ميشيل كيلو.. زعيما متوجا (آخر) بعد الوفاة..

لو كنا قد ابدينا التأييد والدعم لميشل كيلو (رحمه الله) في حياته كما حصل بعد وفاته لكانت الكثير من الامور قد تغيرت..

لو كنا قد ابدينا التأييد والدعم لميشل كيلو (رحمه الله) في حياته كما حصل بعد وفاته لكانت الكثير من الامور قد تغيرت..

حملة التعازي الواسعة التي حصلت البارحة اثر وفاة كيلو امر طبيعي ومطلوب وتدل على اننا مجتمع ما زال فيه رمق من حياة، ولكن تدل ايضا على انه ينقصنا الكثير لنصبح مجتمع حي يمكن ان نؤسس لمستقبل افضل..

شاهد التقرير على اليوتيوب .. اضغط هنا

ما ينقص المجتمع السوري اليوم هو النخب، ما ينقصه هو القدوة..

وغياب النخب والقدوة في مجتمعنا مبرر، فقد كان العدو الاول للنظام في السنوات الخمسين الماضية..

ومع الاسف من النتائج الطبيعية للحكم الديكتاتوري بانه يطبع الناس بصورته ومثاله، ويعيش في كل واحد منا ديكتاتور بشكل او باخر، وبشكل لا ارادي نسعى لهدم (او عدم الاكتراث في احسن الاحوال) لاي رمز ناشئ بفعل هذا المرض المزمن الذي يعشش فينا..

اما بعد الموت فلا يعود هذا الرمز او القدوة، يشكل خطرا على "الانا" المتضخمة عندنا، لذلك لا نتردد في الافصاح عن مكنونات الاعجاب والدعم.. دعم بفعل عاطفة مؤقتة يزول سريعا مع اول ما يشغلنا في هذه الحياة..

كثير من السوريين يعرف ميشيل كيلو على انه معارض بارز، عدد اقل من العرب، ولكن كم واحد منا يمكن ان يعرض لنا خلاصة فكر هذا الكاتب والمفكر؟

وكيف قدمنا الدعم له وهو على قيد الحياة وكيف ساعدنا في انتشار افكاره لتشكل تيار يتم البناء عليها في المستقبل..

يستحق ميشيل كيلو موجة التعزية والمحبة الواسعة لا شك هذا اقل ما يمكن ان نقدمه له.. ولكن هل هذا كل ما كان يستحقه!؟.. هذا ما يمكن ان نستفيده من شخص مثله؟..

كيف نحفظ حق هذا الرجل وامثاله، كيف ننتشله من آفة النسيان في مجتمع سينصرف حكما بعد هذا المأتم العظيم الى مشاغل الحياة الى تحصيل لقمة العيش الى تأمين حياة الكفاية.. ويتحول هو الى صفحة على الويكيبيديا لا اكثر؟..

انا اقول لكم كيف نوفي هذا الرجل حقه..

نوفيه حقه بان نبحث في الاحياء اليوم عن من يستحق الدعم ونفعل ما نستطيع لكي نرفع هؤلاء ليصبحوا من النخب ويكونوا قدوة لغيرهم..

يجب ان نتخلى عن انانيتنا ونقتل الديكتاتور الذي تم زرعه في رأس كل واحد منا، ونتعلم كيف نعمل مع بعضنا البعض، نتعلم اصول العمل الجماعي، كيف نجد اصحاب الفكر والموهبة وندعمهم ونصنع القدوة الصالحة..

وهذه ليست طوباوية هذه مصلحة خالصة، مصلحتنا تماما هي في تبني هذا المنهج..

لماذا تجدون ان الشغل الشاغل للدول المتقدمة البجث عن المواهب واصحاب القدرات وتوفير كل ما يلزم لهم لكي يبرزوا ويعطوا افضل ما عندهم ويجنون ثمار هذه المواهب والقدرات على المستوى الفردي عيشة مرفهة وشهرة واسعة واحترام وتقدير وقدرة على التأثير..

لان في هذا مصلحة المجتمع لان كل واحد منهم يرسم الطريق لمئات الالاف ليمضوا على ذات الطريق، بالاضافة الى ما يقدمه هؤلاء من اسهامات تدفع البلاد للتقدم في كل مناحي الحياة..

اذا اردنا ان نكرم ميشيل كيلو وغيره من المبدعين والوطنيين، ابدأوا حالا بالبحث عن اصحاب القدرات والمواهب الذين يستحقون الدعم واظهروا لهم هذا الدعم قبل ان يموتوا.. فبعد الموت لا يمكن لهؤلاء ان يقدموا لنا شيئا.. دعونا نتعلم اكتساب مهارات.. غير العويل واقامة المآتم الكبيرة..

نضال معلوف

تابع القناة على اليوتويب . اضغط هنا

 

20.04.2021 23:07