العاهل الأردني: النزوح السوري أوصل الشعب الاردني إلى "درجة الغليان"

قال العاهل الأردني عبدالله الثاني, يوم الثلاثاء, أن الشعب الأردني "بلغ درجة الغليان" نتيجة المعاناة التي تسبب بها نزوح مئات الآلاف من اللاجئين السوريين إلى الأردن.

قال العاهل الأردني عبدالله الثاني, يوم الثلاثاء, أن الشعب الأردني "بلغ درجة الغليان" نتيجة المعاناة التي تسبب بها نزوح مئات الآلاف من اللاجئين السوريين إلى الأردن.

وأضاف العاهل الأردني في مقابلة أجرته معه "بي بي سي" قبيل انعقاد مؤتمر للمانحين لسوريا أن "هذا النزوح الكبير عرّض الخدمات الاجتماعية والبنى التحتية والاقتصاد في الأردن لضغوط هائلة".

وسيجتمع رؤساء دول وحكومات ووزراء من مختلف أنحاء العالم في لندن في مؤتمر "دعم سوريا والمنطقة" الذي يهدف لجمع أموال للأزمات الإنسانية الناجمة عن الحرب السورية, ومعظم مساعدات الاتحاد الأوروبي التي ستكون على هيئة مياه ورعاية صحية وغذاء ومأوى وأدوية ستقدم كمنح وقروض بأسعار فائدة منخفضة ومدد سداد طويلة.

ودعا العاهل الأردني المجتمع الدولي إلى "توفير المزيد من العون إذا كان يتوقع أن يستمر الأردن في استقبال اللاجئين".

وأوضح أن "الأردنيين يعانون نتيجة النزوح السوري، إذ تنفق الحكومة 25 بالمئة من ميزانية الدولة لمساعدة اللاجئين مما وضع الخدمات العامة تحت ضغط شديد وأسهم في شح فرص العمل للأردنيين", مضيفا "اعتقد أن نفسية الشعب الأردني بلغت حد الغليان".

ومضى قائلا أن "هذا النزوح" يؤذينا ويؤثر سلبا على نظامينا التعليمي والصحي, إن السد سينهار عاجلا أم آجلا، واعتقد أن هذا الأسبوع سيكون أسبوعا حاسما بالنسبة للأردنيين ليروا إن كان (المجتمع الدولي) سيساعد ليس اللاجئين السوريين فقط بل لمستقبل الأردنيين أيضا".

وألمح إلى أن "الدول الأوروبية لم تتفهم الضغوط التي يتعرض لها الأردن إلا بعد أن تدفق على القارة الأوروبية أكثر من مليون لاجئ".

وتابع "إنهم (الأوروبيون) يعرفون الآن أن مهمة التعامل مع مسألة اللاجئين ستكون عسيرة عليهم ما لم يمدوا يد المساعدة للأردن"، ملمحا إلى أن الأردن قد لا يكون بإمكانه استضافة أعداد إضافية من السوريين.

ودحض الملك عبدالله الثاني الانتقادات الدولية لتردد الأردن في قبول 16 ألف لاجئا سوريا تقطعت بهم السبل في الصحراء عند حدود البلاد الشمالية، مشيرا الى أنه ثمة "عناصر من التنظيم (داعش) بين هؤلاء اللاجئين الذين فر معظمهم من مناطق يسيطر عليها التنظيم  وإن اللاجئين الـ50 أو الـ100 الذين يقبلون يوميا يخضعون لعملية تدقيق مفصلة".

وكان رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور, قال يوم الأحد, أن نتائج التعداد السكاني الذي نفّذته دائرة الإحصاءات الأردنية أكدت وجود 1.260 مليون لاجئ سوري في الأردن وفق النتائج التي أعلنت يوم أمس السبت, مشيرا إلى أن عدد المقيمين في المخيمات منهم لا يتجاوز 120 ألفا. 

وكانت الأمم المتحدة حذرت بأن بين اللاجئين العالقين على الحدود في ظروف متدهورة أطفالا وآخرين بحاجة إلى عناية خاصة، وأن حياة هؤلاء معرضة للخطر.

وعبر الملك عبدالله عن أمله في أن يقنع التهديد الذي يشكله تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) الحكومة السورية والمعارضين لها المجتمعين في جنيف - علاوة على مؤيديهم في واشنطن وموسكو - بالحاجة الملحة للتوصل إلى حل سياسي للنزاع الدائر في سوريا.

ويشار إلى أن وكالات الأمم المتحدة تناشد جمع 7.73 مليار دولار أمريكي لسد احتياجات سوريا خلال العام الحالي بالإضافة إلى 1.2 مليار دولار تطلبها حكومات المنطقة لدعم خططها الخاصة في التعامل مع تأثير النزاع في سوريا.

سيريانيوز

02.02.2016 19:11