-
رسالتي للمتفاوضين السوريين في جنيف ولأبناء وطني بمناسبة العام الجديد 2016 ... بقلم : د. عبد الحميد سلوم
* لقد ودّعَ السوريون العام الخامس في المأساة السورية ليستقبلوا عاما جديدا ندعو الله أن يكون عام الفرَجْ ونهاية المأساة التي اكتنفتْ شعب سورية بكامله وخلّفتْ مئات آلاف الضحايا وعشرات آلاف المُشوّهين وعشرات آلاف الثكالى والمفجوعين وعشرات آلاف الأرامل وعشرات آلاف اليتامى وملايين النازحين والمهاجرين ، عدا عن الدمار والخراب وضياع جيلٍ من الأطفال والأولاد ، وباتَ السوريون أتعسُ شعبٍ في الدنيا وموضع شفقة العالم كُلُّه وعطفهِ ، إلا شفقة من يُفترَض أنهم أوّل من يجب أن يُشفقوا عليه !. وبات أكثر من نصفه يتضوّرُ حتى من الجوع ، بحسب منظمة الأغذية والزراعة العالمية !.
*في نهاية هذا الشهر من العام الجديد يُفترَض أن يلتقي وفدا النظام والمعارضة للبحث في سبُل تطبيق خارطة الطريق التي رسمها مؤتَمَريْ فيينا وأقرّها مجلس الأمن الدولي بالقرار 2254 والتفاوض حول عملية الانتقال السياسي في سورية والتأسيس لسورية جديدة ينعم بها السوريون ، كما كافة شعوب الأرض ، بالديمقراطية التعددية الليبرالية والتداول على السلطة من خلال صناديق الاقتراع وانتخابات نزيهة يشهَد عليها المجتمع الدولي من خلال مُراقبيه ، وذلك بعد وضع دستور مدنيٍ جديدٍ يتساوى أمامه الجميع من خلال المُوَاطَنة وننتهي من ثقافة المزارع والإقطاعيات والمحسوبيات واحتكار المناصب والمراكز لطبقةٍ من أبناء الوطن التي باتت هي وأبنائها ومن لفَّ لفيفها وظيفتهم إشغال المناصب والمراكز إلى ما لا نهاية ودون سقوف زمنية كما نرى في الخارجية التي لا يعترفُ رأسها على شيء اسمه معايير أو سقوف زمنية !.
وننتهي أيضا من عقلية الكيد واللؤم والإقصاء والتهميش والاستخفاف بالناس وتقرير مصيرها من خلال تقرير سطحي تافه كيدي يكتبهُ شخصٌ قد لا يحمل الشهادة الثانوية أو فوق الثانوية !. أو لأن المقصي والمُهمّش ليس من عظام رقبة هذا وذاك ولا من عِظام فخذِ ورِجلِ هذا وتِلكَ ولاْ دَعْمَاً خلفهُ وإنما مُجرّد مواطن عادي في الوطن (يعني طظ قولة غوّار) !. على الجميع أن يعي أن ثقافة (طظْ ، مين هاد ، وحقّو فرنكين ، ومين وراه ، وببعتلو شخصين بيجرُّوه جرّ ووو ما شابهَ ذلك ) هذه الثقافة يجب أن تنتهي من قاموس السوريين ، ويكفي أن يحمل الشخص الجنسية السورية ويكون مواطنا سوريا حتى يكون محترما وذا شأن وكلمته محترمة !!. فهل من مسئول بالدنيا يسخر ويستخفُّ بأبناء وطنه؟. هل من ربّ بيتٍ بالدنيا يستخفُّ بأبنائه وبناته وأهل بيته ؟.
