عون يدعو الامم المتحدة الى تسهيل عودة اللاجئين السوريين الى المناطق الأمنة
دعا الرئيس اللبناني ميشال عون يوم الأربعاء الأمم المتحدة الى تسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى "المناطق الآمنة" دون ربطها بالحل السياسي .
ونقلت وسائل اعلام عن عون قوله خلال لقائه مع رئيس مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في قصر بعبدا شرقي بيروت: إن "لبنان لم يعد قادرا على تحمل أعباء النازحين السوريين وتداعياتها على مختلف الصعد".
وأضاف أن "الأمر يستوجب تحرك المجتمع الدولي لتسهيل عودة تدريجية لهم إلى المناطق الآمنة وتلك التي لم تعد تشهد قتالا، دون ربط ذلك بالحل السياسي الذي قد يتأخر بسبب التجاذبات والتدخلات الخارجية وما يشاع عن مخططات دولية تستهدف وحدة سوريا".
وكان رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان كريستوف مارتان, اعلن في كانون الثاني الماضي, أن 60 ألف لاجئ في لبنان عاد إلى سوريا, مؤكداً رغبة 80% من اللاجئين السوريين بالعودة إلى بلادهم حينما تتحسن الأوضاع الأمنية على أراضيها.
من جهته، قال فيليبو غراندي بعد لقائه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في مقر الوزارة ببيروت , ان الظروف في سوريا "لا تزال غير مهيّأة لعودة اللاجئين السوريين، وما يحصل اليوم في الغوطة الشرقية هو الدليل على ذلك".
وكان المسؤول الأممي وصل الى لبنان مساء الثلاثاء في زيارة رسمية تستمر ليوم الجمعة، ومن المقرر أن يجول على مخيمات اللاجئين السوريين في منطقتي بعلبك والبقاع شرقي لبنان
وبلغت أزمة اللاجئين السوريين في لبنان ذروتها , وسط انقسامات حيال هذه الملف, حيث يشدد الرئيس اللبناني على عودة اللاجئين السورين للمناطق الامنة, فيما يرى مسؤولون في حزب الله أن الموضوع يجب بحثه مع النظام السوري وإجراء التفاوض معه بخصوص مسألة عودة النازحين, في رفض رئيس الحكومة التعامل مع أي جهة بشأن عودتهم , باستثناء الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة.
لكن مفوضية الأمم المتحدة للاجئين أعلنت أنها لا تعتبر الظروف في سوريا ملائمة لعودة آمنة للاجئين.
وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان كشفت مؤخرا ان عدد اللاجئين السوريين في لبنان تراجع لأقل من مليون شخص للمرة الأولى منذ عام 2014.
وغادر بين عامي 2011 و 2017، نحو 49 ألف لاجئ سوري لبنان في إطار برنامج الأمم المتحدة لإعادة التوطين في دول أخرى، منها الولايات المتحدة والسويد وفرنسا، فيما غادر آخرون بمبادرات شخصية، ومنهم من اختار الهجرة إلى أوروبا بطرق غير شرعية محفوفة بالمخاطر سواء بالبر أو بقوارب المهربين عبر البحر الأبيض المتوسط.
وشهد عام 2017 تراجعا في أعداد اللاجئين المسجلين على قوائم المفوضية في لبنان إلا أن السلطات اللبنانية تؤكد وجود أكثر من مليون ونصف لاجئ سوري ينتشرون في مختلف مناطق البلاد.
وتسبب النزاع السوري المستمر منذ العام 2011 بتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها بينهم أكثر من 5 ملايين لجؤوا إلى دول الجوار، لبنان وتركيا والأردن.
سيريانيوز