** كلما صرّح السعودي تصريحا ضد الحُكم في سورية (وما أكثرها) ، يُجيبهُ الإيراني ، أن الحُكم خطٌّ أحمر !. ثم يصبُّ كلٍّ منهما الزيت على النار ، لاسيّما أن لدى الطرفين الكثير من النفط والزيوت !! فالسعودي يُعزّز من إرسال السلاح والمال والإيراني يُعزِّز من إرسال المقاتلين ، وتشتعل ميادين الجبهات ، ويكتوي السوريون أكثر بنيران الحرب ، ونيران الغلاء والفقر والجوع ، ويغرقون أكثر في بحار الدّم ، ومياه المتوسّط !.
لماذا ؟ لأن السعودي والإيراني يتصارعان على الزعامة والنفوذ في المنطقة ، ولا يُقيمانِ وزنا لشعوبها ، فأصبحتْ جميعها رهينة للسياسات التوسعية والمصالح الخاصّة لنِظام ولي الأمر من جهة ، ونظام ولي الفقيه من جهةٍ أخرى !. وما " أروع " من نظام ولي الفقيه إلا نظام ولي الأمر ، فالنظامان دينيان محدودان يحصيان الأنفاس على البشر ، ومن خلال سُلطة المال يلعبان في الساحات الداخلية لِدول المنطقة ، ويستغلان حاجة وفقر هذه الشعوب للمال .. ومن خلال المال تمكنّ كلٍّ منهما أن يشتري الأنصار والموالين والمُصفّقين والمُهلّلين ، وليس من خلال رسالة المشاريع الحضارية التنويرية الحداثية في الحرية والديمقراطية والعَلمانية واحترام حقوق الإنسان ، وحقوق المرأة المساوية لحقوق الرجُل ، والتعددية الحزبية والسياسية !!
فهذه القيم الحضارية والمشاريع الحداثية لا وجود لها في عقول أتباع ولي الأمر ، ولا أتباع ولي الفقيه !. وكلٍّ منهما يدعم أتباعهُ خلافا لكلِّ قيم الإسلام التي يتغنّى بها ، مهما كان التابعُ ظالما وعلى باطل !. فالأخلاق والقِيم الإسلامية والإنسانية كلها دعسوا عليها وحلّتْ مكانها الكيدية والجكارة والمصالح الخاصّة !. وأخذوا بطريقهم هذه الشعوب دهسا كما فعل الإرهابي الذي دهس بحافلته عامّة البشر في مدينة نيس الفرنسية ليلة 24 تموز 2016 !.
**إن كان سقفُ مشروعِ وطموحاتِ السوريين الحضاري والحداثي في الحرية والديمقراطية والتعددية والحريات العامّة وحقوق الإنسان والتداول على السلطة ، وفي بناء سورية العصرية الحديثة في فصل الدين عن الدولة ، إن كان سقفُ كل ذلك هو السعودي أو الإيراني ، فبِئسَ من هكذا سقفٍ يصطدمُ رأسكَ به كيفما تحرّكت تحتهُ ، وبالتالي عليك أن تبقى محنيَ الظهر مدى الحياة !. كلّا في هذه الحالة سيكون أيّ سقفٍ آخرٍ ( مؤمن بالعَلمانية والديمقراطية والتعددية والتداول على السُلطة أفضل بأضعاف المرات حتى لو كان سقفٌ أمريكي) لأنهُ سيكون سقفا مرتفعا جدا تسودُ فيه سيادة القانون فوق رأس أكبر مسئول ويمكن للإنسان أن يتحرّك تحته كيفما يشاء في : الديمقراطية والحريات العامة وحقوق الإنسان والتعددية الحزبية والسياسية والثقافية والفكرية والدينية والعِرقية , ولا يمكن لأحدٍ أن يقفز فوق القانون مهما علا منصبهُ .. وووو ، عدا عن مفهوم العلمانية التي تحترم كل الأديان وتَفصل الدين عن الدولة وعن السياسة ، وهذه بِنظَر الآيديولوجية الدينية السعودية والإيرانية تُعتبرُ شِركا بالله !.
