تركيا تلوح بعقوبة "إعدام" الانقلابيين .. وأوروبا تحذر وتهدد: لن تنضم أنقرة للاتحاد الأوروبي
ألمحت الحكومة التركية، إلى احتمال تنفيذ عقوبة الإعدام بالمتورطين في حادثة الانقلاب، عبر تغيير الدستور لإعادة تطبيق هذه العقوبة في الدولة التركية، الأمر الذي تلقفته الدول الأوروبية بتهديد انهاء المحادثات حول امكانية انضمام أنقرة للاتحاد الأوروبي.
وقال رئيس وزراء تركيا بن على يلدريم، يوم الاثنين، إنه من الخطأ اتخاذ قرار متسرع بشأن عقوبة الإعدام لكن تركيا لا يمكنها أن تتجاهل مطالب شعبها، لافتاً إلى إن "إعادة تنفيذ عقوبة الإعدام سيتطلب تعديلا دستوريا".
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قال أمس الأحد، إنه "قد لا يكون هناك تأخير في إقرار عقوبة الإعدام التي ألغتها تركيا عام 2004، وإن الحكومة ستناقش الأمر مع أحزاب المعارضة".
ومن جهته قال وزير الخارجية النمساوي، سيباستيان كورتس، في مقابلة نشرت يوم الاثنين قبل اجتماع مع نظرائه الأوروبيين، إن إقرار عقوبة الإعدام في تركيا من جديد ردا على محاولة الانقلاب سيكون "غير مقبول على الإطلاق".
وتابع كورتس "يجب ألا يكون هناك تطهير تعسفي، ولا عقوبات جنائية خارج إطار حكم القانون ونظام العدالة".
وبدوره قال الناطق باسم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل - بعد ان قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في اعقاب المحاولة الانقلابية إن حكومته ستدرس موضوع اعادة العمل بتلك العقوبة - إن "اعادة العمل بعقوبة الاعدام ستعني نهاية مفاوضات انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي."
الأمر الذي أكدته وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديركا موغريني بقولها "لايسع لأي دولة ان تنضم الى الاتحاد الاوروبي اذا كانت تعمل بعقوبة الاعدام."
في وقت حذر فيه وزير خارجية لوكسمبورج يان أسلبورن الحكومة التركية من إعادة تطبيق عقوبة الإعدام عقب محاولة الانقلاب العسكري في تركيا، مؤكدا أنه "إذا تم تطبيق عقوبة الإعدام في دولة مرشحة للانضمام إلى الاتحاد، فإن ذلك سيوقف مفاوضات الانضمام لهذا البلد".
يشار إلى أن تركيا ألغت رسميا في تموز 2004 عقوبة الإعدام في أوقات السلم استجابة لضغوط الاتحاد الأوروبي الذي أعتبر إلغاء هذه العقوبة أحد أهم شروط انضمام أنقرة إلى الأسرة الأوروبية.
وكانت تركيا تقدمت في نيسان عام 1987 بطلباً للانضمام الى الاتحاد الأوروبي، حيث تم في 1999 بالاعتراف بأنها مرشحة للعضوية الكاملة في الاتحاد ما أثار جدلاً كبيراً وتحديداً مع معارضة اليونان وفرنسا لذلك، إذ لم تتم الموافقة على انضمامها حتى اليوم، رغم المساعي الكبيرة التي تبذلها الحكومة التركية في هذا الاتجاه.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، , يوم الجمعة، محاولة انقلابية ، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول , والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة, إلا أن الحكومة سيطرت وضبطت الوضع وأخمدت حركة التمرد, بحسب تصريحات لمسؤولين حكوميين أتراك.
سيريانيوز