الشهبندر.. خطاباته بقيت تلهب السوريين.. ولم يسكت صوته الا الاغتيال..

28.12.2019 | 18:41

رغم ان البلد كان يرزح تحت الاحتلال (الانتداب) الفرنسي ولكن الحياة السياسية كانت موجودة وغنية، ويوجد من السياسيين من يتبع "الواقعية" ومنهم من يمالئ السلطات الفرنسية، ولكن ايضا كان هناك من السياسيين من شكلوا معارضة حقيقية..

عبد الرحمن الشهبندر كان من هؤلاء، فهو من عهد العثمانيين اختار الخط "المعارض" الناقد للسلطة وعندما دخلت فرنسا الى سوريا كان معارضا شرسا، ساهم في خلق حالة لم تكن خلالها مهمة الحاكم الفرنسي ومن يتماهى معه مهمة سهلة، لتجد السلطات الفرنسية نفسها امام مواجهات وثورات حقيقية.

 الصورة اخذت من قبل وكالة "وايد ورلد فوتو" للزعيم السياسي الذي تقلد منصب وزير الخارجية في اول حكومة مشكلة في عهد الملك فيصل برئاسة هاشم الاتاسي، ومؤسس حزب الشعب (1924)، الرجل الذي سجن ونفي اكثر من مرة وحكم عليه بالاعدام اثر لعبه دور فعال في الثورة السورية الكبرى وبقي من العام 1927 الى 1937 في مصر قبل ان يعود الى سوريا. 

ويظهر فيها الشهبندر يخطب في انصاره، المشهد الذي تكرر كثيرا في سنين عمره الاخيرة، حيث كانت خطبه تلهب الجماهير وتشهد اقبالا كبيرا من اهل دمشق، وكان يسعى من خلالها الى تحريض السوريين على الاحتلال الفرنسي ويفند لهم القرارات والاتفاقيات التي يبرمونها ويبين مساوئها..

يذكر الشرح المرافق للصورة بان الشهبندر هو قائد الحزب "المعارض" (الشعب) في سوريا، وانه يحث انصاره على التظاهر ضد الحكم الفرنسي وضد تقسيم فلسطين.. (التقسيم الذي طرح في تقريرين للجنتين شكلتهما الحكومة البريطانية اثر اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى بين عامي 1937 – 1939). - اضغط على الصورة لتكبير النص - 

اغتيل الشهبندر في العام 1940 من قبل متشددين اسلاميين ادعوا ان الشهبندر تعرض للاسلام في احد خطاباته وحكم عليهم بالاعدام.

اعداد : سيريانيوز


انتهت خدمة التلغراف رسميا في اذار من العام 2018 بعد ان قدمت خدمات جليلة للصحافة عبر اكثر من قرن ونصف القرن من الزمن، ننقل في هذا الباب بعض الصور التي تخص سوريا انتقلت عبر التلغراف (الاسلاك) منذ بداية القرن العشرين وحتى التسعينيات منه وهي محفوظة في ارشيف سيريانيوز.


TAG: