كشفت دراسة أجرتها مفوضية اللاجئين عن تعرض الرجال والفتيان لانتهاكات وعمليات تعذيب جنسي من قبل أطراف النزاع في سوريا, مشيرة الى ان هذه الحالات واسعة الانتشار, وذلك معتمدة على لقاءات أجرتها مع أشخاص تعرضوا لمختلف أشكال التعذيب .
وأوضحت الدراسة, والتي نشرتها المفوضية عبر موقعها الالكتروني, أن "الانتهاكات الجنسية وتعذيب الرجال والفتيان في سوريا من قبل أطراف متعددة مشاركة في النزاع قد يكون أكثر انتشاراً بكثير من المُعتقد".
وكشفت الدراسة أن "خطر الانتهاكات الجنسية أكبر بالنسبة لمثليي الجنس أو ثنائيي الميل الجنسي والمتحولين جنسياً وحاملي صفات الجنسين وأن المعاناة لا تنتهي عندما يغادرون سوريا, فداخل سوريا، تم الإبلاغ عن أن أبرز المعتدين هم من أفراد الجماعات المسلحة بينما ينشأ الخطر خارج سوريا في غالب الأحيان عن اعتداءات انتهازية".
وقال مساعد المفوض السامي لشؤون الحماية في المفوضية، فولكر تورك, ان “هذه معلومات مقلقة جداً، تكشف عن مدى خطورة الانتهاكات الجنسية ضد النساء والفتيات على السواء، وحتى على الرجال والفتيان".
واعتمدت الدراسة على مقابلات أجريت مع اشخاص, تضمنت قصص صادمة عما تعرضوا له من مختلف اشكال وانواع التعذيب, أو ما تعرض له آخرون من معارفهم.
وتضمنت أشكال الانتهاكات الجنسية المبلغ عنها "الاغتصاب وبتر الأعضاء التناسلية أو إطلاق النار عليها عن قرب", بحسب الدراسة..
وأفيد بأن معظم هذه الحوادث تقع في أماكن الاحتجاز أو السجن المؤقت, وقد سمع الباحثون التابعون للمفوضية عن أعمال عنفٍ تُمارس ضد فتيان بعمر الـ10 أعوام، ورجال بمن فيهم مَن تزيد أعمارهم عن 80 عاماً.
وارتكزت دراسة المفوضية على عشرات المقابلات مع عدد كبير من مقدمي المعلومات وعلى مناقشات ضمن مجموعات تركيز مع حوالي 196 لاجئاً في العراق ولبنان والأردن، أجريت في غالبيتها أواخر عام 2016.
وسبق ان اتهمت الامم المتحدة في تقرير لها نشر مؤخرا أطراف الصراع في سوريا بمواصلة ارتكاب "عنف جنسي" في شكل "تكتيك حربي ممنهج", مشيرة الى ان النساء والفتيات هن الأكثر عرضة لمثل هذه الانتهاكات.
وسلطت عدة منظمات دولية مؤخرا الضوء على الانتهاكات وعمليات التعذيب التي يتعرض لها السوريين لاسيما المحتجزين من قبل اطراف النزاع بسوريا.
سيريانيوز