كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يوم الاثنين، ان واشنطن تطرح شروطاً إضافية للبدء بتنفيذ الاتفاق الروسي الأمريكي حول سوريا، معتبراً ان اجتماع مجلس الأمن الأخير كان بهدف صرف الانتباه عن غارة التحالف في دير الزور.
وقال لافروف في مقابلة مع قناة "إن تي في" الروسية، ان "الأمريكيين يطرحون شروطا إضافية للبدء في تطبيق الاتفاقات الروسية الأمريكية حول سوريا", مؤكدا تمسك بلاده بـ "الاتفاق مع واشنطن بشأن سوريا، اذ من السابق لأوانه اعتبار الاتفاق ميتاً".
وتوصلت موسكو وواشنطن مؤخرا لاتفاق هدنة في سوريا, في محاولة جديدة لإنهاء النزاع المستمر في البلاد منذ أكثر من خمس سنوات, دخلت حيز التنفيذ منذ اول ايام عيد الاضحى, واستمرت اسبوعا, في وقت تبادلت القوات النظامية ومصادر معارضة مراراً, الاتهامات بخصوص "خرق نظام الهدنة", حتى اعلن الجيش النظامي الاثنين الماضي عن انتهائها, وسط مساعي دولية لاحياء الهدنة.
وجدد لافروف اتهام الغرب بقيادة الولايات المتحدة بـ "عدم النجاح بتطبيق التزاماته في سوريا".
وينص اتفاق الهدنة في سوريا بين روسيا وأمريكا، في أحد بنوده على أن تعمل واشنطن من أجل الوصول الى فصل المعارضة "المعتدلة" عن التنظيمات الإرهابية، الأمر الذي تصر موسكو على تنفيذه وتتهم واشنطن بالتقصير فيه.
وأعرب لافروف عن اعتقاده بان العسكريين الأمريكيين ربما لا يصغون لـ أوباما، مرجحا أن يكون الاجتماع الأخير لمجلس الأمن يهدف إلى "صرف الانتباه عن غارة التحالف بدير الزور".
وكان مجلس الأمن الدولي عقد يوم الأحد جلسة خاصة لبحث التصعيد العسكري في حلب، بطلب من بريطانيا وفرنسا وامريكا، حيث شهدت الجلسة تبادل اتهامات بتأجيج العنف في سوريا.
وتساءل لافروف "لماذا عقدوا اجتماعا طارئا لمجلس الأمن؟ إنني أعتقد أن الغرب لا ينجح في تطبيق التزاماته (بشأن سوريا)"، مشيرا الى أن الهدف الحقيقي وراء الاجتماع كان يكمن في صرف الانتباه عن غارة التحالف الذي تقوده واشنطن على مواقع الجيش النظامي في دير الزور يوم 17 أيلول.
ونفذ طيران التحالف, بقيادة واشنطن, يوم الاحد, غارات على أحد مواقع الجيش النظامي في جبل الثردة بريف دير الزور, حيث اعلنت موسكو ان القصف اسفر عن مصرع اكثر من 62 جنديا واكثر من 100 جريح, في حين اعلن الجيش الامريكي ان التحالف لم يتعمد استهداف الجيش السوري.
وأكد الوزير للروسي أن "موسكو تصر على إجراء تحقيق دقيق في ملابسات استهداف قافلة مساعدات إنسانية في حلب يوم 19 أيلول".
وتعرضت شاحنات اغاثة بريف حلب لقصف مؤخراً, مما ادى الى مقتل عدة اشخاص بينهم مدير مركز الهلال الاحمر السوري وعدد من الموظفين والمتطوعين الآخرين, في حادثة وصفتها مصادر معارضة "بالمجزرة" وسط اتهامات للجيش النظامي وسلاح الجو الروسي بارتكابها, الامر الذي نفته الحكومة السورية وموسكو.
سيريانيوز