في 22 كانون الثاني عام 1263 ولد قي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام النميري الحراني المعروف باسم "ابن تيمية" والذي يعتبره الكثير من الباحثين بأنه احد مرجعيات لحركات السلفية الجهادية والتكفيرية.
وهناك عشرات الملايين من المسلمين يعتبرون ابن تيمية أهم إمام في الإسلام ويسمونه شيخ الإسلام وهو لقب لم يحظ به أحد في التاريخ قبله ولا بعده.
ولد ابن تيمية في مدينة "حيران" وهي المدينة المسماة "أورفة" من بلاد تركيا، وكان أبوه فقيهًا حنبليًا مشهورًا، وقد أتى به والده الشيخ عبد الحليم عندما كان عمره سبع سنوات مع ذويه من هناك إلى الشام خوفًا من المغول بعد أن هجموا على "ماردين" وخربوها.
وكان أبوه رجلًا هادئًا أكرمه علماء الشام حتى ولوه عدة وظائف علمية مساعدة له، وبعد أن مات والده ولوا ابن تيمية وظائف والده بل حضروا درسه تشجيعًا له على المضي في وظائف والده وأثنوا عليه خيرًا كما هو شأنهم مع كل ناشىء حقيق بالرعاية.
ومع مرور الوقت بدأت انحرافات ابن تيمية في الكثير من المسائل، وبدأ يواجه الكثير من اعتراضات علماء الإسلام المعاصرين له الذين وجهوا سهام نقدهم لأفكار ابن تيمية ونهجه التكفيري.
من بعض مواقف ابن تيمية رفضه المطلق لفكرة التصوف ومناهج المتصوفين حيث اعتبرهم كفرة وملحدين كما كفر بالمطلق الشيعة, واعتبر الاحتفال بمولد النبوي بدعة وغيرها..
حبس ابن تيمية بفتوى من القضاة الأربعة الذين أحدهم شافعي والآخر مالكي، والآخر حنفي والآخر حنبلي، وحكموا عليه بأنه ضال يجب التحذير كما أصدر الملك محمد بن قلاوون منشورًا ليُقرأ على المنابر في مصر وفي الشام للتحذير من ابن تيمية ومن أتباعه.
كتب ابن تيمية ومؤلفاته كانت قد تُركت لفترة طويلة حتى ظهر محمد بن عبدالوهاب (مؤسس الوهابية( في الجزيرة العربية في القرن التاسع عشر فأظهر أقوال وآراء ابن تيمية من جديد، واعتمدها مرجعية له لتكفير الناس حتى يستطيع محاربتهم للسيطرة على جزيرة العرب فأوقع الكثير من المذابح منها مذبحة حجيج الشام واليمن والحجيج الإيرانيين، وكان يعتبر أن كل من يخالف دعوته فهو كافر يجب قتاله، أو يدخل في دعوته، وكان محمد ابن عبد الوهاب يقوم بهدم مقامات الصحابة وأمهات المؤمنين – مثلما تفعل داعش اليوم- بدعوى أنها شرك استنادًا على فتاوى ابن تيمية.
يشار الى ان أبرز كتب ومؤلفات ابن تيمية هي كتاب الاستقامة، كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أهل الجحيم، درء تعارض العقل والنقل، وكتاب يرد على الشيعة القدريّة اسمه: منهاج السنّة النبويّة في نقض كلام الشيعة القدريّة.. كما رتب تلامذته فتاويه في مجموعة من المجلدات، حملت عنوان الفتاوى الكبرى.
سيريانيوز