**لا نريد أن ينطبق علينا المثل الشعبي (تمخّضَ الجبلُ فولَدَ فأرا ) أو صامْ ، صامْ وفطِرَ على بصَلة !!. فلا يُعقلُ بعد كل ما جرى في سورية من موتٍ ودمارٍ أن يعود السوريون ليعيشوا تحتَ سقفِ حُكمٍ يشبهُ الحُكم السعودي ، أو يُشبه الحُكم الإيراني !! ولا تحتَ سقفِ حُكمٍ يشبهُ النهجَ الذي عشناهُ على مدى عقود !!.
**سورية الجديدة يجب أن تكون قبل كل شيء دولة القانون والمؤسسات والمعايير ، ودولة للجميع وليس لمجموعة من أهل السُلطة والنفوذ يسرحون ويمرحون في الدولة كيفما يشاؤون وكأنها مزرعة مملوكة لهُم ولا توجد مؤسسات قادرة على محاسبتهم ولا على تغييرهم !!. سورية الجديدة لا يجوز أن يشغل أحدٌ بها أيّ منصبٍ مهما دنَا أو علَا لأكثر من أربع سنوات ولِمرتين فقط لا ثالث لهما حتى ينتهي زمن احتكار السُلطة والمناصب بالدولة التي تبدو وكأنها كعكة كبيرة يتقاسمها طبقةٌ في البلَد مع الأصحاب والأهل والأقارب والأحباب ، ولا يجرؤ أحدا أن ينبث ببنتِ شفَة !!. على مدى 46 سنة لم نعرف في سورية إلا ثلاث وزراء للخارجية ، وكلما تغيّر أحدهم جيء بِأهزلِ منه !!.
**السُلطة مفسدة ، والسُلطة المُطلقة مفسدة مطلقة ، وأكبر وصفة للفساد والترهُّل والتخلُّف والظُلم والقهر وتحويل الدولة إلى مزارع خاصّة يتقاسم غِلالها طبقة من أهل الحُكم تربطهم المصالح أو القرابات والمحسوبيات ، هي وصفة عدم التغيير وبقاء الناس في المناصب بلا حدود زمنية ، وبلا حياة حزبية وسياسية ، وبلا انتخابات تعددية وديمقراطية حرّة تسمح بالتغيير !!. الأمر أشبهُ بِبُحيرةٍ من الماء لا تتغيّر مياههُا فتنمو بها كل أشكال الجراثيم والبكتيريا والطحالب وتتراكمُ الأوساخ والأوحال ، وتنبعث منها الروائح الكريهة والنتنة وتتسبب بالأمراض والعلل في المجتمع !!.
هذه قاعدة علمية ، كما قاعدة 1+ 1=2 !!.. التغيير هو سِمةُ وقاعدةُ الحياة ، ولا يجوزُ استثناء أحدٍ منهُ أيٍّ كان ، وفي أيِّ موقعٍ كان !!. وها قد عايشنا ورأينا كيفَ أدّى عدم التغيير لِزمنٍ طويلٍ في شرق أوروبا ، وفي الإتحاد السوفييتي السابق ، إلى الترهُّل والتخلُّف والتراجُع ، وحصول فجوة هائلة بين شرق أوروبا وغربها ، على كافة الأصعدة ، وكانت النتيجة انهيارٌ يُشبِه الزلزال لِأنظمةِ الحُكم في تلك الدول الشرقية ، وبدأت شعوبها تبني نفسها من جديد على قاعدة الديمقراطية والحريات العامة وحقوق الإنسان والتعددية الحزبية والسياسية والتداول على السلطة ، ووضعتْ أقدامها على الطريق الصحيح الذي يضمن لشعوبها الأمن والأمان والاستقرار والتقدُّم والازدهار ، وكلُّ ذلك من خلال الرغبة والرِّضا النابع من أعماق القلوب ، وليس ذاك الذي كان مفروضا بالقوة والخوف في زمن حُكمِ الحزب الواحد وشلّة المسئولين التي كانت ثابتة في كلِّ تلك البُلدان ولم تتغيّر على مدى عقودٍ طويلة ( إلّا إن غيّرها الموت) ، فكانت تبدو أنها بُلدانا مستقرّة ظاهريا ، ولكن الجمرَ كان يشتغلُ تحت الرماد إلى أن حان الوقتُ والتهبَتْ نيرانه عالية في كل أرجاء شرق أوروبا والإتحاد السوفييتي السابق !..
