ليس هكذا يورد الإبل.. بقلم: عساف الكعدي

ما يراه الشخص من مظاهر يتصرفها بعض الأشخاص أو ما يصرح بها البعض منهم ، تدعو إلى الشك ، وتزيد مشاعر الخوف والتوجس من القادم ، ولقطع الشك باليقين على الحكومة المؤقتة أن تكتفي باصدار بيان واحد لا أكثر يحدد فيه نهجها وسلوكها خلال فترة ادارتها للبلاد حتى نهاية شباط ٢٠٢٥ ، ريثما تتولى الحكومة الانتقالية ادارة البلاد والتي يجب أن تشمل ممثلين عن جميع اطياف الشعب السوري

على هذه الحكومة والقيادة العسكرية الحالية منع اي شخص يدلي بأي تصريح ، او القيام بأي تصرف شخصي كزيارة المؤسسات الحكومية او اي مكان عام او خاص واعطاء الأوامر والتوجهيات . ويجب اعادة جميع الموظفين لمتابعة الأعمال وتسيير امور البلاد وفق الدستور والقوانين القديمة حتى يتم تشكيل دستور جديد وقوانين وتشريعات جديدة تصدر من الحكومة الانتقالية وليس من الحكومة المؤقتة . والاسراع باعادة جميع عناصر الشرطة ودمجها حاليا مع عناصر القيادة المسلحة وتوزيعهم على كل المحافظات والمدن والقرى السورية للحفاظ على الأمن الذي بدأ بالفلتان وإن لم تسارع القيادة العسكرية بهذه الاجراءات حتما سوف يزداد الفلتان وقد نصل إلى وضع لا يحمد عقباه بعد ذلك . فعدد القوات المسلحة الحالي ابدا غير كاف للمحافظة على أمن البلاد .

ليس من المنطق ان نرى اشخاص يعتلون الساحات ويخاطبون الناس بغاية اعطاء التوجيهات والتطمينات ، واغلبهم يتكلم بلغة اكل الزمان عليها وشرب ، تحوي على مفردات يصعب على الكثير من المستمعين فهمها ، مفردات تثير الريبة اكثر من الطمأنينة . وليس من المنطق أن نرى بعض العناصر المسلحة يقومون بزيارة المؤسسات والدوائر الحكومية واعطاء التعليمات والأوامر لاداريين يحملون شهادت بطول الواعظ ، ولديهم خبرة عملية تفوق عمر الواعظ بمرتين على اقل تقدير ، وللأسف تجد المتلقي يصغي ، ويحاول ان يساير الواعظ او (الأمير ، ربما يظن البعض انهم هكذا) والخوف يملئ قلبه ، هذا الخوف هو خوف ممزوج من خوفين ، الأول ناتج عن ما ولده النظام الساقط بقلبه من رعب طيلة الأربع والخمسين عاما التي مضت ، والآخر مما يشاهده أمامه ، فالواعظ المثقف الفطحل الذي امامه يعطيه الأوامر والتوجيهات مستخدما السلاح كوسيلة توضيح .

هذه التصرفات والتصريحات من قبل البعض إن دلت على شيء فأنها تدل على عدم ضبط الأمور كما يجب ، وتدل أن هناك اختلافات بالأفكار والتوجهات لبعض المجموعات داخل القيادة العسكرية الحالية ، وهذا يستوجب كما نوهنا اعلاه باصدار بيان واحد رسمي يصدر من القيادة الرسمية يوضح نهج تلك القيادة في فترة ادارتها للبلاد حتى نهاية شباط القادم ، والزام الجميع بالصمت وعدم التوجه للامكنة العامة او الخاصة للخطاب بالناس واعطائهم التوجيهات والأوامر

حقيقة عندما المرء يشاهد هذه التصرفات ويسمع هذه التصريحات من البعض يظن نفسه أنه يشاهد مسلسل (شبيه بباب الحارة) ، او يظن ان هؤلاء يلعبون لعبة كنا نلعبها نحن وصغار (بيت وبيت)

اخوتي الكرام ليس هكذا يورد الابل سورية ليست حارة ، سورية كبيرة جدا تحوي محافظات كثيرة ومدن كبيرة وصغيرة وآلاف القرى ، الموضوع ليس بهذه السهولة التي يظنها البعض ، وتحتاج كادر كبير لتسيير امورها الادارية ، وعدد هائل من العناصر للحفاظ على أمنها ، وعلى الجميع ان يشارك بهذا العمل الجبار (ومن جميع الأطياف والمكونات السورية) ، وكان الله بعونكم وعون الجميع .

 ونؤكد اولا واخير ، اننا نثني على جهود الشرفاء وكل من اراد خيرا لهذا الوطن الكريم . والله ولي التوفيق

اخوكم بالوطن المنشود عساف الكعدي

 

لاراء الواردة في هذا الباب لا تعبر بالضرورة على سياسة الموقع

*ارسل مساهمتك على الايميل 
[email protected]

 


المواضيع الأكثر قراءة

SHARE

close