"هيومن رايتس": نزوح أكثر من 30 ألف شخص من شمال حلب إلى الحدود التركية خلال يومين
أظهر تقرير لـ"هيومن رايتس ووتش"، يوم الخميس، إن مالا يقل عن 30 ألف شخص نزحوا من شمال حلب إلى الحدود التركية، خلال الـ48 ساعة الماضية، بسبب المعارك.
وقال باحث أول في شؤون اللاجئين في المنظمة الحقوقية جيفري سيمبسون إنه "مع فرار المدنيين من مقاتلي (داعش)، ترد تركيا بالذخيرة الحية بدلا من التعاطف. العالم بأسره يتحدث عن قتال (داعش)، لكن الأكثر عرضة لخطر التنظيم من وقعوا ضحايا لانتهاكاتهم المروعة، عالقين على الجانب الخطأ من جدار خرساني".
وجاء في تقرير المنظمة إنه "على تركيا الكف عن إطلاق النار على المدنيين السوريين الذين يفرون من القتال، وأن تسمح لهم فورا بعبور الحدود لالتماس الحماية".
وأدى تجدد القتال بين تنظيم "الدولة ااسلامية" (داعش) وجماعات المعارضة المسلحة شمالي حلب، إلى نزوح ما لا يقل عن 30 ألف شخص خلال الـ 48 ساعة الماضية، مع إطلاق حرس الحدود الأتراك النار على بعضهم عند اقترابهم من الجدار الحدودي التركي الجديد.
ونقلت المنظمة شهادات عن عاملين بالمساعدات الإنسانية في تركيا ورؤساء 6 من 10 مخيمات للاجئين شرقي أعزاز قرب الحدود التركية، أوضحت أن زحف التنظيم في 13 و14 نيسان، أجبر ما لا يقل عن نصف سكان المخيمات البالغ عددهم 60 ألف نسمة على الفرار إلى مخيمات أخرى، منها مخيم باب السلامة على الحدود التركية وبلدة أعزاز القريبة، حيث أصبحت 3 مخيمات – هي أكدة وحرمين والشام – خالية تماما من 24 ألف شخص كانوا يحتمون بها.
وأظهرت تقديرات عدة منظمات، إنه حتى 12 نيسان، كان 75 ألفا من السوريين يقيمون في نحو 10 مخيمات غير رسمية وعدة مواقع في أعزاز، شرقي البلدة على امتداد الحدود، وفي باب السلامة، كما أن 25 ألفا على الأقل من النازحين يتواجدون في مواقع عدة شرقي أعزازـ فر الكثيرون منهم من عدة جولات قتال وعمليات هجومية شمالي سوريا.
وأغلقت تركيا حدودها أمام اللاجئين السوريين، مستثنية الحالات الانسانية الخطرة، كما أتمت، حتى مطلع نيسان الجاري، بناء ثلث الجدار الخرساني المقاوم للصواريخ الممتد لمسافة 911 كيلومترا على حدودها مع سوريا.
وكانت تركيا أشارت مراراً إلى رغبتها بتهيئة "منطقة آمنة" شمال سوريا، يمكن على حد قولها للسوريين الفرار إليها، ويمكن لتركيا أن تعيد إليها لاجئين سوريين. بينما قال الاتحاد الأوروبي في اتفاقه المبرم في 8 آذار 2016 مع تركيا إنه سيعمل معها على "السماح للسكان المحليين واللاجئين بالعيش في مناطق أكثر أمنا".
ولفت الباحث سيمبسون إلى أن "العنف على الحدود التركية السورية إثبات مخيف على وجود أخطاء في الصفقة الأوروبية التركية. على دول الاتحاد الأوروبي وتركيا التعاون على توفير ملاذا آمنا للاجئين السوريين، لا إغلاق الأبواب في وجوههم بقسوة هكذا".
وكان الاتحاد الأوروبي عقد في الشهر الماضي اتفاق هجرة مع أنقرة، لتقليل تدفقات اللجوء والهجرة على أوروبا، إذ قدم 6 مليار يورو لمساعدة السوريين في تركيا، مع تجديد مفاوضات عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، وإمكانية إلغاء متطلبات استصدار تأشيرة لسفر المواطنين الأتراك لدول الاتحاد.
وكان من أهداف الاتفاق الأساسية تمكين اليونان، بدعم أوروبي، من رفض جميع طالبي اللجوء الذين يفدون إليها من تركيا بدعوى أن تركيا دولة آمنة.
وبلغ عدد اللاجئين السوريين الخاضعين لقانون "الحماية المؤقتة" في تركيا، مليونين و749 ألف و140 لاجئاً، يعيش 270 ألف و380 منهم ضمن مخيمات اللجوء، فيما ينتشر مليونين و478 ألف و760 في العديد من الولايات التركية، وفقا لأرقام رسمية تركية.
سيريانيوز