أشاد نائب وزير الخارجية فيصل المقداد, يوم الاثنين, بقرار البيت الابيض إنهاء تسليح المعارضة السورية المسلحة, ووصفه بأنه "جيد", محدداَ أولويات المعارك المقبلة بالسيطرة على البادية السورية وصولا إلى دير الزور.
وأوضح المقداد, في مقابلة مع CNN،"أنا أعلق فقط على الأشياء المتعلقة بالوضع في الشرق الأوسط, نحن نؤمن بوجوب تصعيد الحرب على "داعش", ونؤمن أيضا أن قرار وقف البرامج السرية لتمويل الإرهابيين كان قرارا جيدا وقد قلنا ذلك من البداية".
وقرر الرئيس الامريكي دونالد ترامب في شهر تموز الماضي اغلاق برنامج دعم وتسليح المعارضة السورية بشكل نهائي, في خطوة تشير إلى تغيير جذري في سياسيته حيال سوريا.
واطلقت الولايات المتحدة ، أيار 2015، برنامجا لتدريب "المعارضة السورية المعتدلة" لقتال تنظيم "داعش"، حيث شهد البرنامج تعثرا اذ لم تستطع أمريكا تجنيد أكثر من 54 متطوعا لتدريبهم، من مجموع 5400 كان يفترض تدريبهم، وذلك بسبب إصرار أمريكا على جعل قتال "داعش" أولوية على قتال قوات النظام السوري، وهو ما ترفضه العديد من فصائل المعارضة السورية, وذلك بحسب تقارير اعلامية.
وطالب المقداد الطائرات الأمريكية "بوقف التحليق في سماء بلاده وأخذ إذن الحكومة السورية قبل تنفيذ عمليات ضد الإرهاب".
وكان المقداد حث امس في تصريحات له, الولايات المتحدة على وقف أنشطتها داخل سوريا قائلا إنه "يرى أن أفعالها غير قانونية وتتسبب في سقوط آلاف الأرواح".
ويدعم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش "قوات سوريا الديمقراطية" بضربات جوية وأشكال أخرى من المساعدات العسكرية في حربها لطرد التنظيم من سوريا.
وعن الغارة الأمريكية على مطار الشعيرات, اعتبر المقداد أن "الغارة لم تكن مبررة بالمطلق, ليس لدينا أسلحة كيماوية ولم نستخدمها لأنها محظورة ونعتبر استخدامها أمرا غير قانوني."
وشنت الولايات المتحدة, باوامر من الرئيس دونالد ترامب,هجمات صاروخية على قاعدة الشعيرات بحمص في شهر نيسان الماضي, على خلفية اتهامات للنظام السوري بشن الكيماوي على خان شيخون بادلب, الذي اودى بحياة عشرات الاشخاص, كما لوحت بالرد في حال التخطيط لشن أي هجوم جديد في سوريا.
واستنكرت سوريا, بحسب التصريحات الرسمية, الضربات الامريكية, داعية مرارا الى اجراء تحقيق محايد وموضوعي, نافية شنها اي هجوم بالكيماوي على البلدة, لكن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية افادت في تقرير لها مؤخرا، عن استخدام غاز السارين المحظور في هذا الهجوم.
وعن أولويات الحكومة السورية في المرحة الحالية, بين المقداد ان المرحلة تتضمن "تحرير البادية السورية وصولا إلى دير الزور بالتعاون مع الأصدقاء الروس وسائر الحلفاء, إذا كان هناك أحد يريد محاربة الإرهاب فعليه بموجب القانون الدولي أخذ موافقة الحكومة المعنية."
ويواصل الجيش النظامي, بمساندة الطيران الروسي, عملياته العسكرية في البادية ودير الزور ومناطق اخرى, محققا تقدما فيها, وتمكن من استرجاع العديد من المناطق والتلال وحقول النفط.
واشار المقداد الى ان "الحكومة السورية تدعم إعلان مناطق خفض النزاع وتعمل على المزيد من المصالحات المحلية".
وتم في الاونة الاخيرة التوصل لعدة اتفاقات تقضي بخفض التصعيد في عدة مناطق بسوريا, بالتوازي مع عمليات مصالحة والتي يعتبر النظام السوري بانها أفضل طريقة لانهاء الحرب, لكن مصادر معارضة تعتبر بأن النظام ينتهج , من خلال هذه الطريقة, ممارسات التهجير القسري والتغيير الديمغرافي .
سيريانيوز