الأوطان ليستْ مُلكا لأحدٍ مهما كان حتى يبقى على رأسها بلا حدود زمنية !! إنها مُلكا لكلِّ أبنائها ولهُم جميعا الحق في المطالبة بالتغيير حتى لا تتحوَل إلى بحيرات راكدة كريهة ، وينعدمُ فيها كل مبدأ تكافؤ الفُرص والمساواة وتبقى في حالة غلَيان وحروب وعدم استقرار !.. ليس من حقِّ أحدٍ أن يتصرّف بالقانون كيفما يشاء ، أو يصنع قوانين كيفما يشاء ، فترى شخصا في أعالي المسئولية وهو يقترب من الثمانين عاما وكلُّه عِللٌ وأمراض جسدية ونفسية ، بينما من هُم أكفأ وأصغر بعشرين عاما يقصونهم إلى بيوتهم !!. ما هذا القانون العنصري الذي يسمح بذلك !!. حينما لا يكون القانون عادلا فمن حق الناس رفضهِ !. فالشرط الأول للقانون أن يكون عادلا ولا استثناء به ، ولكن حينما يخضع للاستثناء فلا يعود اسمه قانونا !.
** تلكَ الأهداف النبيلة المُشارُ إليها ، ليست مؤهلة لا إيران ولا السعودية لمساعدة الشعب السوري في تحقيقها ، لأنها أصلا تتعارض مع كل مفاهيمهما للحُكم ،، وهما تريدان أنظمة حُكم متخلِّفة كما هُم ، تتبع لهم وتأتمر بأوامرهم وتخدم مصالحهم !. كلٍّ منهما يريدُ أتباعا في كل المنطقة على غرار أتباعِ كلٍّ منهما في لبنان ، وهذا لا يمكنُ أن يكون مقبولا في سورية ، حتى وإن كان السعودي والإيراني يسرحان ويمرحانِ بها اليوم على راحتيهما ، كما كانت سورية تسرح وتمرح أيام زمان على راحتها فوق الأرض اللبنانية !!.
لا يمكنُ أن أهضمَ تصريحات هذا أو ذاك أنه يقاتلُ في سورية دفاعا عن بلادهِ هُوَ !!. ما علاقة القتال في سورية بالوضع في إيران أو في السعودية اللتان تبعدان كثيرا جدّا عن سورية ؟. ثُم من هي القوى التي تُهدّد كلٍّ منهما ؟.السعودية على علاقة طيبة مع كل دول الغرب ودول العالمين العربي والإسلامي !!. وإيران لا أحدا يهددها إلا بالكلام ، وهي تعي ذلك جيدا ، ولو كان هناك تهديد جدّي لإيران لَمَا عقدوا معها صفقة النووي !!. القيادة الإيرانية تستخدم بعبع التهديد لأسباب داخلية صرفة ، ليس إلّا ، وهي تعرف أن مسألة التهديد هي لُعبة إعلامية فقط ، كما لُعبة الإعلام والتهجمات بين مُرشّحي الرئاسة الأمريكية !!.
