قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، يوم الجمعة, أن هناك "تراجعا بالدعم القطري" للإرهاب في سوريا بسبب الضغوط، التي مارستها كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين على الدوحة.
وقال شكري، في حوار أجرته معه جريدة "الأهرام" المصرية "من السابق لأوانه أن نصف الأمر في سوريا على أنه مفتوح للحل، فالوضع معقد على مدى سبع سنوات، وقد تأثر به الشعب السوري تأثرا كبيرا، سواء فيما يتعلق بفقد الأرواح أو الدمار، وجميعنا عندما نشاهد ما لحق بسوريا من تدمير نشعر بالألم، للارتباط المعنوي بين المصريين والسوريين".
وأضاف شكري مشددا "لكن حدث تطور يعود جزء منه إلى الضغوط التي مورست على قطر في الفترة الأخيرة من قبل الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وتراجع التأثير والتمويل القطري للكثير من التنظيمات، التي كانت تعمل على الساحة السورية ".
وكانت السعودية والإمارات ومصر والبحرين قطعت العلاقات الدبلوماسية مع قطر في الخامس من حزيران الماضي, وعلقت مسارات النقل الجوي والبحري مع أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم , حيث تتهم الدول الأربعة قطر بتأييد إيران ودعم الإرهاب الأمر الذي تنفيه الدوحة, وسط محاولات من الكويت التوسط لحل الأزمة.
كما أشار شكري إلى أن "الجهود، التي بذلها كل من التحالف الدولي وروسيا الاتحادية والحكومة السورية في مقاومة الإرهاب والقضاء عليه، كان لها تأثير ونجحت في تغيير المعادلة العسكرية وانحسار داعش والمنظمات الإرهابية الأخرى مثل النصرة وأحرار الشام وغيرهما، وأدى ذلك إلى التهدئة العسكرية ".
وتقود واشنطن تحالفاً دولياً يضم أكثر من 60 دولة، تشن هجمات جوية ضد مواقع تنظيم "داعش" في سوريا والعراق منذ 2014, كما بدأت روسيا بشن طلعات جوية على مواقع "داعش" و "جبهة النصرة" في أيلول 2015.
وتعتبر روسيا من أكثر الدول الداعمة للنظام عسكريا و لوجستياً , في حين تقدم الولايات المتحدة الأمريكية الدعم العسكري و السياسي لمقاتلي المعارضة المعتدلة و مقاتلين أكراد تابعين لقوات سوريا الديمقراطية في معاركهم ضد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش ", كما تعتبر كلا من موسكو وواشنطن من أكثر الدول تأثيرا في الحراك السياسي بالمحافل الدولية المتعلق بالصراع في سوريا.
وتابع قائلاً "لكن الأمر لم يتطور بشكل إيجابي حتى نقول أن الحل وشيك، وما زالت العناصر الإرهابية موجودة في كثير من المواقع، ورغم الهدوء الذي رحبنا به، بل وشاركنا في توفيره وكان الهدف إنسانيا في المقام الأول، لكن هناك معارضة وطنية ما زالت تشعر أن مهمتها لم تكتمل ".
ولفت إلى أن "هناك تدخلات خارجية من دول عديدة منها إيران، وهناك وجود أمريكي وروسي وغربي على الأرض، فالتفاعلات عديدة ولم يستقر الأمر بعد".
وأكد أن " وجهة النظر المصرية أن نزيل فكرة الحل العسكري في سوريا، وأن يتم القضاء تماما على العناصر الإرهابية، وأن تتوحد المعارضة السورية الوطنية وتسير في مفاوضات سياسية برعاية الأمم المتحدة والمبعوث الأممي لرسم المسار وخريطة الطريق للمستقبل السياسي لسوريا".
ويطبق في عدة مناطق بسوريا، اتفاقاً لخفض التوتر بين النظام والمعارضة المسلحة، حيث كان لاجتماع عقد في القاهرة بين ممثلين عن المعارضة المسلحة قادة عسكريين روس، دوراً في التوصل إلى اتفاق لخفض التوتر بمنطقة الغوطة الشرقية لدمشق.
وسبق, أن بحث وزير الخارجية المصري، سامح شكري، مع مبعوث الرئيس الأمريكي لدى التحالف الدولي بريت ماكجريك، في 4 تشرين الأول ، جهود مكافحة تنظيم "داعش" في سوريا، واتفاقية تثبيت وقف إطلاق النار وخفض التوتر.
وكانت وزارة الخارجية المصرية أعلنت في حزيران الماضي، أن القاهرة ستبدأ حراكا سياسيا مكثفا يقوده وزير الخارجية سامح شكري يهدف إلى تسوية شاملة للأزمة السورية، بالإضافة إلى الأزمة الليبية.
سيريانيوز