حاكم بافاريا يرسل حافلة تقل 51 لاجئاً سورياً إلى مبنى المستشارية في برلين احتجاجاً على سياسة الأبواب المفتوحة التي تنتهجها ميركل
أكدت المستشارة الألمانية, انجيلا ميركل, يوم الخميس, أن "حكومتها تبذل قصارى جهدها من أجل التوصل إلى حلول للمشاكل التي نتجت عن استقبال أعداد كبيرة من اللاجئين", فيما أرسل مسؤول من بافاريا حافلة مليئة باللاجئين من مقاطعته إلى مكتب المستشارة احتجاجاً على سياسة الأبواب المفتوحة التي تنتهجها ميركل.
ووعدت ميركل, عقب لقائها بمجلس إدارة اتحاد النقابات الألمانية في برلين, مواطنيها بالبحث عن حلول للمشاكل التي تثير قلقهم، وذلك في ظل استمرار تدفق اللاجئين إلى ألمانيا وما يرتبط بذلك من مشاكل مالية أو اجتماعية.
وتابعت ميركل "أرى بالفعل أن لدى المواطنين الكثير من الأسئلة خاصة فيما يتعلق بأحداث كولونيا ... ولكن الائتلاف الحكومي رد على هذه الأحداث ... لقد وافقت الحكومة قبل بضع أيام على تشديد اللوائح القانونية الخاصة بترحيل الأجانب المدانين بجرائم".
وأضافت أن "دور الحكومة ليس طرح الأسئلة على الدوام والتعبير عن هموم الناس، بل محاولة البحث عن حلول لهذه الهموم".
وحذر رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي المشارك في الائتلاف الحكومي زيغمار غابرييل ، يوم الأربعاء, من حدوث توترات اجتماعية إذا لم تقم الحكومة بما يكفي من أجل مواطنيها لإزالة أسباب هذه التوترات.
وأوضحت المستشارة ميركل أن "دوركم ودور الحكومة يتمثل في السيطرة على الأمور بأسرع وقت ممكن حتى يتولد لدى المواطنين انطباع بأنه يتم ترتيب الأوضاع وتوجيهها اللاشرعية تتحول إلى شرعية", مشددة على ضرورة "خفض أعداد اللاجئين بشكل ملموس".
من جهتة ، أعلن نائب من مقاطعة بافاريا الألمانية، حيث يصل اللاجئون لدخول البلاد، أنه "أرسل الخميس حافلة تقل 51 لاجئاً سورياً إلى مبنى المستشارية في برلين احتجاجاً على سياسة الأبواب المفتوحة التي تنتهجها ميركل".
وأوضح حاكم منطقة لاندسهوت الريفية في بافاريا، بيتر دريير، في بيان أنه أراد "إرسال رسالة مفادها أنه لا يمكننا (استقبال المزيد) وعلينا ألا نستمر في سياسة استقبال اللاجئين هذه".
وأوضحت الوكالة الألمانية أن الحافلة، التي يفترض أن تصل اليوم الخميس إلى العاصمة الألمانية، تقل 51 سورياً تتراوح أعمارهم بين 21 و45 عاماً سبق أن حصلوا على صفة لاجئ في ألمانيا، و"سجلوا أسماءهم (متطوعين) للذهاب إلى برلين".
وأشارت الوكالة إلى أنه لم يصدر أي رد فوري من المستشارية الألمانية، إلا أن منظمة "برو آزول" المدافعة عن حقوق المهاجرين اعتبرت أن هذه المبادرة "تستغل محنة اللاجئين للدعوة إلى إغلاق الحدود".
وقال رئيس المنظمة، غونتر بوركهاردت، لقناة (إن 24) التلفزيونية الألمانية "نحن نحول الأشخاص إلى ذرائع لتقديم صور للإعلام".
ويشار الى ان ميركل جددت مؤخرا رفضها لوضع حد أقصى لأعداد اللاجئين في ألمانيا, بعد أيام من قولها إن اللاجئين يمثلون "فرصة" لبلادها, بالرغم من أن أعدادهم تجاوزت "المليون" شخص, وكانت المستشارة تعهدت الشهر الماضي بخفض تدفق عدد اللاجئين الذين يدخلون بلادها بشكل ملحوظ.
وتسبب تدفق اللاجئين إلى أوربا خلال العام الماضي بأزمة لجوء "غير مسبوقة" دفعت دول عدة لاتخاذ إجراءات تهدف لمعالجة الأزمة وسط غياب التوافق الأوربي على رؤية موحدة للحل, وكانت ألمانيا من أكثر الدول الأوربية استقبالا للاجئين، حيث بلغ عددهم بحسب الحكومة الألمانية، منذ بداية عام 2015 أكثر من مليون شخص, حيث أعلن المكتب الفيدرالي الألماني للمهاجرين واللاجئين مؤخرا أن عام 2015 وعلى المستوى الفيدرالي، تم تسجيل 1.1 مليون طلب لجوء, وذلك يعد رقماً قياسياً وهو أكبر بخمس مرات من العدد الذي سجل في 2014.
سيريانيوز