قال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري يوم الجمعة، أنه لا يوجد أمام الرئيس بشار الأسد أي خيار سوى الرحيل، مضيفاً أن بقاءه يمنع الإستقرار.
وقال الحريري في مقابلة لصحيفة (لوموند) الفرنسية، "من الواضح أن عليه الرحيل. ولا يوجد خيار آخر. إذ كان المجتمع الدولي يريد حلا طويل الأمد في سوريا، فإنه الخيار الوحيد. وإذا بقي (الأسد)، فلن يكون هناك استقرار".
وأوضح الحريري إن الحكومة السورية لا تسيطر على الأراضي الخاضعة لها، بل تسيطر عليها في حقيقة الأمر روسيا وإيران، أما دمشق فتتظاهر فقط بأنها تسيطر.
وشدد رئيس الوزراء اللبناني على أن السيناريو الأسوأ يكمن ليس في فشل جهود محاربة تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)، بل في انعدام حل سياسي للأزمة الداخلية، مضيفا أنه يخشى من استمرار هذا الوضع ما يعني أن القادم أسوأ.
وفي سياق متصل، قال الحريري إن النازحين لن يعودوا إلى سوريا طالما حكومة الأسد موجودة هناك. وأضاف "لن أفعل أي شيء قبل أن أتلقى الضوء الأخضر من الأمم المتحدة لعودة آمنة لهم"، معيدا إلى الأذهان أن كلا من العراق والأردن ومصر يحتفظ بالعلاقات مع دمشق، لكن اللاجئين السوريين في أراضي تلك الدول الثلاث لم يعودوا إلى سوريا حتى الآن.
وبلغت أعداد اللاجئين السوريين في لبنان حوالي مليون وخمسمئة ألف لاجئ سوري بحسب الأمم المتحدة, أي مايعادل ربع سكان البلاد, يقطن جلّهم, بمخيمات بمحيط القرى والبلدات اللبنانية, وتعاني غالبية المخيمات من تدني مستوى الخدمات ونقص إجراءات الأمان.
وبشأن الاتفاق المثير للجدل مع عناصر "داعش" في منطقة الحدود السورية اللبنانية، أكد الحريري أنه والرئيس اللبناني ميشال عون سمحا لهؤلاء بعبور الحدود، لكنه أصر على أن نقل الدواعش بالحافلات إلى شرق سوريا كان بقرار من "حزب الله" والسوريين.
وأوضح أن الشيء الأهم بالنسبة للحكومة اللبنانية هو سلامة الجنود، وذكر بأن الجيش شدد حصاره على "داعش"، حتى عرضوا التفاوض، وكشفوا عن المكان الذي دفنوا فيه الجنود المخطوفين.
وغادر تنظيم "داعش" وعائلاتهم منطقة القلمون يوم الأحد، باتجاه دير الزور, بمقتضى اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه مع "حزب الله".
ونفى الحريري صحة ما يقوله حزب الله حول قيامه بدور رئيسي في المعارك بجرود عرسال. مؤكدا أن الجيش اللبناني لعب الدور الأكبر وقام بالعمل بالكامل. وأشاد بالتحضيرات للمعركة، التي سمحت بالتقليل من الخسائر التي لم تتجاوز 5 قتلى في صفوف الجنود.
وأشار "يقولون إن "حزب الله" يسيطر على لبنان وهذا ليس صحيحاً، فهو موجود في الحكومة ولديه دعم في البلاد لكن هذا لا يعني أنه يسيطر على كل لبنان".
يذكر أن الجيش اللبناني اطلق مؤخرا المرحلة الثالثة من معركة "فجر الجرود" بهدف انتزاع على ما تبقى من مواقع تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش), في الجهة اللبنانية من الحدود مع سوريا.
سيريانيوز