الدفاع الروسية: الجيش النظامي يسيطر على 65% من اليرموك
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، يوم الجمعة، أن الجيش النظامي حرر ثلثي أراضي منطقة اليرموك جنوب دمشق من الجماعات المسلحة، متهمة واشنطن بمنع إيصال المساعدات الإنسانية للمخيم الركبان.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، في مؤتمر صحفي نقلته وسائل إعلامية أن "القوات السورية تكمل عمليتها لتحرير منطقة المخيم السابق للاجئين الفلسطينيين في اليرموك بريف دمشق الجنوبي من التنظيمات المسلحة، وتحولت هذه المنطقة خلال السنوات الـ6 الماضية إلى وكر للمسلحين من داعش، الذين وصلوا إليها بعد دحر تشكيلات التنظيم في مناطق مختلفة بسوريا ".
وأوضح كوناشينكوف "حتى الوقت الحالي تم شطر إرهابيي داعش في الجانب الغربي من اليرموك، وتجري المرحلة النهائية من دحر مجموعات داعش المبعثرة، إذ سيطرت القوات الحكومية على أكثر من 65 بالمئة من أراضي هذه المنطقة "، مشدداص على أن "إكمال هذه العملية سيعني تحرير كامل أراضي ريف دمشق من الإرهابيين وسيطرة القوات الحكومية عليها ".
وتم يوم الأحد، التوصل إلى اتفاق في مخيم اليرموك بين المجموعات الإرهابية والسلطات السورية، يقضي بخروج مسلحي المخيم إلى إدلب ، وإجلاء المحاصرين في بلدتي كفريا والفوعا، على أن يبدأ تنفيذه اعتباراً من صباح الاثنين.
ويأتي ذلك في وقت
يواصل فيه الجيش النظامي تقدمه في جنوب دمشق خلال العملية العسكرية ضد داعش حيث تمكن السبت الماضي من السيطرة على أحياء الماذنية والقدم والعسالي والجورة ، كما تمكن يوم الخميس تحقيق التقدم في منطقة الحجر الأسود جنوب دمشق، و فصل المنطقة عن مخيم اليرموك.
على صعيد آخر، اتهمت الدفاع الروسية، على لسان كوناشينكوف، الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، بأنها "لا تسعى لتقديم مساعدة حقيقية للسوريين"، معتبرة أن جميع تصريحاتها حول ذلك ليست سوى "كلام فارغ".
وبين كوناشينكوف أن حجم "المساعدات الإنسانية الدولية" إلى المناطق، التي تقع في قبضة المعارضة الرافضة للمصالحة، يفوق بنسبة 34 مرة الإغاثة الموصلة إلى مناطق سيطرة القوات الحكومية والتي يقطنها 90 بالمئة من سكان سوريا.
وأشار إلى أن وضعا إنسانيا حادا بشكل خاص لا يزال مستمرا في المناطق، التي تسيطر عليها القوات الأمريكية وتم تحريرها من قبضة "داعش"، موضحا أن الحديث يدور بالدرجة الأولى عن مخيم الركبان للنازحين السوريين في منطقة التنف الجنوبية وكذلك مدينة الرقة، "العاصمة" السابقة لـ"دولة الخلافة".
وتابع كوناشينكوف "على الرغم من التصريحات الباعثة على الأمل، التي تم الإدلاء بها سابقا، يواصل ممثلو الولايات المتحدة عرقلة كل عمليات إيصال المساعدات الإنسانية إلى مخيم الركبان للنازحين، الذي يقيم فيه 59 ألف سوري يعانون من حاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية، وغالبيتهم من النساء والأطفال والمسنين ".
وأردف أن " القيادة الإقليمية للجيش الأمريكي ترفض ضمان أمن وصول قافلات المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى التنف، وتصر على ضرورة تسليم كل الأغذية والماء والمستلزمات الأساسية لمجموعات المسلحين الموالية للأمريكيين فقط ".
ولفت كوناشينكوف إلى أن وضعا ليس أسهل ما زال يسود الرقة، التي "تحولت بعد غارات ما يسمى بالتحالف الدولي إلى مدينة أشباح ".
وأضاف أن " سكان الرقة محرومون، منذ تحريرها من قبضة الإرهابيين، من أي إمكانية للحصول على مساعدات إنسانية بسبب عدم رغبة الولايات المتحدة في السماح للقافلات الإنسانية التابعة للسلطات السورية بالدخول إليها، ومع ذلك لا يقدم أي من الولايات المتحدة أو شركائها في التحالف أي مساعدة للسكان المحليين ".
وسبق ان حذرت موسكو مرارا من خطورة الوضع الإنساني في مدينة الرقة، بعد الدمار الكبير الذي لحق بها جراء عمليات التحالف الدولي ، كما طالبت واشنطن بعدم إعاقة وصول المساعدات إلى مدينة الرقة ومخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية.
وكانت الرقة تحت سيطرة "داعش" بأكملها, منذ عام 2014، قبل ان يتم استعادتها في 2017 من قبل قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة.
واقترحت موسكو، مؤخرا، تنظيم ممرات إنسانية في منطقة التنف ومخيم الركبان، بالقرب من الحدود السورية الأردنية، لتمكين نازحين سوريين متواجدين هناك من العودة إلى منازلهم، حيث وافق التحالف على المقترح, متهما النظام السوري بعرقلة الجهود الهادفة الى ادخال المعونات لمخيم الركبان.
وسلطت منظمات دولية الضوء على "المعاناة و الظروف الإنسانية والصحية السيئة" التي يعاني منها نحو اللاجئون في مخيم الركبان الصحراوي و"العالقين المهملين" على الحدود مع الأردن، وسط اتهامات للأردن برفض إدخالهم أو السماح للمساعدات بالوصول لهم"، مطالبة الدول المعنية بالنزاع السوري بإيجاد حل فوري للأزمة الإنسانية "الخطيرة.
ويأوي مخيم الركبان نحو 60 ألف امرأة وطفل من الرقة ودير الزور، ويقع في منطقة آمنة بالقرب من القاعدة الأميركية في التنف.
سيريانيوز