سورية تشارك في فلم الرعب "هانغر ماب".. بدور البطولة

على خارطة "هانغر ماب" العالمية تصدرت سوريا مؤخرا المشهد وباتت اليوم تلعب دور البطولة المطلقة الى جانب الابطال التقليدين الذين تسيدوا احداث الفلم طوال الاصدارات السابقة..

على خارطة "هانغر ماب" العالمية تصدرت سوريا مؤخرا المشهد وباتت اليوم تلعب دور البطولة المطلقة الى جانب الابطال التقليدين الذين تسيدوا احداث الفلم طوال الاصدارات السابقة..

السؤال الذي يدور في رأس الكثير من السوريين وباقي سكان المنطقة هل من المعقول ان يقبل المجتمع الدولي، الدول الفاعلة بان نصل بعد القتل والتهجير والتنكيل الى يوم لا نجد فيه ما نأكل.. لا بد ان تتم تسوية الامور بطريقة نخرج فيها على الاقل بالكفاية.. بكفاية الطعام ليومنا.. يوما بيوم على الاقل..

شاهد المقال على يوتيوب .. اضغط هنا

الاسعار ما زالت ترتفع يوما بعد يوم ، ما تستطيع ان تشتريه اليوم بـ 10 الاف ليرة سورية ستحتاج يوم غد ربما لـ 11 الف لتحصل على ذات السلة وبعد غد 1200 وهكذا .. فيما ان الدخل ثابت على حاله ..

بحيث باتت الغالبية العظمى من السوريين يعانون نقصا حادا في الطعام ومنهم من دخل في دائرة المجاعة فعلا.

اذا نظرنا الى خارطة المجاعة التي يوفرها برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة، والتي تتوزع الوانها بين الاخضر الى الاحمر للدلالة على الشعوب التي تعاني من الجوع سنجد ان سوريا متفردة في هذا السبق على مستوى الشرق الاوسط وشمال افريقيا ولاعب بارز وربما الابرز على مستوى العالم كله.

تقريبا حسب الخارطة الاممية نصف السكان في سوريا يعانون المجاعة، ووجود هذه النقطة البنفسجية هنا تعني ان الحال مستمر هكذا منذ ثلاثة اشهر (اي انه ليس طارئ) والنقطة الزرقاء تعني بانه يوحد حالة وفاة واحدة على الاقل بين كل 200 الف نسمة، فاذا كان تقدير عدد سكان سوريا 20 مليون فانه يوجد 100 حالة وفاة جوعا في سوريا في الشهر الماضي.

المشكلة بانه لا يوجد حل بالافق، كما ذكرنا في التسجيل السابق (يمكنكم الاطلاع على كل التسجيلات التي تتعلق بالوضع المعيشي من خلال باب خاص في قناة اليوتيوب – اضغط هنا) الحكومة كلفت برفع الدعم عن كل المواد وبيعها بالسعر الحر، اخراج شرائح واسعة من السوريين من ملف الدعم بشكل كامل، لا يوجد اي خطة واضحة معلنة كيف سيتم ردم الفجوة المتسعة يوما بعد يوم بين الدخل والنفقات.

واذا تجاوزنا موضوع الطعام، هناك اجتماع، هناك اخبار تنشر عن اجتماعات رسمية فيما يخص ازمة الدواء في سوريا والتي تعودنا بعدها ان يتم رفع اسعار المادة المتداولة في الاعلام.

سيخضع الدواء الى رفع اسعار كبير نسبة لدخل المواطن، واذا كان الانسان قادر على احتمال الجوع لايام فان نقص الدواء سيؤدي الى الموت السريع بدون انتظار.

ايضا بحسب تقرير صدر حديثا لمنظمة الصحة العالمية فان نصف سكان سوريا بحاجة الى رعاية صحية، وبحسب المنظمة فانه "يموت الناس مبكراً بسبب عدم توفر الإجراءات المنقذة للحياة ونقص الأدوية اللازمة لعلاج الأمراض المزمنة. كما أن بعضاً من أشد الاحتياجات الإنسانية داخل سوريا ناتجٌ عن ارتفاع معدل انتشار الأمراض غير السارية، وعن نقص المرافق العلاجية المتخصصة لعلاج السكان السوريين من السرطان والأمراض المزمنة والإصابات والإعاقات".

نعود للسؤال هل سيستمر الصمت الدولي على تدهور الاحوال في سوريا والتسويف في عملية الوصول الى حل سياسي تعيد الامل للسوريين في ان يكون بمقدورهم اعادة دوران العجلة الى الامام.. الا يكفي 10 سنوات لعبت فيه كل الاطراف دورا في ما وصلنا اليه من حالة مأساوية..

الحقيقة الجواب.. يمكن ان يقبل المجتمع الدولي باستمرار الوضع هكذا وهو مستمر هكذا في عدة مناطق من العالم لعقود طويلة، وبحسب تقرير المنظمة الاممية نفسه فان 811 مليون شخص ينامون جوعى في العالم اليوم.

وفي دول تشبه ظروفها ظروفنا وصل الحال بالسكان ايضا بحسب التقارير الاممية الى سكان مثل سكان منطقة حجة في شمال اليمن الى ان يسلقوا اوراق الشجر للتحول الى عجينة مرة ليتناولوها ليخففوا احساسهم بالجوع فقط.

المجتمع الدولي - كما انظمتنا الحاكمة - لا يأبه كثيرا لحالنا، ولن يهز العالم اذا انضم 10 ملايين جائع الى قرابة المليار جائع الموجودين اليوم، ولن يهتز اذا مات بضع مئات من السوريين من ضمن الملايين الذين يقضون جوعا كل عام من بينهم 6 مليون طفل.

نضال معلوف

 

 

09.11.2021 02:14