صعوبة إحصاء الوفيات جراء فيروس كورونا .. هل حقا الوفيات اعلى بكثير مما يفصح عنه ..

16.04.2020 | 21:11

يعد إحصاء العدد اليومي للوفيات الناجمة عن جائحة كوفيد 19 ، والذي تجاوزت حصيلته الرسمية 117000 شخصا ، عملا شائكا بسبب نقص في البيانات الرسمية واختلاف المنهجيات المتبعة بين البلدان. وغالبا ما تلعب عدة عوامل دورا في ذلك، كمكان الوفاة والسبب والزمن الذي يأخذه جمع المعلومات، وبالتالي قد تكون الأرقام أقل من تلك الحقيقية وإنما تساعد على تتبع تطور الوباء.

ويعتبر المعهد الفرنسي للدراسات الديمغرافية (INED) أن احتساب الوفيات في هذه الأزمة الصحية غير المسبوقة "تحديًا إحصائياً"

 

المستشفيات ودور العجزة

تختلف عملية احتساب الوفيات بين بلد وآخر، فبينما تحسب إسبانيا وكوريا الجنوبية جميع الوفيات الذين ثبتت إصابتهم بـفيروس الكورونا، سواء حصلت وفاتهم في المستشفيات أم في أي مكان آخر، تضم أيران في حساباتها، مثلا، الوفيات التي تحدث فقط في المشافي. أما  فرنسا وبريطانيا فلم تدرجان، حتى وقت قريب، عدد الوفيات في دور العجزة والتي تبين فيما بعد أنها أرقام كبيرة تصل إلى أكثر من ثلث الوفيات مثلا في فرنسا.

أما في الولايات المتحدة، فتختلف منهجية الاحصاء من ولاية إلى أخرى: إذ تحسب ولاية نيويورك حالات وفاة كبار السن الذين يتوفون في منازلهم بينما لا تضعهم كاليفورنيا في حساباتها.

ووفقا لمؤسسة الحماية المدنية في إيطاليا، التي تضم أكبر عدد من الوفيات في أوروبا جراء الفيروس حتى الآن (أكثر من 20000) فإن إيطاليا لا تدرج في حساباتها إلا دور العجزة الكبيرة.

 

هل السبب هو فيروس كورونا أم مرض آخر؟

تُدرج بعض البلدان، مثل بريطانيا وإيطاليا وكوريا الجنوبية وإسبانيا، في أرقامها جميع الوفيات الذين ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا، بمن فيهم أولئك الذين ماتوا بسبب مضاعفات مرض موجود مسبقاً، إنما تتبع بعض الدول الأخرى منهجية أكثر انتقائية لحساباتها.فمثلا، تستثني إيران من حصيلتها الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس لكن تسبب مرض تنفسي خطير آخر بوفاتهم.

وتزداد الشكاوي في الولايات المتحدة من أشخاص مات أقاربهم، واعتبر الالتهاب الرئوي سبب الوفاة رسمياً، لكن قبل توفر اختبارات COVID-19 أو في وقت كان من الصعب إجرائها.

 

نقص في الاختبارات وتأخرها

وفقاً للخبيرين Gilles Pison و France Mesle من المعهد الفرنسي للدراسات الديمغرافية، أثناء انتشار أي وباء، يستغرق جمع المعلومات ومعالجتها وقتاً طويلاً، حتى لو بُذلت محاولات لتسريعها. وبرأيهما "قد تستغرق عملية إحصاء جميع الوفيات بدقة عدة أسابيع أو عدة أشهر".

في الولايات المتحدة، حتى بدون إجراء اختبار، يجب أن تذكر شهادات الوفاة ما إذا كان فيروس الكورونا هو السبب "المحتمل" للوفاة. إنما فد يستغرق إصدار هذه الشهادات وقتاً لا يمكن أثناءه إدراج هذه الحالات ضمن عدد الوفيات بالفيروس.

في إسبانيا، تشير السجلات إلى ارتفاع كبير في معدل الوفيات الناتجة عن COVID-19.

 

كيف يتم الفحص الخاص بفيروس الكورونا

بسبب نقص الاختبارات ، تقوم إسبانيا بإجراء القليل جدًا من الفحوص بعد الوفاة، إنما إذا لم يتم فحص الشخص قبل وفاته، فلا يتم احتسابه من قبل السلطات الصحية، ولكن من المهم أن نعرف أن البيانات التي تجمعها السلطات القضائية أقل تقييداً وتكشف عن حصيلة أعلى بكثير.

مثلاً، سجلت السلطات القانونية في منطقة كاستيلا لامانشا الإسبانية، في آذار، عدد وفيات، بسبب الإصابة بالكورونا أو حتى المشتبه بها، ثلاث مرات أكثر  من تلك التي سجلتها السلطات الصحية. أما في بيرغامو في منطقة لومبارديا الإيطالية، في النصف الأول من شهر آذار، تم تسجيل 108 حالة وفاة إضافية مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بزيادة قدرها 193 في المائة، إنما ارتبطت 31 فقط  منها بفيروس الكورونا.

 

اتهامات بالكذب تطال الصين وإيران

اتُهمت بعض الدول بالكذب بشأن إحصاءات الوفيات لديها. ففي إيران، حصل خلاف على الأرقام الرسمية، خاصة في بداية الوباء، بين المسؤولين في المحافظات والبرلمانيين.

ونشرت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" حصيلة من الوفيات أعلى من تلك التي نشرتها السلطات، ثم نفتها الحكومة لاحقا، وتتهم واشنطن بشكل خاص طهران بالتستر على أرقامها الحقيقية.

أما فيما يتعلق بالصين، حيث بدأ الوباء في كانون الأول، اتهم تقرير سري للاستخبارات الأمريكية نقلته وكالة بلومبرج، بكين بأنها نشرت عن قصد عدد وفيات أقل من العدد الحقيقي، كما شكك المسؤولون الإيرانيون ايضا في الأرقام الصينية.

وكالة الأنباء الفرنسية - بقلم جان فيليب شونيو

ترجمه لسيريانيوز – مريم فرح


TAG: