اصدرت مجموعة من السوريين الاثنين بيانا تأسيسيا لما أسموه "مجلس المدونة السورية" حيث تضمن البيان دعم الحل السياسي في سورية والدعوة الى اجتثاث الطائفية والمذهبية من خلال عقد اجتماعي يتوافق عليه السوريون.
وقال مجلس المدونة، في بيانه التأسيسي، انه "نتيجة الشعور بغياب او تغييب الكثير من القوى المجتمعية السورية الفاعلة، وبسبب الادارك ان النشاط المجتمعي الموجود على الساحة السورية انما هو نشاط قاصر ومحكوم بتجاذبات وشروط ليست جميعها مرتبطة بحاجات السوريين وحياتهم التي انهكتها الحرب... وبسبب الحاجة الملحة لتخطي العقبات التي تحول دون تماسك السوريين كمجتمع يترقب لحظة تعيد له لحمة الحياة المشتركة.. فقد تداعت شخصيات سورية مجتمعية من الداخل السوري ومن الذين يقيمون في الخارج الى اللقاء على مدى اجتماعات متعاقبة امتدت لأكثر من عامين حول مبادئ نابعة من الحالة السورية المتدهورة اجتماعيا على كل الصعد".
واضاف البيان التاسيسي انه "بعيدا عن الاصطفافات السياسية والضجيج الإعلامي ومن منطلق السعي الى عقلنة التفكير بالواقع السوري فد حضر إلى اللقاءات شخصيات من كافة انحاء سورية وخاضت في نقاشات تطرقت الى معظم تفاصيل حياة السوريين ومشاكلهم وأمالهم".
واردف البيان انه "بعد ان تمت تسمية الاشياء بمسمياتها ومن دون تردد في وضع اليد على اكثر النقاط تعقيدا فقد توصل المجتمعون بداية الى توافق على مبادئ صيغت في وثيقة سميت "مدونة سلوك لعيش سوري مشترك".
وتابع البيان "قناعة منهم بالعمل على وضع تلك المبادئ موضع التنفيذ لا يتم الا عن طريق العمل الاجتماعي المؤسساتي فقد اسس المجتمعون (مجلس المدونة السورية) كمبادرة مجتمعية من اجل مد الجسور بين السوريين الذين باعدت بينهم الحرب التي حكمت حياتهم خلال السنوات الماضية".
ولفت البيان التاسيسي الى ان "مجلس المدونة السورية بشكله هذا يجمع البعدين التنظيمي والفكري.. ويشكل اطارا مؤسساتيا يبحث الواقع السوري بكل تفاصيله ويعني بكل ما يتعلق بالمجتمع السوري في ظل تنوعه الانساني الغني بالقيم الفكرية والحضارية كما يسعى ايضا وبشكل اساسي لتعزيز السلم الاهلي عن طريق دعم الحوار بين جميع القوى المجتمعية".
واكد المجلس في بيانه التاسيسي انه "ليس تجمعا او مبادرة او كيانا او حزبا سياسيا كما انه ليس اجتماعا لشخصيات بصفتهم الطائفية او المذهبية او الاثنية بل انه كيان مجتمعي تلتقي فيه شخصيات تنتمي اولا واخيرا لوطنها سورية وتعتبر الطائفية والفكر الطائفي مرضا يجب اجتثاثه من خلال التوافق على عقد اجتماعي ياخذ بعين الاعتبار حاجات السوريين وصولا الى صياغة جديدة لحياتهم بعد الحرب تبنى على اسس حفظ حقوقهم بالعيش الكريم القادم على مفهوم المواطنة والمساواة في الحقوق".
وتابع البيان ان "المجلس يدعم اي حل سياسي توافقي يحقن دماء السوريين ويكفل حقوقهم اينما كانوا ومن هنا يعرب مجلس المدونة السورية عن ثقته في عمل البمعوث الاممي الى سورية غير بيدرسن ومساعيه الجادة لايجاد حل سلمي وتوطيد الامن بما يخدم الشعب السوري برمته".
وحث المجلس في بيانه الامم المتحدة وكل الاطراف المعنية بالحالة السورية من الناحية السياسية على ايلاء اهتمام خاص بصوت المجتمع السوري حيث انه لا يمكن للازمة السورية ان تعالج الا من خلال اشراك السوريين ذوي النوايا والمقاصد الحسنة ومن كل الاطراف بغض النظر عن انتماءاتهم..
وذكر المجلس في بيانه بانه في حالة انعقاد دائم من اجل مراقبة كل التطورات واعطاء رايه بكل المستجدات المرتبطة بالحالة السورية..
تابعونا عبر حساباتنا على شبكات التواصل : تيليغرام ، فيسبوك ، تويتر.
وكان المشاركون في "الحوار السري" بين المكونات الاجتماعية السورية، بينهم سنة وعلويون، الذي انطلق قبل أكثر من سنتين في برلين، قرروا في اذار الماضي إعلان نتائج عملهم الذي تضمن إقرار مدونة سلوك لعيش مشترك من 11 مبدأ، ومأسسة جهودهم عبر تأسيس مجلس لتنفيذ الوثيقة.
وجرت الجولة الأخيرة من الحوار في برلين في 15 و16 اذار الماضي، بمشاركة 24 شخصاً، اختيروا باعتبارهم ممثلي مكونات لهم صلة بمجتمعاتهم المحلية. وشارك في الجولة الحوارية 11 شخصاً من داخل البلاد و13 من الخارج، وكان بين سوريّي الداخل تسع شخصيات علوية هم نواب سابقون وأبناء شيوخ وشخصيات مؤثرة ذات علاقة بالمجتمع والدولة، إلى جانب معارضين و قادة عشائر من شرق البلاد، وشخصيات كردية، ومسيحيين وذلك بحسب صحيفة الشرق الاوسط اللندنية.
سيريانيوز