*لم يعُد بخافٍ أن من جلسوا طويلا وجها لوجه يتفاوضون مع الإسرائيلي لم يتعلّموا من هذا العدو كيف يؤسسون في بلدهم لِديمقراطيةٍ تعددية وتداولٍ على السُلطة وحرية تعبير وبناء دولة مؤسسات تحكمها قوانين وأنظمة ومعايير تعلو على الجميع ، وإنما تعلّموا فقط أساليب المماطلَة والتمييع والغرق في التفاصيل وتفاصيل التفاصيل في المفاوضات مُتناسين أن الإسرائيلي الذي تعلّموا منه ذلك كانوا يُفاوِضُونه كعدوٍّ لينسحب من الجولان السوري المُحتل بينما هُمْ اليوم يفاوضون أبناء وطنهم من أجل خلقِ سورية جديدة يتمتع فيها كل أبنائها بالحرية والكرامة وحقوق الإنسان وتكافؤ الفرص وتُحتَرمُ فيها المعايير والمؤهلات والكفاءات ولا نرى أبناء سيدات وأبناء جواري ، ولا أساتذة في مجالات مهنتهم وبأعلى المؤهلات العلمية واللغوية مقصيين بينما من لا يصلحون من طلابهم يشغلون المراكز والمناصب بالدولة لأن هذا محسوب على هذه الجهة ، وذاك على تلك الطائفة وغيره على هذه المدينة وذاك على تلك المنطقة .. وهكذا ..
* نريد سورية الجديدة لا مكان فيها لسفيرٍ لا يعرف كلمة بلغة أجنبية في الدنيا وبشهادة جامعية متواضعة يُشغل سفيرا لسنين لا أمد لها ، ومن لا يعرف أن يتحدّث جملة صحيحة بالانكليزية لفظا وقواعدا يشغل وزيرا أو مستشارا !. فهل من جملة باللغة الإنكليزية تقول ( we ready to participate… ) أمام مئات وسائل الإعلام ، ويَغيبُ منها الفِعل بالكامل ، بينما كل من يعمل في السلك الدبلوماسي بالعالم يُتقِن على الأقل الإنكليزية خطابةً وكتابةً وحوارا ونقاشا (إلا في البُلدان المتخلّفة)، وهذا بات من بديهيات المهنة !. غياب المعايير يعني أن لا أحدا يفكِّر فعليا بمصلحةِ وطنٍ وإنما بتبادل المنافع والمكاسب والمحاصصات !.
*السوريون تعبوا من النهج الذي ساد طويلا في الدولة ، التي طغى عليها للأسف الظُلم والشخصنات ، واليوم يعمُّ فيها العُتمةُ والظلام حتى باتت لحظة مجيء الكهرباء مناسبة مُفرِحة للأولاد ليقفزوا من أماكنهم ومن تحت البطانيات التي يتدفّاون تحتها وهم يصيحون (إيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه إجت الكهرباْ ) ، يعني صار فيهم يشوفوا التلفزيون لساعة أو ساعتين ويشحنوا بطارية الموبايل قبل أن تنقطع من جديد !.
*هذه المعاناة بالتأكيد لا يعيشها المسئولين والمسئولات وأبنائهم ، ولا الأثرياء ، فكل أولئك قادرون على تركيب مولدات كهربائية أو بطّاريات ضخمة فلا يعيشون على الظلام والعُتمة دقيقة !. فقط الفقراء هم من يدفعون الضريبة دوما على كافة الأصعدة كي تبقى المكاسب والامتيازات لأصحابها وصاحباتها في الدولة ويبيضون وطنيات من خلف الميكروفونان وهم في المكاتب أو القاعات الفاخرة !.
*كانوا يُطمئنون الناس قبل فترة أن فترة انقطاع الكهرباء سوف تتقلّص وإذ بها تتمدّد ، بعكس الآمال والتوقعات !. وعلى الرغم من الانتقادات الشديدة لهذه الحكومة وتوصيف أحد المواقع المؤيدة بقوة للدولة لها بأقسى التوصيفات ، ورغم الفشل الذي نراهُ ، على الأقل على صعيد كبح الغلاء وارتفاع الأسعار وزيادة مساحة الفقر والفساد ، فهي باقية برئيسها الحالي ونائبهِ الذي شغِل مناصب لم يكُن ليحلُم بها في إطار الديمقراطية والتعددية وتكافؤ الفُرص ، ووجدها فرصتهُ لتصفية الحسابات مع هذا وذاك في وزارته!.
