بالصور.. حقن بالكوليرا وعمليات بدون تخدير.. أبشع التجارب الطبية على البشر
شهد التاريخ البشري على عدة ممارسات لا إنسانية, أعتبرت من أبشع التجارب الطبية التي استغلت الإنسان كـ"أداة" من قبل بعض العلماء والأطباء, مقابل السعي وراء اكتشاف علمي أو تحقيق نصر فردي.
أولاً: جرائم بورك وهيل
حتى عام 1830 والجثث الوحيدة التي كان متاح تشريحها لأغراض طبية هي جثث من تم الحكم عليهم بالإعدام، ولكن لأن هذه الجثث تحديدا أصبحت نادرة بشكل نسبي، فإن الأطباء بدؤا في اللجوء إلى نابشي القبور لإحضار مطلبهم.
ومن عام 1827 حتى 1828، تولي وليام هيل المالك لمنزل للإقامة والاستضافة في إدنبره ومعه صديقه وليام بورك هذه المهمة، فقاما باستغلال المنزل من أجل تخبئة آلاف الجثث فيه، لكي يستخدمها عالم التشريح روبرت نوكس في تجاربه الطبية.
وتم إعدام وليام بورك في وقت لاحق بسبب جرائمه، والتي حفزت الحكومة البريطانية على التخفيف من القيود المفروضة على التشريح.
ثانياً: الوحدة 731 اليابان
أجرى الجيش الإمبراطوري الياباني خلال ثلاثينيات القرن الماضي عددا من التجارب البيولوجية والأبحاث على المدنيين، حيث جرت معظمها في الصين، وأدت تلك التجارب والأبحاث إلى وفاة عدد مجهول من البشر، إلا أن تقريرا لـ"New York Times" عام 1995، قدر عدد ضحايا تلك الأبحاث بـ 200 ألف ضحية.
تضمنت تلك الأبحاث حقن البشر بالكوليرا والتيفوئيد والطاعون، وأجبر بعض السجناء على المشي في البرد القارس، بغرض اختبار علاجات مختلفة للتجمد فيما بعد.
كما صرح أفراد من الوحدة 731 لوسائل إعلام مختلفة فيما بعد، بأن بعض السجناء قد تعرضوا لغازات سامة، وأضافوا أن السجناء كانوا يوضعون في غرف مغلقة، ويعرضون لضغط عال أدى في حالات كثيرة إلى خروج أعينهم من جحورها، فيما تعرض البعض لقطع أطرافهم وهم على قيد الحياة.
ثالثاً: تجربة الوحش:
سعى مجموعة من خبراء النطق من جامعة لوا في الولايات المتحدة، عام 1939، إلى إثبات أن التلعثم تصرف يكتسبه الطفل بسبب قلقه أو خوفه من الكلام.
ولإثبات نظريتهم، قرر العلماء إجراء تجربة على الأيتام بإخبارهم أنهم أظهروا علامات تدل على أنهم سيعانون من صعوبة في النطق مستقبلا بلا شك. تمت التجربة في أوهايو في بيت أيتام أبناء الجنود والبحارة، حيث تم إقناع الأطفال بظهور علامات اضطراب النطق، وأن عليهم الحديث فقط إذا كانوا متأكدين من أنهم سينطقون بصورة سليمة دون تلعثم، لم يصب الأطفال باضرابات في النطق، لكنهم عانوا من القلق والاكتئاب والانطواء والصمت.
رابعاً: تجارب "أبو طب النساء":
اكتسب طبيب الأمراض النسائية "J. Marion Sims" شهرته بعد إجرائه تجارب عديدة على النساء العبيد، حيث قام "سيمز" بإجراء عملياته على النساء دون تخديرهن، ذلك أن التخدير آنذاك كان قد اكتشف للتو، ولأنه كان يرى أن ما يقوم به "ليس مؤلما لدرجة تستحق عناء استخدام التخدير"، كما قال في محاضرة ألقاها عام 1857.
خامساً: تجارب النازيين في معتقل أوشفيتز :
قام الدكتور "جوزيف مينغيل" بتجارب عديدة على التوائم في معتقل أوشفيتز النازي، سعيا منه لإثبات نظرياته حول سمو العرق الأوروبي.
وتفيد الحقائق التاريخية بأن العديد توفوا خلال تجاربه، كما قام بجمع أعين "مرضاه" بحسب "U.S. Holocaust Memorial Museum".
كما استخدم النازيون الأسرى كفئران تجارب، حيث جربوا أدوية مختلفة للأمراض على بعضهم، فيما تم احتجاز آخرين في غرف شديدة البرودة وذات ضغط منخفض في إطار تجارب ظروف الطيران.
و حوكم جراء ذلك العديد من أولئك الأطباء فيما بعد بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وعُرفت باسم محاكمة الأطباء, إلا أن مينغيل تمكن من الفرار إلى أمريكا الجنوبية، وتوفي فيها عام 1979.
ويشار إلى أن الاستياء من الانتهاكات التي ارتكبت أدت إلى تطوير قانون "نورمبرغ" لأخلاقيات مهنة الطب ويعتبر حتى اليوم ، الأساس في مجال إعداد وتنفيذ التجارب الطبية والنفسية على بني الإنسان.
سيريانيوز