واشنطن: منع الغذاء عن المحاصرين بسوريا "عار" ويجب الضغط على النظام
قالت مندوبة الولايات المتحدة بالأمم المتحدة سامنثا باور، يوم الثلاثاء، إنه من "العار" على بلد عضو في الأمم المتحدة، "منع الغذاء" كما يفعل النظام في سوريا، داعية من يملك نفوذا عليه، للضغط من أجل تغيير ما وصفته بـ"الوضع المأساوي".
ونقلت وكالة (رويترز) عن باور قولها إن المساعدات التي وصلت للمناطق المحاصرة داخل سوريا في آذار، أقل منها في شباط حين اتفقت القوى الدولية في ميونخ على وقف الاعمال القتالية والسماح بوصول المساعدات الانسانية.
وكانت الأمم المتحدة قالت نهاية الشهر الماضي، إنها قلقة من تزايد صعوبات توصيل المساعدات لمناطق محاصرة في سوريا، وتحدثت عن تعطيل القوافل أو إزالة معدات الجراحة منها على أيدي القوات الحكومية في أغلب الأحوال، كما أوضح رئيس مجموعة العمل للشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة يان إيجلاند أن "دمشق أصبحت أقل استجابة لطلبات قوافل المساعدات مقارنة بما كان عليه الوضع فور اتفاق القوى الكبرى على وقف الأعمال القتالية مطلع شباط للسماح بنقل المساعدات".
ووصفت باور إفادة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة ستيفن أوبراين لمجلس الأمن، بأنها "مؤثرة للغاية"، مضيفة وهي تحمل صورة طفل "مات أمس هذا الصبي الذي حاولت الأمم المتحدة إجلاءه من مضايا، بعد أن رفضت الحكومة السورية ذلك".
وتأتي مطالبات باور بعد أن قتل الجوع صبيا، بينما توفي ثلاثة أطفال بعد إصابتهم في انفجار ألغام أرضية في بلدة مضايا خلال الأسبوع المنقض حين تعذر إجلاؤهم.
وأكدت باور "نحن والدول الأخرى الأعضاء في مجلس الأمن ناشدنا من يملكون نفوذا على النظام التي ثبت أنه يرضخ للضغط حين يشتد بدرجة كافية. سيكون هذا تحركا بالغ الأهمية لتغيير الوضع المأساوي لأناس يعانون هذا القدر من سوء التغذية".
وأنشأت مجموعة دعم سوريا التي تقودها روسيا والولايات المتحدة قوة مهام إنسانية في شباط الماضي، وعُهد لأعضاء هذه القوة استخدام نفوذهم على أطراف الصراع لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
وتطرقت باور في تصريحها إلى وضع بلدة داريا المحاصرة من قبل قوات النظامي، قائلة "السكان أصابهم الهزال الشديد والنساء في حالة ضعف لا تسمح لهن برعاية الرضع، ولم تصل إلى داريا ولا كسرة خبز واحدة من الأمم المتحدة منذ 2012."
ووصف برنامج الغذاء العالمي الوضع في بلدة داريا، بأن "السكان هناك يأكلون العشب".
واتهم رئيس وفد "الهيئة العليا للمفاوضات" بالمعارضة في جنيف أسعد الزعبي, في 22 اذار الماضي, النظام السوري بمحاصرة مناطق جديدة، قائلاً " النظام ضاعف المناطق المحاصرة إلى 25 خلال الهدنة, حيث يحاصر حي برزة منذ خمسة أيام ويساوم على إدخال المساعدات, كما تعاني مضايا حصارا أشد من السابق برغم الهدنة".
وتقع حوالي 18 منطقة في سوريا تحت الحصار، إما من قبل النظام أو من فصائل معارضة وكتائب إسلامية أو تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ويأتي في مقدمتها مدينة دير الزور شرقي سوريا، وبلدات معمضية الشام وداريا ومضايا والزبداني وبقين والغوطة الشرقية بريف دمشق، إضافة إلى بلدات الفوعة وكفريا بريف إدلب.
ويوجد 486700 شخص محاصرين في سوريا، بينهم 274200 تحاصرهم القوات النظامية، ونحو مئتي ألف يحاصرهم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ونحو 12500 تحاصرهم المعارضة المسلحة و"جبهة النصرة"، ونحو ستة آلاف آخرين تحاصرهم القوات النظامية وفصائل معارضة، وفقاً للأمم المتحدة.
سيريانيوز