قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يوم الجمعة، إن عملية جنيف للتفاوض بين السوريين بلغت "الكتلة الحرجة" الضرورية لإطلاق حوار مباشر وموضوعي، مشيداً في الوقت نفسه بجهود السعودية لتوحيد أطياف المعارضة المتعددة.
وأكد لافروف، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان في موسكو، "أعتقد أنه من المهم تحريك كافة الآليات التي تم إنشاؤها سابقا، لكي تعمل بفعالية".
ولفت الوزير الروسي إلى أهمية عملية أستانا، على الرغم من بقاء صعوبات معينة متعلقة بضرورة البحث عن توازن بين المصالح المتناقضة بقدر كبير. مشيراً إلى "تجاوز هذه الصعوبات ببطء".
وأكد لافروف، "ذلك أصبح ممكنا لأن جميع المشاركين في هذه المفاوضات يفكرون في سبل إنهاء الحرب في سوريا، وضرورة توجيه كافة القوى والموارد لمحاربة الإرهاب."
وأعرب لافروف عن اعتقاده أن عملية جنيف أيضا تواجه صعوبات، لكنه شدد على أن هذه العملية قد بلغت "الكتلة الحرجة" التي ستسمح قريبا جدا، مع الاعتماد على الاتفاقات الخاصة بإقامة مناطق تخفيف التوتر، بإطلاق حوار مباشر وموضوعي سيكون عبارة عن عملية تفاوض بين النظام والمعارضة.
ونوه الوزير الروسي الى ان " شركاؤنا الإقليميون يقدمون مساعدة كبيرة، ومنهم بالدرجة الأولى، السعودية التي طرحت مبادرة لتوحيد كافة أطياف المعارضة"، مؤكداً دعم بلاده تلك الجهود، لضرورة توحيد صفوف المعارضة على قاعدة تتناسب مع مقتضيات القرار الأممي 2254.
وسبق للوزير الروسي أن أبدى دعم بلاده لجهود السعودية لتوحيد صفوف المعارضة السورية، وذلك إثر اجتماع تم عقده في العاصمة الرياض يوم 22 اب, ضم وفود المعارضة السورية، دون التوصل لاتفاق، وسط اتهامات من منصتي "الرياض" و"القاهرة" لمنصة "موسكو" بتعطيل التوافق لرفضها الخوض في مستقبل الأسد.
وحول جهود مكافحة الإرهاب في سوريا، شدد لافروف على ضرورة إلحاق هزيمة نهائية بقوات الإرهابيين في سوريا، داعيا الجيش النظامي والمعارضة المسلحة إلى تركيز جهودهما على مواجهة فلول الإرهابيين.
وأكد لافروف، أن موسكو تشاطر باريس قلقها من احتمال هروب الإرهابيين من سوريا إلى أوروبا وآسيا وروسيا، ما سيؤدي إلى ظهور مخاطر جديدة، وقال "يجب سحق الإرهابيين. لا يجوز أن نسمح لهم بالتواري عن الأنظار".
وشهدت العديد من العواصم والمدن هجمات إرهابية، أسفرت عن سقوط ضحايا، تبنى معظمها تنظيم "داعش"، المدرج على لائحة الإرهاب دوليا.
لفت الوزير الروسي إلى دلائل على إحراز تقدم ملحوظ في سوريا بعد إقامة 3 مناطق لتخفيف التوتر والاقتراب من إقامة منطقة رابعة في ريف إدلب، مضيفا ان اقامة مناطق تخفيف التوتر توسع الإمكانيات لتحسين الوضع الإنساني بسوريا، إذ أصبح من الممكن إيصال المساعدات إلى المناطق الثلاث الأولى دون أي عوائق.
وتم انشاء 3 مناطق لخفض التوتر في سوريا، إحداها في الجنوب بريفي درعا والقنيطرة، والثانية في ريف حمص الشمالي، والثالثة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، في حين تتواصل الجهود والمحادثات لتطبيق المنطقة الرابعة في ادلب.
وحول الملف الكيميائي السوري، أعرب لافروف عن خيبته لموقف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ، موضحا أن روسيا لم تتمكن حتى الآن من إقناع خبراء المنظمة بالتوجه إلى بلدة خان شيخون في ريف إدلب، حيث وقع آخر هجوم قيل إنه نُفّذ بغاز السارين، وإلى مطار الشعيرات بريف حمص، من حيث، كما يزعم، أقلعت طائرة محملة بقنابل كيميائية.
وسبق لنائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ان اكد خلال لقائه في وقت سابق من يوم الجمعة، مع إدموند موليه، رئيس الآلية المشتركة بين منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة للتحقيق في استخدام السلاح الكيميائي في سوريا، على ضرورة إجراء تحقيق عالي المهنية وغير منحاز وغير مسيس في الحالتين المذكورتين وغيرها من الحالات المتعلقة باستخدام المواد السامة في سوريا.
وتؤكد الخارجية الروسية أن زيارة خان شيخون والشعيرات يجب أن تكون جزءا لا يتجزأ من عمل آلية التحقيق المشتركة.
وكان تقرير صدر يوم الأربعاء، عن لجنة محققين دوليين تابعين للأمم المتحدة اتهم قوات الجيش النظامي بإسقاط غاز السارين جواً على بلدة خان شيخون في ريف ادلب نيسان الماضي، محملة إياها مسؤولية مقتل أكثر من 80 شخصاً. وذلك بعد تأكيد منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في 30 حزيران الماضي، استخدام غاز السارين في هجوم استهدف خان شيخون بمحافظة ادلب نيسان الماضي.
سيريانيوز