*هناك من يتشَفُّوْن وهم يرون أبناء وطنهم يزحفون نحو أوروبا في القيظ الحارّ والبرد القارس، يحملون الأطفال ويجرُّون العجائز بالعربات وسط الطينِ وتحت المطَر والثلج ، هرَبا من الجحيم في بلدِهم ، ويعتبرونهم قاعدة وحاضنة للتنظيمات الإرهابية وغيرها ، وغير مأسوف عليهم !.
*لقد نسي أولئك الشامتون أن هؤلاء كلهم من الطبقات الفقيرة ، بل من أبناء الأرياف الفلاحين الذين كانوا لزمنٍ طويلٍ هم الحاضنة للنظام وهم القاعدة الشعبية له ، يدبكون له ويُصفّقون له ويفرحون بأفراحهِ ، حتى ابتعدَ هو عنهم ، ونسيتهم الدولة ، فلم تكترث بما يُعانيه الفلاح في الريف من تكاليف باهظة في الزراعة ونقص الماء وسنين الجفاف ، وغلاء كافة المواد والتكاليف الزراعية ، وغلاء اليد العاملة ، وضعف أسعار المحاصيل الزراعية التي يتوجّب عليهم تسليمها للدولة ، والفساد والرشاوى في صوامع الحبوب حيث تسليم محصول القمح وفي مصنع الشمندر حيث تسليم محصول الشمندر السُكّري ، فكان الفلاحُ يخرج كما يقول المثل العامِّي (عِبْ بجيبْ) يعني لا شيء سوى لقمة العيش المتواضعة البسيطة جدا المُغمّسة بالعرق والتعب والإرهاق على مدى عشرة أشهرٍ في السنة على الأقل !.
فكان الفلاح يشعرُ أنه ليس أكثر من عبدٍ لدى الدولة التي كانت ترفع شِعار العامل والفلاح ولكنها كانت تعمل لصالح التُجّار ورجال الأعمال بعد أن بات أصحاب السلطة والنفوذ من طبقة التجار ورجال الأعمال أو متحالفين معهم !.فكانت المكاسب فعليا للأثرياء ، وأما الأرقام والإحصائيات الدردرية (نسبة للمسئول الاقتصادي سابقا ) الكاذبة والوهمية للفقراء ، ويوهمونهم أن مستوى المعيشة يتحسّن ،دون أن يشعروا بشيءٍ من ذلك، بل بالعكس كان مستوى المعيشة يتدهور والغلاء يزيد والقدرة الشرائية تتراجع مع تراجع قيمة الليرة السورية وزيادة التضخُّم!.
*الدولة هي من ابتعدتْ عموما عن طبقة الفقراء، وعن الفلاحين بالأرياف ، ولم تكترث كفاية بهمومهم ومعاناتهم ولقمة عيشهم ، وكان من الطبيعي أن يبتعدوا عن الدولة ويتحوّلون من قاعدة لها وحاضنة لها في الماضي إلى قاعدة وحاضنة لمُعارضيها وخصومها لاحقا!. وهذا أمرٌ عاديُ ومن طبيعة كل البشر ، فمَن تتخلى عنهُ سوف يتخلّى عنك ، ومن تبتعد عنه سوف يبتعد عنك ، ومن تنساهُ ولا تعيره اهتماما فسوف ينقلب ضدّك ، ومن تظلمُهُ ولا سبيل له لِرد الظُلم والاعتبار فسوف يكون مع كل عدوٍّ وخصمٍ لك بانتظار فُرصَة لينتقم من ظُلمِك ، ويُريكَ معنى الظُلم للبشر !. فلا تلوموا من انتقلوا من قاعدةٍ للنظام إلى قاعدةٍ لخصوم النظام وإنما لوموا من تسببوا بذلك في الدولة ودفعوا بالناس ، وخاصّةً أبناء الأرياف الفلاحين الذين يشكلون غالبية الشعب السوري، دفعوا بهم لذاك الانتقال !.
