أنا أم هم..!؟

كل يوم تقريباً يشير لي الفيسبوك بأن أحد الأصدقاء شاركني بمنشور يعاتب يستهجن يشتم أحياناً، كيف أنني تغيرت بعد سقوط نظام الأسد..

كل يوم تقريباً يشير لي الفيسبوك بأن أحد الأصدقاء شاركني بمنشور يعاتب يستهجن يشتم أحياناً، كيف أنني تغيرت بعد سقوط نظام الأسد..

والحقيقة أني في كل مرة أقوم بالمراجعة للواقع بعد السقوط لا أرى أي شيء إيجابي يمكن أن أتحدث به سوى عملية السقوط ذاتها..

الصورة المرفقة هي خارطة الدولة السورية الحالية التي تمثلها إدارة الشرع.. ناقصاً منها شريط ضيق محازي لنهر الفرات يضم مدينة دير الزور وصولاً للحدود العراقية بحسب معهد دراسة الحرب في واشنطن.

هذه هي دولتنا الحالية على أرض الواقع.. طبعاً الساحل مهدد في حال لم تستطع الإدارة الحالية حماية السكان هناك بأن يصبح تحت حماية من جهة ما وتتشكل فيه قوة محلية على غرار ما هو موجود في شمال شرق سوريا وفي السويداء وفي شمال سوريا مناطق النفوذ التركي..

كان معظم السوريين متفقين على إسقاط الأسد، وسقط الأسد..

بالنسبة للبعض كان الهدف النهائي، ولكن بالنسبة لي ولكثيرين غيري سقوط الأسد هو إزالة العثرة أمام بناء الدولة.. 

في إطار بناء الدولة.. لم نستطع أن نضم أية جغرافية إضافية للمناطق التي كان يسيطر عليها الأسد..

خسرنا بشكل علني وأبعدنا من خلال القتل والتخوين مكونان أساسيان من مكونات المجتمع السوري العلويين والدروز.. ولم ننجح في استقطاب الأكراد.. 

من كان في السلطة كان متهماً بارتكاب جرائم حرب، ومن جاء إلى السلطة هيئة مصنفة على قوائم الإرهاب في العالم، وكان هذا السبب الرئيسي في منع كل شيء عنا..

السلطة باتت في قفص اتهام دولي بارتكاب مجازر في الساحل وهي في طريقها إلى إضافة تهمة أخرى في عمليات قتل واسعة في حق الدروز.

لم نحظ بانتخابات.. (ولو بلدية) 
لم نحقق أي تقدم على مسار فصل السلطات 
لا توجد أية مشاركة في السلطة، السلطة بلون واحد لون الهيئة.
لم تظهر أية مظاهر لوجود المؤسسات.. وعلى رأسها الجيش الذي ما زال فصائل والشرطة التي ما زالت جهاز أمني تابع للفصائل.. 
معظم الأعمال الحكومية معطلة..
زادت معدلات البطالة أضعافاً بعد عمليات تسريح واسعة..
زادت معدلات الفقر.. 
ساءت الخدمات..
زاد الاستقطاب والانكماش والعودة إلى روابط ما قبل المجتمعية، الروابط الدينية والقبلية والمناطقية والمذهبية.. وذاب تماماً مفهوم المواطنة بطبيعة الحال لعدم وجود الدولة..
لم نحقق أي نجاح في إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع أية دولة في العالم.. 
دمرت كل القدرات العسكرية للدولة واجتاحت اسرائيل مناطق في الجنوب وضمت قرى وبلدات وأسست منطقة عازلة داخل الأراضي السورية.
لم نستطع أن نحقق أي إنجاز على مستوى إعادة الإعمار.. إعادة تأهيل البنى التحتية.. جذب الاستثمارات. تشغيل الاقتصاد.. 
لم ننجح في إعادة النازحين، ما زالوا في الخيام، ولا اللاجئين، ما زالوا في بلاد اللجوء، على العكس اليوم نشهد حركة لجوء إضافية.. 
انفلات وفوضى وتعد على حقوق الناس وكراماتهم، اسيتلاء على المنازل والملكيات.. عناصر غير منضبطة مزاجية.. لا أحد يملك السيطرة على أفعالها.. ولا يمكن التكهن بهذه الأفعال.. 

هذا ما يمكن أن افكر به في مراجعة سريعة غير نهائية.. 

وهنا اسأل نفسي هل فعلا هذه الصورة التي أرسمها وهمٌ.. هل أنا واهم.. أم ذاك الذي لا يرى كل هذا.. ولا يرى إلا إنجاز وحيد أنه أصبح في سوريا رئيسٌ من طائفته..!!

وجمهور عريض من الشتامين.. الذين لن يستطيعوا إن يردوا على هذا المنشور إلا بالسباب والتخوين..

حقيقة من الذي تغير.. أنا أم هم..!؟

 

نضال معلوف

 


المواضيع الأكثر قراءة

SHARE

close