قالت مؤسسة بحثية أوروبية، يوم الأربعاء، إن فرصة المواجهة "غير المقصودة" بين القوى الخارجية النشطة في سوريا زادت مع تحول الصراع إلى "حرب بالوكالة"، تتأثر على نحو متزايد بالقوى الخارجية.
وجاء في ورقة بحثية صادرة عن مؤسسة بحثية تضم خبراء بينهم صناع سياسة روس سابقون ووزراء أوروبيون سابقون ومخططون عسكريون، "في الأشهر الأخيرة تفاقم خطر تحول هذه الحرب بالوكالة إلى صراع بين الدول."
وتتخذ كل من روسيا وإيران موقفاً داعماً للنظام وتقدم له الدعم "العسكري والاستشاري"، بينما تقدم أمريكا وبعض دول الخليج وتركيا دعماً متنوعاً لفصائل عدة من المعارضة السورية.
وأشارت الورقة البحثية إلى حادثة إسقاط تركيا لطائرة حربية روسية بحجة انتهاك مجالها الجوي في تشرين الثاني الماضي، ودعت جميع الدول إلى تجنب أي إجراءات قد يساء تفسيرها على أنها هجوم مباشر على قوات الدولة الأخرى.
وأضافت "أظهر إسقاط الطائرة الروسية سوخوي-24 بوضوح أن المواجهة المباشرة لم تعد غير معقولة حتى لو كانت التكاليف كارثية."
وشهدت العلاقات التركية الروسية توتراً، إثر حادثة إسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا بتهمة انتهاك مجالها الجوي.
واعتمدت الورقة البحثية على أحدث تقرير للجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا حيث تطور الصراع إلى "حرب بالوكالة متعددة الأطراف تدار من الخارج عبر شبكة معقدة من التحالفات."
وأوضح التقرير أن خطر حدوث صراع عرضي، تضاءل بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في شباط الماضي، منوها إلى إن عددا من الدول تفترض فيما يبدو، أن لديها المجال لاتخاذ إجراءات أحادية صارمة في سوريا لأن "الطرف الآخر" سيمتنع عن المواجهة الفعلية، وبالتالي قد يثبت أن هذا الافتراض غير صحيح.
وقال التقرير "في نهاية المطاف ثمة خطر من وقوع حادث... حادث عسكري أو عمل غير مسموح به قد يشعل صراعا لاسيما في غياب قنوات اتصال فعالة."
ودخل اتفاق لوقف العمليات القتالية في سوريا حيز التنفيذ منذ 27 شباط الماضي، استثنى تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة"، عقب تبني مجلس الأمن لقرار يدعم اتفاق روسي امريكي يقضي بوقف اطلاق النار وايصال المساعدات للمناطق المحاصرة، واستئناف المفاوضات بين اطراف الصراع، إلا أن هذا الاتفاق يمر مؤخراً بمرحلة "صعبة" وسط استمرار تبادل الاتهامات بين الاطراف بخرق الهدنة، وتصعيد العمليات القتالية في عدة مناطق ابرزها حلب وريف اللاذقية.
كما توصلت واشنطن وموسكو لاتفاق "تهدئة" شمالي اللاذقية وضواحي دمشق, دخل حيز التنفيذ , منتصف ليل الجمعة- السبت, في ظل تصعيد في الأعمال القتالية بعدة مناطق لاسيما مدينة حلب, إلا أن هذا الاتفاق لم يشمل مدينة حلب، حيث رفضت روسيا الضغط على النظام لوقف هجماته في حلب بمبرر أنه "يحارب تنظيمات إرهابية".
سيريانيوز