*في سورية لم يعُد هناك طبقة وُسطَى إلا فيما ندَرَ ، وهذه الطبقة منها من أصبح من طبقة الأثرياء(بحسب الشطارة والمناصب والنفوذ "والعِفّة") ومنها من انحدر لِطبقة الفقراء ، فباتت في سورية طبقتين : إحداهما ثرية ولكن بدرجات متفاوتة تتراوح بين الثراء الفاحش والثراء العادي ، والأخرى فقيرة تتراوح بين الفقرِ المُدقع وبين الفقر العادي المستور !. وأهل الثراء كانوا يزدادون ثراء وقومُ الفقر يزدادون فقرا ، والدولة عاجزة عن إيجاد الحلول ! فماذا نتوقّع من أهل الفقر ؟. أن يستمروا بالدبكة والتصفيق ؟.
*وزير التنمية الإدارية الحالي ذاتهُ كان يقول ، اقتصاد سورية هو اقتصاد المائة عائلة !! فكيف يكون اقتصاد سورية هكذا وسورية كانت تُطبق النظام الاشتراكي والدولة تمتلك غالبية وسائل الإنتاج ؟.
*هذا إذا ما أضفنا لكل ذلك الفجوة الكبيرة بين المسئولين بالدولة وبين أبناء الشعب ، فهناك وباء مستوطن في سورية ، عن كل دول العالم ، وهو تعالِي المسئولين وعجرفتهم واستصغارهم للناس، وأنتَ تعرف من هُم وما هو حجمهم لو كانت هناك ديمقراطية وتكافؤ فرص ، وحتى لو كانت هناك انتخابات ديمقراطية ضمن الحزب، حزب البعث ، لما رأينا الكثير منهم ولكن الجميع هو مُنتَج من منتجات الأمراض في الدولة !.
*يكون المسئول شخصا عاديا من عامّة الناس ، ويبحث عمّن يملأ له وقت فراغهِ ، ولكن ما إن يستلم منصبا ويصبح صاحب نفوذ حتى ينقلب مائة وثمانون درجة ، ولا يعود يرى أحدا إلا من خلف كتفيهِ أو من خلف بللور السيارة الأسود ، وتظهرُ كل عُقَدِهِ !. فأمثال هؤلاء المسئولين لوحدهم يخلقون جيشا من المعارضين للدولة ، كنكاية بهم وبنفسياتهم الصغيرة المُتعالية وكأنهم ليسوا من أبناء الشعب وإنما جهات خارجية مُنَصَّبةً عليه !.
*فمنْ يلومُ البشر عليه أن يلوم نفسهُ أوّلا ، لأنه لم يعرف كيف يحافظ على ولاءِ البشر !. وكما يقول المثل العربي : يداك أوكتا وفوك نفخ !.
*نأملُ أن يرتقي الجميع في المفاوضات القادمة إلى مستوى المسئولية الوطنية والتاريخية والإنسانية ويسعى بإخلاصٍ وأمانةٍ وصدقٍ للتوصُّل إلى حل يَرضى عنه الجميع ويُنقِذ ما تبقّى من سورية وشعب سورية .. وأن يبتعد الجميع عن المناورات واللف والدوران والتلاعب بالكلمات والتفسيرات فهذا الأمرُ سهلٌ لكل من يهدفُ للهروب للأمام ، ومَن سيفعلهُ فإنما غير مُستعجلٍ على الحل ، بل غير مكترثٍ به ، وغير آبهٍ أنّ كل لحظة يتأخر فيها وقف إطلاق النار والحلّ فإنما تعني مزيدا من هدر الدماء ومزيدا من سفك الأرواح ومزيدا من الأمهات الثكالى ومزيدا من الآباء المفجوعين ومزيدا من النساء الأرامل ومزيدا من الأطفال اليتامى ومزيدا من المُشوّهين ومزيدا من التدمير !. ليتصوّر كل واحدٍ من المتفاوضين نفسهُ (بل كل مسئول)أن ابنه سوف يُقتلُ غدا إن لم يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار اليوم ، فكيف ستكون مشاعرهُ ؟!.
