طوابير الناس أمام الأفران بانتظار خبزهم.. والتجارة الداخلية لا ترى "مبرراً" للازدحام

عادت مظاهر الازدحام أمام أفران دمشق، بنوعيها الاحتياطية والآلية إلى البروز مجدداً، حيث يصطف الناس لساعات طوال بانتظار دورهم للحصول على حاجتهم من المادة، قبل بلوغ موعد إغلاق الفرن، الذي تقدم إلى الرابعة عصراً، مسبباً أزمة جديدة، واستياء لدى العديد من المواطنين.

عادت مظاهر الازدحام أمام أفران دمشق، بنوعيها الاحتياطية والآلية إلى البروز مجدداً، حيث يصطف الناس لساعات طوال بانتظار دورهم للحصول على حاجتهم من المادة، قبل بلوغ موعد إغلاق الفرن، الذي تقدم إلى الرابعة عصراً، مسبباً أزمة جديدة، واستياء لدى العديد من المواطنين.

وتداول مواطنون أنباء عن وجود قرار بتخفيض 30 بالمئة من مخصصات المخابز الاحتياطية من مادة الطحين وتخفيض ساعات عملها إلى فترتين بدلاً من ثلاثة، علماً أنها كانت تعمل على مدار الساعة على حين سيقتصر عملها حالياً على 16 ساعة عمل، والتوقف لمدة 8 ساعات يومياً وهو ما يعادل نسبة التخفيض في كمية الدقيق التمويني.

وقال أبو فوزي، نازح من مخيم اليرموك ومستقر في منطقة ركن الدين لسيريانيوز إنه "منذ عدة ايام، بدأت الطوابير تطول امام كوات الأفران، مع انتشار شائعات تخفيض مخصصات الطحين، كي لا تضطر الوزارة لرفع السعر، بسبب ارتفاع الدولار".

وأضاف أبو فوزي إن "وقت إغلاق الفرن، تحول إلى العصر، بعد أن كان يبقى حتى الساعة 12 ليلاً تقريباً، وأصبح يتوجب علينا الوقوف لساعات قبل الوصول إل نافذة الفرن وشراء الخبز"، لافتاً إلى انه "حتى الباعة خارج الأفران الذين كنا نستاء أحيانا من وجودهم، لم يعد لهم وجود ليحلوا مشكلتنا الآن".

ومن جانبه قال، شادي موظف في القطاع الخاص، "اعتدت شراء الخبز لعائلتي لدى عودتي من العمل حوالي الساعة 6 مساء، ولم أكن أجد صعوبة في الحصول عليه، حتى حين أتأخر في العمل".

وتابع شادي ذو 35 عاماً، "مع الوضع الجديد، تحول موضوع تأمين الخبز لهم ومشكلة لم تكن في الحسبان، وكأن ماكان ينقصنا في هذا البلد هو ربط مواعيدنا وحياتنا بما يتناسب مع توفر الخبز والغاز وبقية الأمور، رغم أنه من المفترض توفره وتأمينه في كافة الأوقات، لأنه منذ أيام لم أعد أجد الخبز حتى في البقاليات، لأني بت أجد الفرن مغلقاً لدى انتهائي من العمل".

كما لم تخل مواقع التواصل الاجتماعي مع تعليقات الرواد، والمستائين من الوضع الجديد للخبز، الذي كانت الحكومة تعده "خطاً احمر"، إلا أن قرارات رفع الأسعار لم تستثنه في السنوات الأخيرة، حيث تم رفعه إلى 50 ليرة، بعد أن كان سعر الربطة 15 ليرة، وتخفيض عدد الأرغفة بداخل الربطة من 8 إلى 7 أرغفة.

ولفت أحد رواد التواصل الاجتماعي إلى الازدحام أمام فرن العباسيين وقال:

فيما شكك آخر بما يقوله مسؤولون من وزارة التجارة عن نفيهم تخفيض المخصصات للأفران، وقال:

واتهم مواطن المعنيين بالوزارة بأنهم بعيدين عن الواقع ولا يدركون ما يحصل، بقوله:

فيما اشتكى البعض من موضوع الغاء أو تخفيض رخص الخبز للمعتمدين، معتبرين ذلك مسبباً للأزمة، وكتب بعضهم:

وتطرق أحدهم إلى أن الفرن في منطقة المهاجرين بدمشق يغلق باكراً، وقال:

بينما أشار شخص إلى بدء استغلال الأزمة الحديثة، ورفع سعر المادة، وقال:

وقدمت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك عبر إحدى الصحف الرسمية وعلى لسان مدير المواد فيها مهند شاهين، توضيحاً يفيد بعدم وجود تخفيض في كميات الدقيق المخصصة للمخابز الاحتياطية، لافتاً إلى أن ما حدث فعلاً هو "إعادة دراسة الطاقة الفعلية للأفران الاحتياطية بغية التخفيف من الهدر على مادة الدقيق".

واعتبر شاهين أن هناك "وفرة في مادة الدقيق وكافة مستلزمات الانتاج من الخميرة والملح ولا مبرر لحالات الازدحام التي تشهدها بعض الأفران"، مؤكداً أن ما تم اتخاذه من اجراءات هدفه "تنظيم العمل والحفاظ على خطوط الانتاج والوصول الى استثمار الطاقة الانتاجية الفعلية في كل منطقة".
أما رئيس لجنة المخابز الاحتياطية موسى السعدي أقر بوجود تخفيض للطاقة الإنتاجية لكل فرن إلى 10 طن و600 كيلو يومياً، إلا أنه وبعد دراسة الحاجة الفعلية للأفران، تمت اعادة المخصصات الى 13 طناً يوميا لكل فرن، وتتم حاليا اعادة دراسة مخصصات هذه المخابز من جديد ليتم تزويدها بكميات تتناسب وحاجتها الفعلية وتزويد الافران التي تعاني من حالات اختناق بكميات اضافية بما يساهم في حل هذه المشكلة.

وكانت كمية الدقيق المخصصة يومياً لكل فرن من المخابز الاحتياطية، قبل القرار الأخير، تبلغ 13-15 طن دقيق يومي.

يشار إلى أن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك, أصدرت في تشرين الأول الماضي, قراراً برفع سعر ربطة الخبز للـ 50 ليرة بدلاً من 35, بزيادة نسبتها43% على الربطة.

وكانت وزارة التجارة الداخلية رفعت سعر ربطة الخبز من 25 ليرة إلى 35 ليرة، في شهر كانون الثاني 2015، وذلك بعد قرار صدر في تموز 2014 برفع سعر الربطة إلى 25 ليرة، بدلا من 15 ليرة, كما ساءت جودة الخبز شهر آذار الماضي بسبب ارتفاع نسبة النخالة والقشور فيه, حيث عزا وزير التجارة الداخلية السابق حسان صفية السبب "نتيجة رفع نسبة الاستخراج من القمح", معتبراً أن ذلك "يزيد من فوائد الخبز الصحية"، وفقا لتصريحه.

سيريانيوز

 

15.05.2016 13:21