**ياليتَ كلٍّ من السعودية وإيران تنتقل من النظام الإسلامي الديني الحالي إلى النظام الديمقراطي العَلماني ، وتفصلُ بين الدين والدولة !!. فالربط بين الدين والدولة والسياسة هو أكبر مهانة للدين ، لأنه من أسُس العمل السياسي في هذا الزمن ، الكذب والخداع وانعدام الوفاء والتآمر والّلف والدوران وخدمة المصالح الخاصة ، واللجوء أحيانا للحروب والقتال والقتل وووو ، وكل ذلك لا ينسجم مع الدين الذي يتحدّثُ عن قيمٍ نبيلةٍ ومحبّةٍ وتسامحٍ ودعواتٍ لوقف الحروب وسفكِ الدماء ... ورجلُ الدين يفقد كل مصداقيتهِ الدينية حينما يمارس دور رجُل السياسة ، ويتحوّلُ إلى رجُل سياسة ، وبالتالي يبتعد عن كل القيم الدينية والأخلاقية !.
** قيام النظام الإسلامي في إيران (ووجود النظام السعودي الوهابي قبلهُ ) حفّزَ كل الدوافع الدينية في المنطقة ، وشجّع الحركات الإسلامية (السُنية) للتطلُّع إلى خلقِ دولٍ إسلامية سنّية على غرار دولة إيران الإسلامية الشيعية !. ونعرفُ كيف كانت إيران في وقتٍ ما ( وحتى قبل التغيير في تونس ومصر ) على علاقة طيبة مع كافة حركات الأخوان المسلمين في العالمين العربي والإسلامي !! وكانت علاقتها ممتازة مع الأخوان المسلمين في تونس ومصر والسودان وتركيا وغيرها ، وهُم من ابتعدوا عن إيران وليس العكس !..
*كيفَ يمكننا مقارنة أي رجُل دين مُسلِم ، يجمع بين الدين والسياسة ، مع بابا الفاتيكان الذي يدعو إلى القِيم الدينية الصحيحة والسليمة ، التي لا يمكن تطبيقها واحترامها ما لمْ يبتعد رجُل الدين عن السياسة !!. كيف يمكن أن تقولَ للحركات الإسلامية السُنية ممنوعٌ عليكم أن تؤسسوا دولٍ دينية بينما هُم يرون أن الشيعي أسّسَ دولة دينية ؟. كيف يمكن أن تقول لهم ممنوع تشكيل أحزاب دينية ، بينما إيران شكّلت أحزاب دينية !!.
*كل دولة دينية في المنطقة هي مشروع فتنة !!. ربطُ الدين بالسياسة وبالدولة هو بِحدِّ ذاته مشروع فتنة !!. ولذلك ها نحنُ نرى أن الفتنة في المنطقة نبتَتْ من الدولتين الدينيتين ، السعودية وإيران ، لأن كلٍّ منهما سعتْ للتمدُّد تحت يافطة الدِّين واللعبُ على وتر الدِّين ، وليس على وتَر الديمقراطية العلمانية ومفاهيم حقوق الإنسان الحديثة ، وكلٍّ منهما لهُ مفهومهُ لحقوق الإنسان نابعٌ من الآيديولوجيا الدينية فقط !.
*على إيران والسعودية ( وكل الإسلامويين الحالمين بدولة الخلافة) أن يرتقوا إلى مستوى هذا العصرِ وهذا الزمن ، ومفاهيم حقوق الإنسان في هذا الزمن !. فزمنُ الدُّول الدينية قد ولّى ، وزمنُ الخلافة لن يعود ، وقد كانت الدول الدينية فاشلة عبر كل تاريخ الدول والإمبراطوريات الدينية لِما سادها من حروب وتمييز وتهميش وإقصاء وعنصرية وظلم وقهر لِكُلِّ أصحاب الرأي الآخر ، أو لِكلٍّ المكونات الدينية التي تُشكِّلُ أقليات في الدول الدينية وليس لها نفس الحقوق!!. الدينُ لِدُورِ العبادة وللمجتمع ، وليس للدولة والسياسة !. هذا ما استخلصوهُ في أوروبا بعد قرونٍ من الدولة الثيوقراطية الدينية التي تسبّبتْ بالمآسي إلى أن وضعوا حدّا لذلك في اتفاقية ويستفاليا عام 1648 !. والمسلمون يحتاجون إلى ويستفاليا على غرار ويستفاليا الأوروبية يفصلون بها بين الدين من جهة وبين السياسة والدولة من جهةٍ أخرى ، وياليتَ منظمة التعاون الإسلامي تدعو لهكذا مؤتمر !! وإلا فلن يتوقّف هدرُ الدماء إلى أن يقوم يومُ القيامة !.
