الانتخابات في الدولة السورية.. ولكن عن اي دولة نتكلم؟
بحكم واقع عملي الصحفي، لازما علي ان اتابع كل المصادر ومنها وسائل الاعلام الرسمية في سوريا، وبناءا عليه تابعت ساعات من البث خلال الايام الماضية حول الانتخابات الرئاسية..
وباختصار.. الجماعة يتبنون الخطاب التالي..
يمكن مشاهدة التقرير على قناة اليوتيوب.. اضغط هنا
سوريا دولة ذات سيادة، لا يسمح لاحد بالتدخل في قرارها والاستحقاقات الدستورية فيها، والمعني بالانتخابات هو الشعب السوري وهو الذي يحدد من هو الرئيس.. فهل تسمح اميركا على سبيل المثال بالتدخل في انتخاباتها الرئاسية!؟..
لا تسمح!.. فإذا لماذا يجب علينا ان نسمح بذلك؟..
يجب ان تشاهدوا التسجيل الذي نشرته يوم امس لتشكلوا فكرة اوسع وان جاء في قالب ساخر نوعا ما ولكن يعبر تماما عن الخطاب الرسمي في سوريا.. ( شاهد )
والحقيقة رغم ان الغالبية العظمى من السوريين يعلمون بأن هذا الخطاب مزيف وبعيد عن الواقع، الا انه من الضروري ان نواجهه بخطاب جدي مبني على الوقائع.. ونوضح الفرق بين من يعمل من اجل شخص او فرد ويقدسه وبين من يعمل من اجل الوطن ويصر على ان يتكلم بصدق وبالحقائق لانه السبيل الوحيد لايجاد حلول قابلة للتطبيق.. اذا كان ما زال هناك فرصة لذلك..
وحتى نقطع الطريق على الاصطياد بالماء العكر، ما نعرضه بعيد عن اية اجندة او تأثير من اي طرف.. هي وقائع خالصة.. ولن يكون فيها تبييض لاي طرف او مشروع.. ابتداءا من الطرف التركي وتاليا الاميركي وكذلك الروسي والايراني.. لاني من الناس الذين يعتقدون انه لا احد من هذه الاطراف اليوم يعمل من اجل مصلحة السوريين..
الدولة السورية التي ستجري بها الانتخابات اليوم هي اولا:
فاقدة السيطرة على كل الحدود البرية والبحرية فيها.. ( شاهد )
اقسام واسعة منها خارج سيطرة السلطات التي تجري الانتخابات ( شاهد )
والباقي يخضع لنفوذ "الاصدقاء" الذين يكادون يتحكمون بكل القرارات السيادية
هذا واقع جغرافيا الدولة السورية..
بالنسبة للشرعية، ونحن نعلم كيف تجري الانتخابات في سوريا وكيف كانت نسبة تجديد البيعة للرئيس الخالد دائما 99%.. لا يوجد سوري لا يعرف كيف كانت تجري الامور منذ 50 عاما.. ولكن اذا اردنا ان نجاري الخطاب الرسمي ونرد عليه..
اذا كان الشعب هو من سيمنح الشرعية للرئيس..
اعلنت قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على كامل شرق سوريا بانها لن تسمح باجراء الانتخابات في منطقتها، وكذلك بطبيعة الحال سيكون الوضع في الشمال السوري مناطق السيطرة التركية بالاضاف الى ادلب.
ايضا السويداء اعلنت بانها لن تشارك في الانتخابات، وفي درعا لا يوجد سيطرة كاملة للسلطات في دمشق، ومن غير المؤكد ان تجري العملية الانتخابية في تلك المنطقة كما في باقي المدن التي يسيطر عليها النظام.
وفي الجنوب الشرقي، لم يعد في مدن دير الزور الميادين البوكمال الا نسبة قليلة من السكان لا تتجاوز 20%.
عمليا بحسب تقديرات مراكز دراسات فان ما يقع ضمن سيطرة السلطات في دمشق لا يتعدى 9 مليون شخص من اصل 26 مليون سوري موزعين في باقي مناطق سوريا الخارجة عن سيطرة النظام، في مخيمات اللجوء الداخلية، ومخيمات اللجوء في دول الجوار وفي بلدان اللجوء في كل انحاء العالم.. التي معظم الدول فيها تقاطع الانتخابات ولن توفر اي آلية لاجراء الانتخابات فيها، كذلك في المخيمات التي تقع خارج مناطق سيطرة النظام او في دول الجوار التي ليس لها علاقات طيبة مع النظام..
اللهم يمكن الضغط على بعض السوريين في لبنان من قبل حزب الله، بالاضافة الى بعض المغتربين المرتبطين بالنظام، يمولهم او يوظفهم او المنتفعين من وجوده او المتطرفين بتأيده وهؤلاء لا يشكلون نسبة تذكر..
يعني على سبيل المثال اكثر من 3 ملايين لاجئ في تركيا لن يشاركوا في الانتخابات.. وكذلك اللاجئين في مخيمات الاردن وحتى لبنان في المخيمات خارج سيطرة حزب الله.. والدول الاوربية معروف موقفها من الانتخابات القادمة..
اذا لو انتخب بالفعل كل السكان الذين في مناطق النظام الرئيس الاسد لن يعطيه هذا الشرعية..
بشكل ادق لن يعطيه هذا الشرعية لحكم كامل سوريا!؟..
وربما هذا ما هو مطلوب.. وربما هذا ما هو مقصود عندما يخرج منظرين الاسد ويتكلمون عن الدولة والشرعية.. ربما يقصدون.. ما تبقى من الدولة السورية في سيطرة السلطات والسكان القاطنين فيها.. وقدرتهم على جر الناس كالعادة لتجديد البيعة.. على هذه المنطقة في خطوة اضافية ستؤدي حكما لتكريس واقع القسمة الموجود حاليا..
تابع قناة اليوتيوب.. اضغط هنا