أكد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، الثلاثاء, أن محاربة الإرهاب لا يعد "بطاقة دخول" إلى سوريا والبقاء فيها لبعض الدول بعينها أو التحالفات .
ونقلت قناة (روسيا اليوم) على موقعها الالكتروني, عن غاتيلوف في معرض تعليقه على تصريحات لوزير الدفاع الأمريكي، بشأن تواجد القوات الأمريكية في سوريا، أنه "لا يحق للأمم المتحدة السماح بالتواجد العسكري على أراضي الدول.. محاربة الإرهابيين، ليست بطاقة (دخول) لبعض الدول بعينها أو التحالفات من أجل الوجود العسكري في سوريا ".
وأضاف أنه "تصريح غريب، لأن الأمم المتحدة لا يمكنها التعامل مع مثل هذه المسائل، إن سوريا دولة ذات سيادة، ودولة مستقلة، وفقط الحكومة السورية والسلطات يمكنها تحديد ودعوة قوات دول أخرى الى أراضيها، والأمم المتحدة لم تعطي مثل هذا الحق
وكان وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، أعرب في وقت سابق، عن اعتقاده بأن الأمم المتحدة سمحت للولايات المتحدة بالدخول إلى أراضي سوريا.
وقال ماتيس في حديث له مع الصحفيين في البنتاغون معلقا على الأساس القانوني لتواجد الجيش الأمريكي في سوريا "أعلنت الأمم المتحدة أننا نستطيع، من حيث المبدأ، ملاحقة تنظيم داعش ونحن بالفعل هناك في سوريا من أجل تدميره ".
وطالبت وزارة الخارجية والمغتربين, في وقت سابق من يوم الثلاثاء, بانسحاب فوري للقوات الأمريكية من الأراضي السورية, واصفة مجدداً تواجده بأنه "عدوان" ويمثل "انتهاك" لسيادة البلاد, كما أنه "يطيل من أمد الأزمة", وذلك تعقيباً على تصريحات وزير الدفاع الأمريكي, والذي اشترط إتمام عملية التسوية مقابل خروج قوات بلاده من سوريا .
وفيما يخص التسوية السياسية في سوريا، قال غاتيلوف، أنه "أبلغ المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، بأن روسيا تنوي عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في بداية كانون الأول المقبل".
وأكد غاتيلوف أن هدف روسيا من "أستانا" ومؤتمر الحوار الوطني السوري، هو تسريع التسوية السورية وليس خلق بديل عن مفاوضات جنيف.
وأشار إلى أن دي ميستورا أبلغه بأنه سيخبر الأمين العام للأمم المتحدة حول مبادرة عقد المؤتمر الوطني السوري ليتخذ بعد ذلك القرار حول المشاركة فيه.
وتم الإعلان سابقاَ عن عقد "المؤتمر الوطني للحوار السوري" في18 تشرين الثاني في سوتشي الروسية، بمشاركة أكثر من ألف شخص, من ممثلي الحكومة السورية والقوى الموالية لها، وكذلك من مختلف الفصائل المعارضة.
ووجهت روسيا الدعوات لعدة أطراف منها الأكراد للمشاركة في مؤتمر سوتشي، معتبرة أن المؤتمر أول محاولة لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254, حيث أعلنت الأمم المتحدة أنها لم تحدد موقفها بعد من المشاركة, فيما علقت فرنسا بان محادثات جنيف هي المنتدى الوحيد والمعتمد من قبل المجتمع الدولي لكي يتم مناقشة الحل السياسي للأزمة السورية
ونشرت وزارة الخارجية الروسية، في وقت سابق, قائمة بالمنظمات والأحزاب التي دعيت للمشاركة في مؤتمر "شعوب سوريا" المقرر عقده الشهر الجاري في سوتشي, لكن "هيئة التفاوض" و "الائتلاف الوطني" رفضتا المشاركة, فيما قلل مجلس "سوريا الديمقراطي" الكردي من أهمية هذا الاجتماع.
وأضاف غاتيلوف، أن روسيا تدعم مبادة الرياض لعقد لقاء جديد بين المعارضة السورية، قائلا "إذا ما توج هذا الاجتماع بالنجاح وكانت وفود المعارضة أكثر تمثيلا مما كان عليه قبل الفترة الحالية، فيمكن توقع محادثات مثمرة بين وفود الحكومة والمعارضة".
وأعلنت السعودية الاثنين عقد مؤتمر "الرياض 2" الموسع للمعارضة السورية في الفترة بين 22 إلى 24 من الشهر الجاري.
وترفض "منصة الرياض" استمرار الرئيس بشار الأسد في السلطة, وهو أمر مخالف لمبادئ "منصة موسكو", أما الأولوية بالنسبة "لمنصة القاهرة" هو تحقيق انتقال سياسي مشترك بين الحكومة والمعارضة للتوحد من أجل محاربة "الإرهاب".
سيريانيوز