**إيران تعتقد بنفسها أنها وصية على الإرث الشيعي في العالم ، والسعودية تعتبر ذاتها وصية على الإرث السني في العالم ، وهذه أخذتْ أهل الشيعة رهينة ، وتلكَ أخذتْ أهل السنّة رهينة ، وأعادونا إلى زمن صِفِّين وكربلاء !!.
** أدعو كل عربي وكل مُسلِم (شيعي أم سني) عاقلٍ وواعٍ ومُنفتح ،أن يرفض وصاية إيران ووصاية السعودية ، ويرفض الِّلحى السعودية والذقون الإيرانية ، والبرقُع أو الجلباب السعودي والشادور الإيراني !!. فكليهما رمزٌ للتخلُّف وغير مؤهّلَين لقيادة المنطقة نحو المشاريع الحضارية !!.
**ولكن رغم كل ذلك فتقتضي الموضوعية وأسُس التحليل العلمي ، واحتراما للعقل والمنطق ، تقتضي القول ، أن النظام الديني في إيران يبقى أفضلُ بِأضعافٍ من ذاك المعمول بهِ في السعودية !. ويبدو وكأنهُ من درجة عشر نجوم قياسا ومقارنة بنظيرهِ السعودي !!. ولكن مع كل ذلك يبقى النظام الإيراني نظاما دينيا غير مؤهّلٍ لتقديم نموذجٍ حضاريٍ ديمقراطيٍ علماني تعددي ، تقتدي به شعوب المنطقة ونُخبِها المثقّفة الواعية !!. وكل مشروع سياسي لا يستندُ إلى العَلمانية التي استند إليها الغرب ، فسيبقى مشروعا متخلفا وقاصرا !.
** نعم تجري انتخابات رئاسية وبرلمانية في إيران كل أربع سنوات ، ويحصل تنافس ، ولكن كل ذلك يدورُ ضمن دائرةِ الدينِ فقط ، وضمن مفاهيم الثورة الإسلامية ، ولا مجالَ لِأحزابٍ ذات تطلعاتٍ يساريةٍ وعلمانية في الوجود !!. وحتى ضمن الدائرة الدينية ذاتها ، فقد تمّت مُحاصرة أصحاب العقول المنفتحة نسبيا !.
**طريق النجاح واضح جرّبهُ الغربُ قبلنا بزمنٍ طويلٍ وثبتَ نجاحهُ حتى اليوم ،، وطرق الفشل واضح ما زلنا نُجرّبهُ منذ قرونٍ وثبتَ فشلهُ حتى اليوم !!. طبقة رجال الدين (سُنّةً وشيعة) هي أكبر عائق أمام سَيرِ الشعوب في الطريق الصحيح لأن هذا لا يسمح لها بأن تتزعّمَ الأرض والسماء ، ولا تقود الدنيا والآخرة ، ولا تمسكُ المجد من طرفيه : الدين والسياسة .. أو الزعامة الروحية والزعامة السياسية ، وتستغلُّ الدين كي تُخيِّط وتُفصِّل كيفما تشاء في السياسة والدولة ، وبِما يخدم استمرارها واستمرار مصالحها واستعباد شعوبها إلى أبدِ الآبدين بالتعاون مع الحُكام !!.
