تركيا: اتفاقات "وقف النار" بسوريا "حبر على ورق".. وعلى النظام وروسيا وقف "هجماتهم" ضد المدنيين

اعتبرت تركيا, يوم الاثنين, أن جميع الاتفاقيات المبرمة بخصوص وقف "الأعمال القتالية" في سوريا هي "حبر على ورق", في ظل تواصل "الهجمات واستهداف المدنيين "من قبل النظام السوري وروسيا.

اعتبرت تركيا, يوم الاثنين, أن جميع الاتفاقيات المبرمة بخصوص وقف "الأعمال القتالية" في سوريا هي "حبر على ورق", في ظل تواصل "الهجمات واستهداف المدنيين "من قبل النظام السوري وروسيا.

ونقلت وكالة أنباء (الأناضول) عن الناطق باسم الخارجية التركية، طانجو بيلغيج، قوله, خلال مؤتمره الصحفي, إن "المأساة الإنسانية" في سوريا، بلغت ""حداً لا يُصدّق", وكافة الاتفاقيات المبرمة حول وقف الاشتباكات في سوريا، تظل "حبراً على ورق", متهما النظام السوري وروسيا "باستهداف المدنيين وقتلهم", داعيا لوقف "هجماتهما".

وأشار بيلغيج الى ان "هدف تركيا الرئيسي هو التوصل إلى اتفاق حقيقي لوقف إطلاق النار في سوريا، بدل القيام بتصرفات من شأنها تضليل الرأي العام, وهي تعمل مع الهيئة العليا السورية للمفاوضات المعارضة من أجل تحقيق هذا الهدف".

وتوصلت روسيا والولايات المتحدة الأمريكية لاتفاق, في وقت سابق, حول توسيع نطاق "وقف إطلاق النار" في سوريا ليشمل مدينة حلب, بعد أيام من توصل البلدين لاتفاق "تهدئة" تشمل شمالي اللاذقية وضواحي دمشق, على خلفية التصعيد العسكري الغير مسبوق لاسيما في حلب, مما أدى إلى سقوط العشرات من القتلى والجرحى ودمار في المباني, وسط اتهامات للنظام والطيران الروسي المسؤولية عن ذلك.

وأشار بيلغيج إلى أنّ "امتناع النظام السوري عن طرح ملف الانتقال السياسي للنقاش، والدعم القوي الذي يلقاه من موسكو في هذا الخصوص، أدّى إلى انتهاك كافة اتفاقات وقف الاشتباكات، وزاد من الاعتداءات المتكررة ضدّ المدنيين".

وتشهد "الهدنة" الشاملة في سوريا , والتي دخلت حيز التنفيذ اعتبارا من 27 شباط الماضي, بعد أن توصلت موسكو وواشنطن إلى الاتفاق بشأنها, تراجعا كبيرا", في ظل تصاعد وتيرة الأعمال العسكرية ، حيث تتبادل الأطراف اتهامات بالمسؤولية عن وقوع خروقات مستمرة.

وعن مفاوضات جنيف حول سوريا, أكد بيلغيج "رغبة أنقرة في استمرار المباحثات، وتشجيعها وفد المعارضة للبقاء في طاولة المحادثات , بالتزامن مع وقف العنف والبدء بمرحلة الانتقال السياسي".

وتسعى  عدة دول والأمم المتحدة لحل الأزمة السورية, حيث أعلنت عن استمرار محادثات جنيف, رغم قرار "هيئة التفاوض" تعليق مشاركتها,  والخلافات التي شهدتها جولات جنيف السابقة بين وفدي النظام والمعارضة حول الانتقال السياسي ومصير الأسد.

وحول محاولات موسكو إشراك تنظيم "ب ي د" ( الذراع السوري لمنظمة بي كا كا) في مفاوضات جنيف, قال بيلغيج إن "أجندة موسكو في سوريا معروفة، فهم يدعون علنا لإشراك "ب ي د" في المفاوضات جنيفوالكل يعلم أنّ "ب ي د" و "بي كا كا" لا يمثلان الأكراد، ومجرد الدفاع عن فكرة إشراك "ب ي د" يعد محاولة لتقليل التمثيل الكردي في جنيف، والموقف الروسي هذا لا يمكن اعتباره إلّا دعماً للإرهاب".

 وتعتبر مشاركة الأكراد في مفاوضات السلام السورية نقطة خلاف بين الدول، حيث تصر تركيا على موقفها المعارض لمشاركة المكون الكردي وتحديدا "حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي  الذي تصنفه كمنظمة "إرهابية"، في حين تدعم كل من روسيا والولايات المتحدة المشاركة الكردية في الحوار، علماً أنه لم تتم دعوتهم للمفاوضات في جنيف عند انطلاقها , إلا أن دي ميستورا لم يستبعد دعوتهم للانضمام إليها لاحقاً.

وبخصوص مكافحة "داعش", أوضح الناطق باسم الخارجية التركية أنّ تركيا "تسعى لإبعاد التنظيم عن حدودها، وأنها تتعاون مع التحالف الدولي لتحقيق هذا الهدف".

وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اتهم, الأحد, دول التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بأنها تركت تركيا "وحيدة" في مواجهة "الإرهابيين" الذين شنوا هجمات عدة على أراضيها.

وتتعرض بلدات تركية حدودية  لإطلاق نار وسقوط قذائف من حين لآخر مصدرها الجانب السوري, قالت تركيا إن مصدرها تنظيم "داعش",  وتم "الرد بالمثل" على مصادر النيران.

وفيما يخص الاتفاق المبرم بين تركيا والاتحاد الأوروبي بشأن إعادة قبول المهاجرين غير القانونيين، بين بيلغيج أن "السلطات اليونانية أعادت حتى اليوم 396 مهاجراً بينهم 14 سوريا إلى تركيا، التي أرسلت بدورها 125 لاجئاً سورياً إلى كلٍّ من ألمانيا وهولندا، والسويد، وفنلندا، وليتوانيا".

وتوصل الاتحاد الأوروبي وتركيا إلى اتفاق "نهائي" يقضي بمنع عبور أي لاجئ بطريقة غير شرعية من تركيا إلى اليونان، وإعادة جميع اللاجئين الموجودين في اليونان، واستبدالهم بآخرين من مخيمات اللجوء في تركيا.

ويهدف الاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي الذي أبرم في بروكسل الشهر الماضي إلى تسريع إجراءات طالبي اللجوء من الواصلين الجدد إلى اليونان لكن من ترفض طلباتهم يعادون إلى تركيا, ويشمل الاتفاق كذلك حق الطعن في أي قرار بإعادة الأفراد إلى تركيا.

ومنذ إقرار اتفاق الهجرة مع تركيا , وصلت, بداية شهر نيسان, دفعة أولى من المهاجرين المعادين من جزيرة ليسبوس اليونانية إلى تركيا، عبر ثلاث سفن، في خطوة أتت بعدما أقر البرلمان اليوناني,  قانونا يسهل إعادة المهاجرين إلى تركيا, كما وصلت  أول مجموعة من اللاجئين السوريين إلى ألمانيا، على متن طائرة قادمة من تركيا، وذلك تطبيقاً للاتفاق التركي الأوروبي.

سيريانيوز


المواضيع الأكثر قراءة

SHARE

close