قناة اليوتيوب

المقابر لم تعد تتسع للموتى.. يا "حسون"، وحتى من يدفن يسرق قبره!؟

06.11.2021 | 21:10

في خطبته خلال مراسم تشييع الراحل صباح فخري دعا مفتي الجمهورية احمد بدر حسون اللاجئين السوريين الى العودة للوطن وابدى حزنه على كل سوري يقضي في الغربة ولا يجد احدا ليصلي عليه..

حقيقة.. الدول مثل اي كيانات تضم جماعات بشرية، تتوفر لها موارد مادية وبشرية وقيادات تدير هذه الموارد، وهذه الدول تخضع للتقييم مثلها مثل اي كيان بشري اخر ان كان شركة مؤسسة مصنع.. الخ


يمكنكم متابعة التقرير على اليوتيوب .. اضغط هنا


والحقيقة يصح ان نطلق مصطلح الجودة هنا على منتجات هذه الدولة التي ترتبط مباشرة بقياداتها، مثل المؤسسات نرى بانه هناك مؤسسات او شركات تمتلك ذات الموارد والامكانيات ولكن هناك اختلاف في جودة المنتج بين الجودة العالية وبين الرديء من المنتجات..

اذا كانت القيادات فاشلة رغم توفر الموارد او فاسدة او هي جماعة من اللصوص يهمها تحقيق مكاسب فردية وليس في هذا الكيان اي الية للمراقبة والمحاسبة، تم نزع كل الوسائل للبشر ضمن الكيان للدفاع عن مصالحهم فان القائد اللص سيسرق كل شيء حتى اخر ذرة تراب في المساحة التي تسكن عليها هذه الجماعة.

وكلما قلت الموارد تدنت الجودة وهذا يرجع الى تدني معايير الادارة ومنها اختيار من هم في المناصب.

القيادات المحترفة القادرة لها سعر وتتبع اخلاقيات عمل محددة.

هذه ستتجه الى ترك مكان عملها كلما انحدر مستوى الاداء والمردود وتسلم لبديل ارخص مكانها وهكذا..

واليوم نحن في القاع.. سلمت المناصب في بلدنا في الرأس للصوص الذين يستخدمون المنصب دكاكين لتحصيل المكاسب الشخصية، لا احد اليوم يعيش في سوريا وزيرا مديرا او مهما كان موقعه القيادي من راتب لا يتجاوز 50 دولار، هو ارتضى ان يكون عضوا في العصابة ويقوم بمهام محددة ضمن اعمالها القذرة وينتفع منها..

وفي باقي المواقع الوظيفية افراد ليس لديهم خيارات واي خيار او بديل سيتوفر لهم سيتركون ويمضون غير اسفين اذا كانوا من غير المتنفعين..

اليوم الدولة السورية تأكل نفسها واكلت كل فائض في المجتمع واليوم مسؤوليها ومؤسساتها باتت تتغذى على لحوم الناس انفسهم..

حسون الذي يدعو السوريين للعودة ليعيشوا حياة الكرامة والسيادة لا يقف في الطوابير ولا ينقصه غاز او مازوت او كهرباء ولا ينقص عن مائدته اي صنف من صنوف الطعام وهو مثل عدادة النقود يوما بعد يوم يخزن المكاسب التي تأتي من الوساطات والاستثناءات ومهام العصابة التي يبلغ منها نصيبها ما يبلغ.. هو الشخص الجاهل عديم الامكانيات والاخلاق مثله مثل معظم المسؤولين سيرضى باي شيء في مقابل هذه المكاسب في بلد يموت اهله من الجوع..

ويتناسى حسون موضوع تسجيلنا اليوم "عيشة الفهيم" ان في سوريا ساءت الاحوال حتى ان الموت اصبح يمثل كارثة مالية على الاهل والورثة ليس فقط واسعار القبور تترواح بين نصف مليون و12 مليون حسب المقبرة وموقعها، وانما كل شيء موت شخص في سوريا يعني مصيبة للعائلة قد ترمي بها في خانة العوز والفقر والموت قهرا وكمدا دون ان تجد احد يصلي عليها لان الصلاة والدفن والمقابر ليست ببلاش في سوريا..

حتى الاموات لم يسلموا من اللصوصية التي تقودها قيادات الدولة اليوم، اليوم الاخبار تتواتر حول سرقة شواهد القبور واعادة تصنيعها رخاما للمطابخ حصل هذا في اكثر من مدينة.. ومع الايام سيسرقون القبور نفسها ترابها وجثث من فيها كل شيء سيكون معروضا للبيع..

للاسف مرة اخرى من هو في موقع حسون وامثاله هو من شلة من قلت عنهم يعيشون حياة النماذج في تقرير سابق بعيدين عن الواقع..

والواقع ان سوريا مع الاسف لا تصلح اليوم لا للحياة ولا للموت فيها..

نضال معلوف

 


TAG: