جددت موسكو، يوم الجمعة، دعوتها واشنطن لتعزيز التنسيق بينهما، في قضية تحرير الرقة، من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وذلك عقب ثلاثة أيام على إطلاق معركة تحرير المدينة وتحقيق القوات الكردية تقدما في ريفها الشمالي.
ونقلت وسائل إعلام عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قوله إن "الجانب الروسي يتبادل المعلومات مع الأمريكيين يوميا على مستوى وزيري الخارجية ووزارتي الدفاع للبلدين لبحث تطورات الوضع والالتزام بوقف إطلاق النار ورصد انتهاكات".
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن الثلاثاء، أن موسكو مستعدة لتنسيق الجهود مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ومع الأكراد من أجل تحرير الرقة من قبضة "داعش".
وأكد بوغدانوف أن "موسكو ترغب في أن تجري عملية تبادل المعلومات والتنسيق بفعالية أكثر وبشكل أسرع"، مشيرا إلى أن "الجانب الروسي ليس مسؤولا عن بعض تعثر هذه العملية".
وانتشرت يوم الخميس، صوراً تظهر تواجد القوات الامريكية، مع قوات سوريا الديمقراطية في معركة طرد "داعش" بشكل فعال, بعد ساعات على استعادة "الفاطسة" من التنظيم, بحسب قائد ميداني في قوات سوريا الديمقراطية
وتمكنت وحدات "قوات سوريا الديمقراطية"، يوم الأربعاء, من استعادة أكثر من 16 قرية في ريف الرقة الشمالي، عقب يوم من إطلاق معركتها لاستعادة المنطقة من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وشهدت مدينة الرقة معقل "داعش", يوم السبت, حركة نزوح كبيرة باتجاه المناطق البعيدة عنها, حيث سمح التنظيم لاهالي المدينة بمغادرتها الى ريف المدينة فقط, وذلك بعد يوم من القاء التحالف الدولي مناشير على الرقة تطلب من سكانها مغادرتها, للمرة الاولى.
وفيما يخص محادثات جنيف, جدد بوغدانوف موقف بلاده الداعي لاستئناف المفاوضات السورية في جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة بأسرع وقت ممكن.
وأوضح بوغدانوف "نحن ندعو إلى عدم تعليق المفاوضات وعدم وجود فترات توقف طويلة فيها، إلا أن ذلك يتطلب إظهار جميع المشاركين إرادتهم السياسية وكذلك استعداد ممثلي مختلف جماعات المعارضة السورية لهذه المفاوضات وعدم طرح شروط مسبقة، كما تم الاتفاق عليه في إطار فيينا. ويجب أن يشارك الجميع في هذه العملية، بما في ذلك أكراد سوريا وحزب "الاتحاد الديمقراطي".
ونوه بوغدانوف إلى رغبة موسكو أن "يكون الوفد (للمعارضة) موحدا وأن تكون المفاوضات مباشرة، إلا أن الظروف ليس مهيأة لذلك"، مشيرا إلى أن جميع المراقبين "يؤكدون ذلك".
وكان لافروف قال يوم الخميس في مؤتمر صحفي مع نظيره السعودي عادل الجبير " تقلقنا الأنباء حول عدم إمكانية عقد جولة مفاوضات جديدة قبل بداية شهر رمضان، فدي ميستورا لم يتمكن من جمع السوريين إلى طاولة المفاوضات".
وكانت وكالات تناقلت ع ديبلوماسيين يوم الخميس أن الموفد الاممي ستافان دي ميستورا لا ينوي استئناف الجولة المقبلة من مفاوضات جنيف السورية قبل اسبوعين او ثلاثة, لكنه شدد على تحقيق تقدم في تطبيق وايصال المساعدات قبل استكمال المفاوضات.
ورجح دي ميستورا مؤخرا تأجيل المفاوضات إلى ما قبل او بعد رمضان, غداة لقاء الدول الكبرى في فيينا التي فشلت في ختام الاجتماع بتحديد موعد للمحادثات.
وتسعى الامم المتحدة لاستكمال مفاوضات جنيف التي توقفت بعد انسحاب وفد المعارضة احتجاجا على الوضع الامني والانساني, رغم حدوث خلافات في جولات جنيف السابقة حول مصير الاسد والانتقال السياسي في البلاد.
سيريانيوز