شهدت جلسة لمجلس الأمن حول سوريا, ليلة الأربعاء, تبادل للاتهامات بين موسكو وواشنطن وسخرية من الطرفين , وذلك على خلفية افادة وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ستيفن اوبراين أمام المجلس.
وذكرت وكالة "الأناضول" التركية إن مندوب روسيا الدائم لدي الأمم المتحدة فيتالي تشوركين شن هجوماً على وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ ستيفن أوبراين إزاء إفادته بشأن سوريا أمام مجلس الأمن, في الوقت الذي دافعت فيه السفيرة الأمريكية، لدى الأمم المتحدة سامنثا باور عن المسؤول الأممي, ساخرة من إعلان موسكو هدنة في حلب لمدة 8 أيام.
وكان أوبراين قال لأعضاء مجلس الأمن إن "المسؤولية تقع على عاتقكم" فيما يتعلق بإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو ست سنوات في سوريا معربا عن "غضبه" بسبب عدم اتخاذ أي إجراء من أجل ذلك.
ودعا أوبراين جميع أعضاء المجلس إلى اتخاذ خطوات ملموسة من أجل وقف القصف الجوي على المناطق المدنية, منتقداً بشكل خاص الحكومة السورية وروسيا بسبب قصف مدينة حلب.
وأشار أوبراين للمجلس الى ان "حلب تحولت الى "مذبحة ومجرزة", مشيرا الى "فقدان الامل" في ايصال المساعدات الانسانية للمدينة.
وتعقيباً على إفادة المسؤول الاممي, قال السفير الروسي إن "أوبراين لم يذكر، في إفادته، ان الطائرات الروسية توقفت عن شن هجمات جوية علي حلب منذ 8 أيام ونحن نسأله لماذا لم يتحدث عن ذلك؟".
وتوجه بحديثه إلى أوبراين، الذي كان حاضراً خلال الجلسة "عليك أن تبلغنا عن الوضع الحقيقي شرقي حلب ، وأن تقدم لنا حقائق، أما إفادتك، التي أخبرتنا فيتعين عليك إدخارها لرواية تكتبها في يومِ ما".
ومضي قائلاً "نحن لسنا بحاجة إلى مواعظ بشأن سوريا، وإن أردت ذلك فعليك الذهاب إلى الكنيسة وليس إلى مجلس الأمن".
وحذر المندوب الروسي في كلمته من مغبة "استغلال الوضع الإنساني في سوريا للتنصل من مواصلة الحرب على الإرهاب"، حسب قوله.
بدورها, انتقدت المندوبة الأمريكية لدي الأمم المتحدة سامنثا باور الهجوم الذي شنه نظيرها الروسي على إفادة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة.
وقالت باور، مخاطبة أعضاء مجلس الأمن "لم أكن أعتزم الحديث في هذه الجلسة العلنية، لكنني أريد الرد على ما ذكره زميلي الروسي بشأن أوبراين".
وأظهرت باور رسالة قالت إنها "منشور ألقته الطائرات الروسية وقوات النظام السوري على المدنيين في حلب".
وأضافت باور "يقول مندوب روسيا إننا لو أردنا الوعظ فعلينا الذهاب إلى الكنيسة، وأعتقد أنه من المفيد فعلاً لنا جميعا أن نذهب إلى الكنيسة، نحن الآن لدينا منشور أسقطته الطائرات الروسية علي حلب تقول فيه (هذا أملكم الأخير إن لم تتركوا مواقعكم فسوف تتعرضون للإبادة فالجميع تخلي عنكم) وإنني أسال هنا: هل تريدون منا أن نشكركم على ذلك؟".
ومضت باور قائلة "هل الأطفال المصابون في حلب أعضاء في تنظيم القاعدة؟ .. إن روسيا تضرب المستشفيات بأسلحة مصممة لاستهداف الناس وهم في الملاجئ".
وأضافت بسخرية "تهانينا لروسيا لأنها لم تستخدم القنابل العنقودية، في حلب لأيام قلائل فقط، لكن النظام الدولي لم يتم تصميمه لكي يعمل بهذا الشكل. إن روسيا تهدد بإبادة المدنيين في حلب، ثم تدعي فتح 6 ممرات لخروج المدنيين من المدينة".
وفور الانتهاء من إفادتها, قامت السفيرة الأمريكية بمغادرة قاعة المجلس, الأمر الذي انتقده المندوب الروسي وقال لأعضاء المجلس, إن "باور غادرت القاعة لأنها لا ترغب في أي حديث علني بشأن موضوعنا هذا", نافيا قيام الطائرات الروسية أو النظام السوري بإلقاء ذلك المنشور.
ويأتي ذلك في وقت أعلنت فيه نيوزيلندا تعليق العمل على مشروع قرار, قدمته سابقا إلى مجلس الأمن من أجل وقف القتال في حلب السورية, بسبب "تناقض لا يمكن تجاوزه" بين مواقف روسيا والدول الغربية.
وتتعرض عدة مناطق بمدينة حلب, بعد انتهاء الهدنة التي اعلنت عنها موسكو, الى عمليات قصف, ادت الى سقوط قتلى وجرحى, حيث وجهت مصادر معارصة اصابع الاتهام للطيران النظامي والروسي.
وشهدت مدينة حلب, قبل الاعلان عن الهدنة الانسانية, أحداثاً دموية, من قصف مكثف ومعارك وعمليات عسكرية, اسفرت عن سقوط العشرات من الضحايا وحدوث دمار هائل بالمباني, وخروج مشاف عن الخدمة, الامر الذي أثار ادانات دولية واسعة, وانتقادات لروسيا حول تعاونها مع النظام السوري في استهداف المدينة.
وأسفرت الصغوطات الدولية والاتهامات التي واجهتها روسيا حيال مواصلة قصفها حلب, عن اطلاق هدنة انسانية, انتهت السبت الماضي, بعد تمديدها 3 مرات, هدفها تأمين خروج المرضى والجرحى والمدنيين، إضافة إلى المسلحين من المدينة.
ويشار الى ان مجلس الامن الدولي عجز عن تبني قرار بشان سوريا بعد اسقاط مشروعي قرارين روسي وفرنسي بهذا الشأن, حيث استخدمت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا حق النقض "الفيتو" ضد مشروع القرار الروسي حول سوريا، في جلسة لمجلس الامن مخصصة لسوريا وتحديدا مدينة حلب.
كما استخدمت روسيا, حق النقض "الفيتو" بشان مشروع القرار الفرنسي المتعلق بالازمة السورية, حيث يعتبر هذا الفيتو الخامس على مشاريع قرارات غربية بشان سوريا.
ووجهت دول عدة من بينها سوريا اللوم لمجلس الأمن الدولي لفشله في تحمل مسؤولياته تجاه سوريا، وعدم اتخاذ قرار حاسم من شأنه إنهاء الصراع هناك والذي قارب اتمام عامه السادس وأدى الى لجوء حوالي 4 ملايين شخص إلى دول الجوار عشرات آلاف منهم لجأت إلى دول أوروبية .
سيريانيوز