واشنطن تشدد على موقفها: لن نتنازل عن رحيل الأسد
قال نائب المتحدث الرسمي باللغة العربية في وزارة الخارجية الأميركية ناثانيل تك أن بلاده لن تتنازل عن ضرورة رحيل الرئيس بشار الأسد من الحكم ، معتبراً أن "الأسد وراء كل الهلاك في سوريا لذلك لا يمكن ان يكون له دور في مستقبل البلاد وقرار مجلس الأمن ينص على ضرورة حكومة انتقالية وانتخابات نزيهة".
وأعتبر تك في مقابلة مع شبكة "CNN" الاخبارية الأمريكية، أن "قرار مجلس الأمن 2254 هو قرار تاريخي في المسار الدبلوماسي للملف السوري لأنه يكرس بيانات جنيف وفيينا ويضع خطة زمنية للانتقال السياسي لفترة ما بعد الأسد"، مشيرا إلى إن "الإنتخابات النزيهة في سوريا ستؤدي حتماً إلى رحيل الأسد من الحكم".
وتبنى مجلس الأمن, يوم الجمعة, بالإجماع قراراً دولياً حول خطة لإحلال السلام في سوريا, تدعو لبدء المفاوضات بين النظام والمعارضة مطلع الشهر القادم, واجراء انتخابات تحت مظلة اممية، وتأييد وقف إطلاق النار بالتزامن مع المفاوضات , ووضع تنفيذ مقررات اجتماع فيينا الأخير حول سورية تحت اشراف اممي ما يجعل بنودها واجبة التنفيذ.وبينها تشكيل حكومة وحدة وطنية بصلاحيات واسعة , إلا إن القرار لم يشر إلى مستقبل الرئيس بشار الأسد وبقائه في السلطة وهي نقطة خلاف واضحة بين واشنطن وموسكو.
وأشار تك إلى إنه "هناك اختلافات عميقة بين أميركا وروسيا في الأمور العسكرية في سوريا"، إلا إنه أكد أن "هذا لا يعني أنه لا يمكن أن نتعاون مع بعضنا في المستقبل فروسيا لعبت دوراً مهماً في المفاوضات في فيينا وجمعت كل الأطياف السورية حول الطاولة".
وتابع "موسكو لا تزال تضرب مواقع المعارضة المعتدلة وهذا سيعرقل الحل السياسي في سوريا فاذا ارادت روسيا فعلا المساهمة بشكل بناء في سوريا فنحن نرحب بذلك لكننا لم نرَ هذه المساهمة حتى الآن"، معتبرا أنه "يجب أن تصوب روسيا بوصلتها ضد الإرهاب".
وتتوافق روسيا والولايات المتحدة على أهمية إطلاق عملية سياسية تقود لتسوية سلمية في سوريا إلا إن واشنطن ترى إن أي عملية سياسية يجب أن تفضي إلى رحيل الأسد, فيما تقول موسكو إن ”الشعب السوري من يحدد مصير الأسد“.
وسبق لواشنطن أن أعلنت رفضها التعاون عسكريا مع موسكو في سوريا, إذ ترى واشنطن إن موسكو تستهدف بغاراتها فصائل المعارضة "المعتدلة" ولا تركز على ضرب "داعش", فيما تقول موسكو إنها تضرب "داعش" في سوريا, بالإضافة إلى جماعات "إرهابية" تحددها بالتنسيق مع الجانب السوري.
وفي سياق اخر, رحب تك بمشاركة الدول الاسلامية في محاربة الارهاب، معتبراً أن "أي محاولات من قبل العالم الاسلامي لمحاربة الارهاب هو شيء جيد لكن لا نعول حتى الآن عليه".
وقال وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر منذ أيام أن التحالف الإسلامي المناهض للإرهاب الذي أعلنت عنه السعودية يتماشى مع دعوات واشنطن لاضطلاع الدول السنية بدور أكبر في محاربة تنظيم (داعش) , إلا إن الخارجية الأمريكية أشارت بعد ذلك إن الرياض لم تعلم واشنطن مسبقا بالتحالف الاسلامي لمحاربة ”الارهاب", داعية السعودية إلى "مراجعة قرارها".
وأعلنت السعودية منذ أيام تشكيل تحالف اسلامي لمحاربة الارهاب مقره الرياض, ويضم التحالف إلى جانب السعودية كل من " تركيا, الأردن، الإمارات، باكستان، البحرين، بنغلاديش، بنين، تشاد، توغو، تونس، جيبوتي، السنغال، السودان، سيراليون، الصومال، الغابون، غينيا ، فلسطين، جزر القمر، قطر، كوت دي فوار، الكويت، لبنان، ليبيا، المالديف، مالي، ماليزيا، مصر، المغرب، موريتانيا، النيجر، نيجيريا، اليمن", فيما أكد البيان "أن هناك أكثر من عشر دول إسلامية أخرى أبدت تأييدها لهذا التحالف وستتخذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن , ومنها جمهورية اندونيسيا".
سيريانيوز