موسكو تأمل بالتوصل لفكرة "إنشاء جمهورية فيدرالية" في سوريا "للحفاظ على وحدتها"
قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، يوم الاثنين، إن بلاده تأمل أن يتوصل المشاركون في المفاوضات السورية إلى فكرة إنشاء "جمهورية فدرالية" للحفاظ على وحدة أراضي البلاد.
واستبعد ريابكوف، خلال حديثه في مؤتمر صحفي، تطور الأحداث في سوريا وفق "سيناريو كوسوفو"، مشدداً على ضرورة "وضع معايير محددة للهيكلة السياسية في سوريا في المستقبل، تعتمد على الحفاظ على وحدة أراضي البلاد، بما في ذلك إمكانية إنشاء جمهورية فدرالية، خلال المفاوضات السورية -السورية".
وتساءل بالقول: "إذا تم تشكيل معايير الهيكلة بهذه الصورة، فمن سيعترض على ذلك؟"
ومن المقرر أن يتم استئناف محادثات السلام السورية في جنيف بتاريخ 7 آذار القادم، بعد ان تم تعليق جولة اولى منها في 3 شباط الحالي.
ولفت ريابكوف إلى أن تصرفات تركيا بمثابة "قنبلة موقوتة" تحت طاولة الهدنة في سوريا، لافتاً إلى أن أنقرة لم تتراجع عن فكرة توجيه ضربات على مناطق سورية، وأي تدخل عسكري تركي في سوريا سيشكل "ضربة قاصمة" لاتفاق وقف العمليات القتالية.
وأكد ريابكوف أن التحضيرات العسكرية من قبل دول متاخمة لسوريا، لا يمكن ألا تثير "قلق" موسكو.
وتأتي تصريحات ريابكوف، عقب يوم على إعلان مركز التنسيق الروسي للمصالحة بين أطراف النزاع في سوريا، عن تسجيله قصفاً تركياً على تل ابيض في الرقة, وكذلك اختراق الحدود السورية من قبل مجموعة من المسلحين قوامها نحو 100 فرد من ناحية تركيا.
وكان رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو قال في مقابلة تلفزيونية، يوم الخميس، إن وقف إطلاق النار ليس ملزما لتركيا بحال وجود أي تهديد لأمن تركيا، مشيرا إلى أن بلاده "ستتخذ الإجراءات اللازمة مع كل من وحدات حماية الشعب و(داعش) عندما "يتطلب ذلك".
وحول مشاركة الأكراد في المفاوضات السورية السورية، قال الدبلوماسي الروسي إن موسكو تدعم مشاركة الأكراد في مفاوضات السلام، وتعول على أن "تصحح" بعض الدول مواقفها من هذه المسألة.
وتلقى رئيس "الاتحاد الديموقراطي الكردي" صالح مسلم من أمريكا "ضمانات سياسية" بأن حزبه سيكون جزءا من مفاوضات السلام التي أطلقها المبعوث الأممي الى سوريا ستافان دي ميستورا في جنيف, فيما أعلنت روسيا أن الحزب يمكنه المشاركة في مرحلة لاحقة من المحادثات في جنيف, لكنه لم يدع للجولة الأولى من المناقشات.
وفيما يخص التشكيك بالموقف الإيراني تجاه التسوية السياسية في سوريا، قال ريابكوف "نرى أن الموقف الإيراني من الأزمة السورية هو موقف مسؤول، ولا توجد هناك أي أسس لاتهام طهران، والتشكيك بإرادتها الطيبة وصلب نواياها الإيجابية والبناءة لتنفيذ بنود القرار المناسب بالكامل... فإن دور إيران إيجابي".
وكان وزير الخارجية الإيراني مرتضى سرمدي أكد يوم الاحد، "التزام الجيش السوري وحلفائه بالهدنة"، في وقت تعتبر فيه إيران من أبرز الداعمين للنظام السوري سياسيا وعسكريا خلال السنوات الخمس الماضية، حيث أكد دبلوماسيوها في أكثر من مناسبة على استمرار دعم طهران للحكومة السورية حتى القضاء على "الإرهاب".
يشار إلى أن اتفاق وقف العمليات القتالية في سوريا دخل حيز التنفيذ في 27 شباط الحالي، عقب ساعات من تبني مجلس الأمن الدولي، بالإجماع القرار رقم 2268 الداعم لوقف إطلاق النار في سورية وإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة، واستئناف مفاوضات جنيف بين السوريين، والذي يصادق على اتفاق روسي– أمريكي مشترك بشأن وقف "الأعمال العدائية" في سورية.
سيريانيوز