وكالة: الحصار يهدد حياة 559 مريضًا بالسرطان في الغوطة الشرقية
أفادت وكالة (الأناضول) التركية, يوم الثلاثاء, أن الموت يتهدد حياة 559 مريضًا بالسرطان في غوطة دمشق الشرقية، بعد توقف وصول الأدوية، جراء اشتداد حصار قوات النظام على المنطقة.
ونقلت الوكالة عن مديرة مركز الرحمة, الطبيبة وسام الرز قولها, إن "المخزون الدوائي بدأ بالنفاد قبل 3 أشهر، جراء إطباق الحصار على الغوطة منذ بداية 2017".
وأضافت أن "عدد الوفيات بين المصابين بالسرطان بلغت، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، 20 حالة، وهو رقم كبير إذا ما تم مقارنته بعدد الوفيات طيلة السنوات الأربع الماضية والتي بلغت 120 حالة".
وأوضحت الرز، "حاليًا وصلنا لمرحلة انعدام الأدوية، ولم يبق سوى 3% منها في مخزون المركز، وهذا يمنع من تطبيق بروتوكول كيميائي كاف على المريض".
وتابعت أن الموت ينتظر 559 مريضًا بالسرطان في حال عدم دخول الأدوية خلال الأسابيع القلية القادمة. محذرة من أن يكون موت هؤلاء المرضى ثاني أكبر مجزرة تعيشها المنطقة بعد مجزرة القصف بالكيماوي، الذي تعرضت له المنطقة في آب الماضي، واعتبرت أنها ستكون مجزرة بدون دماء.
ولفتت الرز إلى أنهم "تواصلوا مع المنظمات الإنسانية وطالبوا بدخول الدواء، إلا أنهم لم يتلقوا ردًا إيجابيًا حتى اللحظة", منوهة بأن "الغالبية العظمى من المرضى هم من المدنيين الذي لا دخل لهم في السياسة والحرب ولا يجب عقابهم بهذا الشكل".
وأشارت إلى أن "أجواء الحصار والقصف ونقص الغذاء تزيد من تدهور الحالة النفسية لمريض السرطان وتأزم وضعه الصحي".
ومنذ أكثر من 5 أشهر، لم يدخل أي دواء إلى مركز الرحمة، وهو المركز الوحيد لعلاج الأورام والسرطان في الغوطة، ما تسبب بعدم القدرة على إعطاء الجرعات الكيميائية بشكل كاف، وارتفاع معدل الوفيات خلال الفترة المذكورة مقارنة بالفترات السابقة.
وكان الدواء يدخل في السابق عبر طرق التهريب، إلا أن إحكام النظام السوري قبضته على الطرق بين مدينة دمشق والغوطة أعاق تهريب هذه الأدوية.
وتأسس مركز رحمة لعلاج الأورام والسرطان في منتصف العام 2013، ويقوم بعلاج معظم الحالات في الغوطة الشرقية، وشفي في المركز 180 مريضًا بعد تلقيهم العلاج خلال السنوات الماضية، رغم قلة الإمكانيات.
وتشهد الغوطة الشرقية, الخاضعة لسيطرة المعارضة والتي يقطنها نحو 500 ألف نسمة حصارا من قوات النظام منذ 5 أعوام, ما أدى إلى نقص بالغذاء والدواء، وسط تدهور الأوضاع المعيشية والإنسانية فيها، إضافة إلى عمليات القصف و الاشتباكات على أطرافها، ما أدى إلى مقتل وجرح المئات.
وأدت ظروف الحرب والحصار إلى عدم وصول المساعدات، وسط اتهامات متبادلة بالمسؤولية عن ذلك، لكن الأمم المتحدة ومنظمات أخرى تمكنت فيما بعد, من إدخال بعض المساعدات الغذائية والطبية إلى عدة مناطق.
سيريانيوز