وبحسب ما ذكر لي بأن الناس قد رحبوا بداية "بما حمل الاتحاديون من مبدأ العدل والحرية والمساواة للشعوب في مواجهة ظلم وفساد السلطان عبد الحميد"، آخر السلاطين الفعليين في الدولة العثمانية.
وعقب على كلامي: " كان الاتحاديون يسعون إلى دستور ينتعش به الأتراك، ولم يكن لديهم مانع من أن يعمّ الخير أيضاً على سائر العناصر المكونة للدولة العثمانية بشرط ألا تضر بكيان الترك."
اعترضت وقلت له: " لكنهم سعوا للتتريك وإلغاء هوية باقي العناصر!؟"
"ليس تماما " أجاب، " هم سعوا لتتريك العناصر بهدف تأليف أمة واحدة متجانسة بلسانها إذا لم يكن تجانسها كاملاً بدينها، سعوا لأن يقوم أحرار العثمانيين من الأتراك في القرن العشرين ما عجز عن عمله محمد الفاتح وسليم ياورز" (يقصد أول الفاتحين من السلاطين العثمانيين).
محمد الفاتح وسليم ياووز
وراح محمد يشرح لي بشكل مسهب وجهة نظره بهذا الخصوص وهي وجهة نظر تتطابق كثيراً مع ما ذهب إليه جمال باشا أثناء لقائي به، فمن وجهة نظره إن ما أصاب الدولة العثمانية مؤخراً، كان بسبب سياسات السلاطين الأوائل للدولة الذين لم يجعلوا "التركية" أساساً لسياسة الدولة، بل على العكس، فقد أبقوا الدولة على ألسنة الشعوب التي فتحوا أراضيها، وصانوا دياناتهم، و "عوضاً عن أن يجعلوا المملكة متجانسة جعلوها بناءً يشبه إلى حد كبير برج بابل (في إشارة منه إلى عدم التجانس في البناء الأسطورة المعروف)، وعليه كانت العناصر المكونة للمملكة، كلّما وجدت الفرصة، تسحب من بناء الدولة حجراً وتذهب به.
"ويا له من تشبيه" قلت لنفسي، "أليس هذا ما يحصل فعلاً إلى تاريخ اليوم؟!"
ولما سألته: ألم يسرّع الاتحاديون في سقوط هذا البناء عندما غالوا وأمعنوا في الظلم والقتل؟، ألم يكن إعدام خيرة رجالات العرب نوعاً من التعصب الأعمى والعنصرية التي كان بعدها ما كان؟
"انظر" قال لي، وبدا لي أنه يهمس، " كان طالع قيادات الاتحاديين (يشير إلى جمال باشا) القتل هذا صحيح، ولكن للأمانة لم يميزوا بين خصومهم من العرب وغير العرب. يمكن أن أقول لك بأن القتل الذي اعتمدوه كان قتلاً سياسياً."
مثير للاهتمام قلت لنفسي.
وتابع محمد: " من المؤكد بأن من بين من أُعدم في بيروت ودمشق، كان هناك أبرياء، ولكن هناك من كان مداناً أيضاً، فقد أظهرت وثائق وُجدت في القنصليات الفرنسية في دمشق وبيروت وحلب أدلة على تورطهم في مساعدة الحكومة الفرنسية في الاستيلاء على سوريا، وأنا لا أستطيع أن أثبت بأن هؤلاء كانوا يستحقون الاعدام، وبأن ما ينسحب على واحد منهم ينسحب على البقية ممن كان في ذات الحزب (يقصد حزب اللامركزية). كونهم في حزب واحد لا يعني بأن جرمهم واحد".
وأضاف: " وأنا أعرف من مصادر وثيقة الاطلاع على ما جرى بأن تُهم الكثير ممن أُعدموا وعوقبوا بالسجن والنفي كانت سلسلة من التزويرات والتلفيقات، ولكن لم تكن هذه الأفعال تعسفية، وإنما كانت إجراءات لها أهداف سياسية، لإرهاب الجمعيات التي تطالب باستقلال العرب والقضاء على أعمالها".
سألته: " ألا تعتقد بأن العفو عنهم واختيار التهدئة بهذا الملف كان ليخدم الاتحاديين أكثر من التصعيد برأيك؟".
"نعم أحسنت"، "في اعتقادي بأن هذه الأعمال، وإن كان أصحابها مدانين، فإنه ليس من باب السياسة وحسن الرأي فتح هذه المسألة أثناء الحرب وتطبيق مثل تلك العقوبات القاسية عليهم وفتح الجروح التي كانت قد سكنت قليلاً. إثارة عواطف العرب وإظهار الترك وكأنهم يريدون الانتقام، فتح الباب للنزعة الأجنبية والتحالف مع أعداء الدولة العثمانية على مصرعيه".
تقصد الشريف حسين وأهل الحجاز؟ سألت.
أجابني: وغيرهم من باقي العناصر، ربما أنك لا تعلم بأن هناك من غير المسلمين من أهل الشام من تطوّع وقاتل في صفوف دول الحلفاء (بريطانيا وفرنسا) وخاصة بعد دخول أميركا الحرب، وقُتل من هؤلاء أكثر من 20 ألفاً وهم يحاربون الدولة العثمانية وحلفاءها.
توقف محمد فجأة عن الكلام وأخرج من جيب “صدريته” الصغير ساعة معلّقة بسلسلة ونظر إلى الوقت وبدا عليه بأنه قلق لتأخره عن مقر عمله، وقال لي: "أتمنى لك التوفيق في مهمتك وكنت أود أن اقضي معك مزيداً من الوقت ولكن أعتقد بأن عليك أن تغادر الشام في أسرع وقت ممكن".
ودّعني على عجل، وتركني واتجه إلى مبنى الصحيفة، وأنا ما زلت أفكر في كلامه والمعلومات المهمّة التي زودني بها، نظرت إلى ساعتي وبدأت أفكر بأني يجب أن أجهز نفسي للعودة.
نبش القبور - الجزء الثالث محمد كرد علي
رواية تاريخية تفاعلية مستندة الى احداث تاريخية.
بقلم نضال معلوف
http://www.facebook.com/nedal.malouf
تابع تفاصيل مثيرة اخرى حول اللقاء على صفحة #نبش_القبور على فيس بوك
http://www.facebook.com/BygoneInterviews
والصفحة الشخصية لمراد غريب على الفيس بوك
https://www.facebook.com/MuradGharib?fref=ts