قال رئيس عمليات الصليب الأحمر في الشرق الأدنى والأوسط روبير مارديني, يوم الثلاثاء, أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر باتت تسلم مساعدات لأعداد أكبر من المدنيين السوريين وتزور أعدادا أكبر من المعتقلين في سجون النظام لكن الوضع لا يزال "مأساويا" في المناطق المحاصرة.
ونقلت وكالة (رويترز) عن مارديني, قوله أن "اللجنة مستعدة للعب دور في تسهيل أي عملية لتبادل السجناء إذا وافقت الأطراف المعنية على ذلك", مضيفا "سوف نكثف عملياتنا في سوريا, هذا أمر مشجع لأننا قادرون على مساعدة المزيد من الناس وندعو جميع الأطراف لتسهيل ذلك أكثر."
وتابع أن "الصليب الأحمر سلم خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي مساعدات غذائية لنحو 2.6 مليون شخص في سوريا أي أكثر بنسبة 60 بالمئة عما فعل في الربع الأول من 2015".
وكشف مارديني عن أن مسؤولي الصليب الأحمر قاموا بتسع زيارات لسجون مركزية تديرها الحكومة العام الماضي فيها أكثر من 15 ألف معتقل وقاموا بزيارتين هذا العام لسجون فيها ما يقرب من ألفي معتقل, والصليب الأحمر هو الهيئة الوحيدة التي تدخل منشآت الاعتقال التابعة للحكومة التي يعتقد أن أكثر من مئة ألف شخص محتجزون بها.
وكان رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر مورير، قال في وقت سابق, أنه طلب من السلطات السورية السماح لمنظمته بزيارة المزيد من السجون, مضيفا "زرنا سابقاً تسعة سجون و نود أن نزور أماكن اعتقال أخرى , وكان هذا هو الغرض من المحادثات التي أجريتها مع السلطات.
وتابع مارديني أن "كل هذا يمكننا من التواصل الدائم ومراقبة ظروف الاعتقال والعمل من أجل تحسينها", لكنه رفض الكشف عن تفاصيل النتائج السرية التي توصل إليها الصليب الأحمر.
وكتب الخبراء المكلفون من قبل مجلس حقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة في تقريرهم الأخير، أن معتقلين تعرضوا للضرب حتى الموت أو قضوا متأثرين بإصاباتهم أو بسبب التعذيب، حيث بلغ عدد من قتل من المعتقلين خلال أربع سنوات ونصف حولي ستة آلاف معتقل, مؤكدين أن وفاة المحتجزين في السجون "على نطاق واسع" يصل إلى حد تطبيق الدولة سياسة "إبادة للسكان المدنيين"، ما اعتبرته "جريمة" ضد الإنسانية.
وأوضح مارديني أن اتفاق وقف الاقتتال الذي أعلن في 27 من شباط كان "بصيص أمل قصير الأجل" حيث طغى عليه تصاعد القتال خلال الأسابيع الثلاثة الماضية, مشيرا إلى أن "الوضع الإنساني مأساوي في أرجاء سوريا وبصفة خاصة في المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها."
ووصلت الأمم المتحدة والصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري إلى بعض المناطق المحاصرة منذ بدء اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي ساهم في تقليل العنف في مناطق بغرب سوريا.
ولفت مارديني إلى أن الصليب الأحمر نفذ هذا العام 14 عملية تسليم مساعدات لمناطق ساخنة بينها مدينة حلب المقسمة, موضحا "تحسنت قدرتنا على تنفيذ مثل هذه العمليات بسبب تطور حوارنا مع جميع الأطراف."
وشهدت مدينة حلب مؤخراً تصعيداً في العمليات العسكرية والقصف مما أدى لسقوط عشرات القتلى و الجرحى, حيث انقضت "التهدئة" في مدينة حلب ليل الخميس الماضي، بعد تمديدها مرتين، وكانت الأخيرة قد أسهمت في تقليص المعارك، إلا أن قصفاً متبادلاً سبق انتهاء الهدنة استهدف أحياء في المدينة.
وتقع حوالي 18 منطقة في سوريا تحت الحصار، إما من قبل النظام أو من فصائل معارضة وكتائب إسلامية أو تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ويأتي في مقدمتها مدينة دير الزور شرقي سوريا، وبلدات معمضية الشام وداريا ومضايا والزبداني وبقين والغوطة الشرقية بريف دمشق، إضافة إلى بلدات الفوعة وكفريا بريف إدلب.
سيريانيوز