الاخبار السياسية
منظمة العفو الدولية: الأكراد يشنون حملة لطرد العرب من شمال العراق
مقارنة صورة الأقمار الصناعية تكشف مدى الدمار في قرية جميلي العراقية, تاريخ صورة ما قبل 23 حزيران 2014 , تاريخ صورة ما بعد 20 كانون الأول عام 2015.
قالت منظمة العفو الدولية في تقرير جديد نُشِرَ يوم الأربعاء, أن قوات "البيشمركة" التابعة لحكومة إقليم كردستان والقوات الكردية في شمال العراق هدمت باستخدام الجرافات، ونسفت، وأحرقت آلاف المنازل في محاولة، على ما يبدو، لتهجير سكان المجتمعات العربية رداً على دعمهم لتنظيم (داعش), فيما قد يشكل ذلك "جريمة حرب".
وأوضحت المنظمة أن التقرير الذي نشرته على موقعها الالكتروني، وعنوانه (هجروا و جردوا من كل ما يملكون: النزوح القسري والتدمير المتعمد في شمال العراق) يستند إلى بحوث ميدانية أجرتها المنظمة في 13 قرية وبلدة وإفادات جمعتها مما يزيد على 100 من شهود العيان وضحايا النزوح القسري, وتدعم التقرير صورٌ ملتقطةٌ بالأقمار الصناعية تكشف عن أدلة على تدمير واسع النطاق نفذته قوات "البيشمركة"، أو في بعض الحالات، وجماعات إيزيدية وجماعات كردية مسلحة من سوريا وتركيا تعمل بالتنسيق مع قوات "البيشمركة".
وأضافت المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان إنها تملك أدلة على وجود "حملة منسقة" يشنها الأكراد لطرد السكان العرب انتقاما من تأييدهم المتصور لتنظيم الدولة الإسلامية التي اجتاحت ثلث الأراضي العراقية في صيف عام 2014, حيث تمكنت قوات البشمركة الكردية من صد المقاتلين في شمال العراق بدعم من الضربات الجوية التي يشنها تحالف تقوده الولايات المتحدة وبسطوا سيطرتهم على أراض تعيش فيها أعراق مختلفة ويزعمون أنها أراضيهم.
وقالت كبيرة مستشاري التعامل مع الأزمات في منظمة العفو الدولية دوناتيلا روفيرا "تقود قوات حكومة إقليم كردستان فيما يبدو حملة منسقة لتشريد المجتمعات العربية عمدا بتدمير قرى بالكامل في المناطق التي انتزعوا السيطرة عليها من داعش في شمال العراق", مضيفة أن "النزوح القسري للمدنيين والتدمير المتعمد للمنازل والممتلكات دون مبرر عسكري قد يصل إلى جرائم حرب."
وأضافت روفيرا "من واجب قوات حكومة إقليم كردستان العراق أن تجعل الأشخاص الذين يشتبه بأنهم ساعدوا وحرضوا على جرائم ( داعش) يخضعون لمحاكمات عادلة, لكن يجب ألا تعاقب مجتمعات بأكملها على جرائم ارتكبها بعض أفرادها أو تستند إلى شكوك غامضة وتمييزية ولا أساس لها بأنهم يدعمون داعش."
و أكدت على أنه "لا بد لحكومة إقليم كردستان أن تضع على الفور حداً للتدمير غير المشروع لمنازل المدنيين وممتلكاتهم، وأن توفر جبر الضرر الكامل لكل المدنيين الذين هُدِمَت منازلهم أو نُهِبَت, وينبغي السماح للمدنيين الذين هُجِّرُوا قسراً بالعودة إلى ديارهم في أقرب وقت ممكن".
وأشارت منظمة العفو إلى أن " القوات الكردية تمنع السكان العرب الذين فروا من منازلهم من العودة إلى المناطق التي سيطرت عليها".
وحثت المنظمة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بالتأكد من أن أي مساندة يقدمها لحكومة إقليم كردستان العراق لن تدعم الانتهاكات التي وصفتها بأنها محاولة عكسية لحملة التعريب التي قام بها صدام حسين حين طرد آلاف الأكراد.
من جهته, قال رئيس لجنة الرد على التقارير الدولية في حكومة إقليم كردستان دندار زيباري أن " الأضرار التي وردت في وثيقة منظمة العفو كانت نتيجة المعارك بين البشمركة وتنظيم داعش إلى جانب الضربات الجوية والكمائن التي خلفها المتشددون".
وفيما يتعلق بتهجير العرب قسرا ,أوضح زيباري أن "التحالف طلب إبعاد المدنيين عن المناطق القريبة من جبهات القتال وإن الأكراد أيضا منعوا من العودة لبعض القرى التي تمت استعادة السيطرة عليها حرصا على سلامتهم", لافتا إلى أن "إقليم كردستان استضاف 700 ألف عربي هربوا من العنف في باقي أنحاء العراق".
وتعمل القوات العراقية جماعات موالية لها مع قوات "البيشمركة" الكردية، على استعادة السيطرة على المناطق التي دخلها تنظيم "داعش" في البلاد، وذلك بدعم جوي من التحالف الذي يشن غارات جوية على مواقع التنظيم في العراق منذ أيلول العام الماضي.
ويستولي تنظيم "داعش" على عدة مناطق في العراق ويفرض قوانين صارمة بحق الأهالي في المناطق الخاضعة لسيطرته كما يمارس انتهاكات بحقهم من تهجير وقتل واعدامات.
سيريانيوز