أعلنت وزارة الدفاع الروسية, يوم الاثنين, عجزها عن تفريق بيانات الصندوق الأسود لقاذفة "سو-24" الروسية التي أسقطتها تركيا في سوريا الشهر الماضي بسبب تضرره، داعية إلى "إشراك مراكز علمية رائدة في العملية".
وقال نائب رئيس هيئة أمن التحليقات في القوات المسلحة الروسية العميد سيرغي باينيتوف، في إيجاز صحفي، إن "عملية تفريغ الصندوق بدأت يوم الجمعة الماضي بمشاركة خبراء من الصين وبريطانيا والولايات المتحدة، لكنها علقت بعد اكتشاف أن معظم لوحات الذاكرة التي تسجل البيانات الخاصة بالتحليق قد تكسرت".
وفتح فريق من الخبراء الروس يوم الجمعة, بحضور صحفيين وخبراء أجانب، الصندوق الأسود لطائرة "سو-24" الروسية، وتبين تعرضه لضرر كبير قد يعيق الكشف الكامل عن تفاصيل الحادث، فيما استمر العمل على قراءة أكبر قدر ممكن من المعلومات المخزنة فيه عن مسار الطائرة ولحظة وسبب سقوطها.
وتابع المسؤول الروسي انه من المستحيل تفريغ البيانات باستخدام الوسائل العادية التي تستخدم في منشأة "إزميريتيل" التي من منتجاتها الصناديق السود لطائرات "سوخوي"، ومن قبل لجنة الطيران التابعة لرابطة الدول المستقلة.
واضاف "في الوقت الراهن لا يمكننا تفريغ البيانات من لوحات الذاكرة بسبب تكسرها من الداخل, وتدرس اللجنة المعنية بتفريغ الصندوق، إمكانية إشراك معاهد علمية روسية متخصصة قادرة عن تفريغ البيانات من بلوريات لوحات الذاكرة مباشرة", موضحا أن "عملية التفريق بمشاركة علماء ستستغرق وقتا طويلا نسبيا".
وربط باينيتوف الأضرار الكبيرة التي لحقت بالصندوق الأسود بقوة اصطدام القاذفة بالأرض بعد إسقاطها بصاروخ تركي يوم الـ24 من تشرين الثاني, كاشفا عن أن 13 لوحة ذاكرة من أصل 16 انكسرت، كما أظهرت دراسة بواسطة الأشعة السينية انكسارات داخلية في بلوريات لوحتين أخريين، أما اللوحة المتبقية الوحيدة فقد تكون صالحة لتفريغ بياناتها.
وكان سيرغي دورنوف نائب قائد القوات الجو الفضائية الروسية قد أعلن قبيل فتح الصندوق يوم الجمعة الماضي أن موسكو تملك جميع الأدلة الضرورية التي تثبت عدم اختراق الأجواء التركية من قبل القاذفة التي أسقطتها مقاتلة تركية إف-15 بواسطة صاروخ "جو-جو" صباح يوم الـ24 من تشرين الثاني, مشيرا إلى أن تركيا أو أي دولا أخرى لم تقدم أي معلومات تدحض ما أعلنته وزارة الدفاع الروسية.
و كشفت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق أن التحليق الأخير لقاذفة "سو-24" استغرق نحو 40 دقيقة، وكانت الأهداف التي ضربتها الطائرة تبعد 5.5 كيلومتر من الحدود مع تركيا.
وتسبب اسقاط المقاتلة الروسية بازمة في العلاقات الروسية التركية، اسفرت عن اتخاذ موسكو سلسلة من الإجراءات ضد تركيا من بينها قطع العلاقات العسكرية مع انقرة وفرض عقوبات اقتصادية، مطابلة تركيا بدفع تعويض على خلفية الحادثة، وزاد من حدة التوتر رفض أنقرة الاعتذار والتعويض، كما تحول الموقف التركي من مرحلة محاولة احتواء التوتر الى التلويح باجراءات عقابية ايضا ضد موسكو.
واسقطت تركيا طائرة روسية تقول انها اخترقت أجوائها, في يوم 24 من شهر تشرين الثاني الماضي, اذ قتلت أحد الطيارين فيما نجا الآخر بعملية مشتركة روسية سورية, بحسب وزارة الدفاع الروسية، فيما نفت موسكو وجود أي "اختراق" للأجواء التركية , قائلةً إن الطائرة كانت عائدة إلى قاعدة "حميميم" باللاذقية.
سيريانيوز