*أعرف أن هناك من وقفَ بصفِّ المعارضَة لأسباب دينية ومذهبية، وهناك من وقف بصفِّ النظام لأسباب دينية ومذهبية، ولا يعنيني هذا ولا ذاك وإنما يعنيني الوطن، ولم يكن لديّ بأي وقتٍ عُقَدا دينية من أحد ، وألتقي مع كل صاحب مشروع وطني صادق يرفع يافطة الديمقراطية العلمانية (مدنية الدولة)والتعددية والحرية وتداول الُسلطة عن طريق انتخابات حرة ونزيهة وشفافة سواء كان من هنا أو هناك!. وأؤمن بأن السيادة يجب أن تكون للشعب وهذا لا يمكن أن يحصل إلا من خلال انتخابات تعددية وديمقراطية وحرة يعبر فيها الشعب عن إرادته !.
*ليس وفد النظام وليس وفد المُعارضة لوحدهما من يُمثلان كل وجهات النظر السورية ، فهناك شريحة من أبناء الشعب، وأعتقد هي الأوسع، غير راضية لا عن مُقارَبَة النظام ولا عن مُقارَبَة المعارضة، وكانت منذ البداية ضدَّ كل أشكال العنف والسلاح من أي طرفٍ ومع الانتقال السلمي نحو الديمقراطية التعددية والتداول على السُلطَة ، وتَعتبِرُ الطرفين مسئولين عمّا ألَمَّ بالوطن السوري وعن كل الذيول والتفرعات الإقليمية والدولية التي أنتجتها الحالة السورية !.
فكُلٍّ منهما اعتبر منذ البداية أن المسألة هي كسر عظم بينهما ، ومسألة وجود أوْ لاْ وجود ، وليست مسألة وطن، وبين رَحَى هذا وذاك تحطّمتْ عِظام الوطن، وانطحنتْ أضلاعُ أبنائه !. تلكَ الشريحة يجب أن تكون مُمثّلة بأية مفاوضات ، ولعلها تكون جسر تقريب بين الطرفين ، وكان على المبعوث الدولي والمجتمع الدولي أخذ ذلك بالحسبان ؟.
*نتمنّى أن لا يكون هناك من سيسعى للالتفاف على كل شيء ويغوصُ في التفاصيل كنوعٍ من الهروب للأمام، دونما اكتراث بمزيدٍ من الدماء والدمار !. ومَنْ تجرّأ وحارب ذوي الشهداء وأبنائهم المحتاجين في وزارته ، وعلى عينك يا تاجر ، عليه أن يعي أن المفاوضات هي حول مستقبل سورية وشعبِ سورية وليست حول الانسحاب من الجولان والتطبيع مع إسرائيل، ومُستقبل العلاقة معها !!. إن من لا يُميِّز بين التفاوض مع الإسرائيلي ومع ابن الوطن فإنما لا تعنيه دماء أبناء الوطن !.
*لم يعد هناك طرفا في سورية قادرٌ على المزايدة بالوطنية على الطرف الآخر فالجميع يتظلل بالخارج ودعم الخارج ، وكل طرف لديه تبريراته وحُججه لذلك، والتبريرات غير مقبولة هنا ومرفوضة هناك ، فإما جميعها مُبرّرة وإما جميعها مرفوضة !. ولا يحقُّ لطرفٍ أن يعطي التبريرات والحجج لنفسه وينكرها على الطرف الآخر !.
*ليس هناك طرفا خارجيا يُقدِّم لوجه الله ، فنقول هذا لديه مطامح استعمارية وشيطانية وذاك لديه مطامح ملائكية !! الكل لديهم مطامح خاصة ، ولا يوجد في علاقات الدول صَدَقَات !! ولكن كل دولة ترى مصالحها من زاويتها، فإما هنا أو هناك !.
*لقد صارت ــ ما شا الله ــ كافة الأطراف السورية المتحاربة ، واحدة ، في الوصاية والارتهان للخارج !.
*فلندعو جميعا الله العلي القدير أن يُفرِج هذه الكُربَة والمحنة عن السوريين وتنتهي هذه المأساة ، ويكون هذا العام 2016 عامُ فرَجٍ على كل السوريين !.
https://www.facebook.com/you.write.syrianews/?fref=ts