نفاق حكومي على مسرح معاناة السوريين..
الشعب السوري يعاني، لم يعد هذا سرا وكل طرف يلقي باللوم على الطر ف الاخر النظام يقول لك عقوبات والدول الفاعلة في الازمة السورية تقول لك النظام وتندد وترغي وتزبد.. "على الفاضي"..
وعندما نتكلم اليوم عن واقع الحال ونقول بان الحلي السياسي.. ربما.. ربما قد يكون مخرجا لهذه الكارثة.. نطوي صفحة علنا نستطيع ان نبدأ خطوات باتجاه واقع افضل.. تأتيني رسائل وتعليقات انه كفى.. نحن نموت من الجوع وانتم تتحدثون عن السلطة ومن يجب ان يكون بالسلطة..
شاهد المقال في تقرير مصور.. اضغط هنا
والحقيقة اننا نتكلم عن المعاناة لانه لا يمكننا تجاهل هذا الواقع السيء الذي فاق السوء فيه كل التوقعات.. ويوما بعد يوم تنحدر الامور بسرعة الى قاع لا نعرف مدى عمقه..
وبالاحصاءات فان 8 اشخاص من اصل 10 من السوريين اليوم يكافحون من اجل توفير الغذاء والمواد الاساسية..
والتقارير التلفزيونية في كل المحطات والمناطق لم تعد مترددة في عرض واقع صارخ وواضح.. الى حد لا يصلح معه تجميل او تلفيق..
وبالاضافة الى ان السوري اليوم يهيم على وجهه في شوارع المدن والبلدات ليحصل لقمة الخبز.. فانه يوما بعد يوم يعود الى الوراء وتكبر المسافة بينه وبين الكفاية.. بينه وبين الحضارة.. بينه وبين المدنية..
شاهدت اليوم انه حتى الحطب بات سلعة بعيدة المنال.. وان الناس في مناطق متعددة عادت لكي تعتمد على بوابير الكاز المنقرضة منذ عقود طويلة.. لتنشط هذه الصناعة لان الكاز ارخص.. ارخص من الحطب.. ( شاهد )
وامام هذا الواقع يطالب من يتابعنا باقتراح الحلول والحديث عن شيء مفيد..
والمشكلة باني على يقين بانه لا ارداة لاي من الاطراف في تغيير مسار الاحداث.. وان الكل مستفيد من هذه المعاناة..
مثلا الحكومة السورية لماذا لا تشكل خلية ازمة او مجلس وزراء مصغر ليحشد الامكانيات للتخفيف عن الناس وتقديم الدعم الممكن لهم..
ايعقل ضمن الواقع الحالي والاحصاءات التي تؤكد ان 80% من السوريين على الاقل في حالة عوز تستمر الانشطة الحكومية كما هي..
ومؤتمرات سياحة واجتماعات استثمار ومراسيم تشكيل مصارف وكان الامور على احسنها؟..
اليس من الاجدى اليوم تخصيص كل الموارد لدعم الناس..
الا يقتضي الوضع الكارثي قرارات على مستوى الحدث.. قرارات طارئة تغير في طريقة الصرف الحكومية.. الا يمكن اختصار الانشطة الحكومية التي "بلا طعمة" وتخصيص مواردها للقطاعات الاساسية..
اذا كانت هي حرب.. حرب اقتصادية.. لتشكل اذا حكومة حرب.. ترتب الاولويات وتعمل على مساعدة الناس..
اليس من الغريب ان تقيم وزارة الشوؤن الاجتماعية ندوات عن الاسرة.. ويتفذلك وزير الاوقاف باعادة القيم الاخلاقية وفق منهج بشار الاسد.. والناس تموت جوعا..
المنهج الذي يتحدث عنه وزير الاوقاف اوصل الاسرة لتقضي كل وقتها في الشوارع بحثا عن الطعام..
اتوقع اننا اليوم لسنا بحاجة لمواعظ ومحاضرات وتنظير وفلسفة.. اليوم نحن بحاجة لتخصيص كل ليرة سورية لتخفيف العبء..
لتصبح الطوابير اقصر.. لتحصل الاسرة على خبز اكثر.. لنؤمن للناس مواد التدفئة والادوية.. خاصة في ظل تفش غير مسبوق لفيروس كورونا..
ولكن كما قلت.. بان الارادة غير موجدة.. الحقيقة لا في مناطق النظام ولا في غيرها من المناطق..
والكل يتذرع بالكل ويعيش افضل عيشة النظام.. السلطات.. الحكومات.. و"ما راحت" غير علينا نحن.. على الناس.. على الشعب السوري، هو وحده الذي يعاني.
نضال معلوف