**أتحدّى رجال الدين المشهورين في العالم العربي والعالم الإسلامي أن يُفصِح كلٍّ منهم عن ثرواته المنقولة وغير المنقولة وأين تُوجَد ؟. والقرضاوي في مقدمتهم !! وإن كانوا يدفعون حتى ما يتوجّب عليهم شرعا من زكاة !!. إنهم أكبر استعمار للعقل البشري ، يحشونهُ منذ الصِغر ، ويوما بعد يوم بِمُسلّماتٍ تَشلُّ من مقدرتهِ على التفكير الصحيح ، وتنسخُ الأجيال نسخا عن بعضها ، جيلا بعد جيل ، وكأنها أوراق عِملة !. وإلا لماذا وصلَ الغرب إلى هذا المستوى الحضاري الراقي ، بينما العرب والمسلمون عموما ينحدرون نحو الأدنى كل يوم ، والهُوّة تتّسع بينهم وبين الغرب كل يوم ؟. والبعض من المحسوبين على الإسلام لم يجدوا حلّا لذلك إلا بتنفيذ عمليات الإرهاب في الغرب وفي ذبح حتى رجال الدين في كنائسهم ، في سابقةٍ تعكسُ حِقدا غير موصوفٍ !!.ويخبرونك أن هدفهم هو هداية أولئك (الكُفار) و نشرُ الإسلام في الغرب وقتلُ كل من يقف عائقا أمام ذلك !!.
هذا بدلَ أن يعتمدوا نهج الحرية والنهجَ الديمقراطي والسياسي والعَلماني الذي أوصلَ الغرب إلى هذا المستوى الخيالي !!. باتوا في الغرب يُسيِّرون سيارات بدون سائق في شوارع المُدن ، ويُفكرون بصناعة طائرات مدنية ينفصل كبين الركاب فيها عن جسمِ الطائرة ويهبط بأمانٍ دون أن يتأذّى أحدٌ من الركاب إن تعرّضت الطائرة إلى خللٍ ما في الجو !!.وفي مجال الطُب وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات ، حدِّث ولا حرجْ !!. وماذا ابتدعَ دُعاةُ الخلافة الإسلامية ؟؟. ابتدعوا فصل الرأس عن الجسد ، وحرقِ الإنسانِ حيَّا !!. وكل ذلك كان بِـ "فضلِ أولئك (المشايخ) الذين غسلوا عقولَ أجيالٍ من المسلمين وحَشُوها كما الباذنجان ولكن بالحقد والكراهية والجهل والتخلُّف ، وتوجيهها بالطريق الضالِّ نحو القتل والتكفير ، حتى لا تعتمد على العقل والمحاكمة العقلية ، وتفلتَ من أيادي أولئك الشيوخ ومن أقفاصها وسجونها العقلية ، كما فلتَتْ شعوب الغرب بالماضي من أقفاص طبقة الكهنوت والكنيسة !!.
**يقول أبو العلاء المعري : إن الشرائع ألقت بيننا إحَنَاً + وعلمتنا أفانين العداوات !.. ويقول (توماس بين): "أعظم الآلام التي أصابت الجنس البشري هي تلك التي كانت لها جذور دينية"!!. وقد صدقَ أبو العلاء ، إبن الشرق ، وصدقَ توماس بين ، إبن الغرب !!.. فدَعُوا الدين لله ، واتّجهوا بِبُلدانكم وشعوبكم نحو العَلمانية الإيمانية التي تحترم الأديان كما هو حالُ الغرب واقتدوا بهِ في الفصلِ بين الدين والدولة ، بدلَ أن تذهبوا للانتحار في الغرب كي تُرغِموهُ أن "يقتدي" هُوَ بِكُم !!. وهل رأيتم ضريرا يقود سليم العينين ؟!. وهل يصحُّ أن يكون الجهلُ والتخلّف والتعصّب والتطرّف قدوة في الحياة ؟!. ومتى كانَ الجاهلُ قدوةً يقتفي الناس أثرهُ ؟!.
** أحترمُ إيران والسعودية كشعوبٍ وأوطانٍ ، ولكن لا أتّفق مع أنظمة حكمهما الدينية ، وأُحمِّلهما مسئولية نشوء كل ما أطلقوا عليه ( الصحوة الدينية ) وافتخارهم بذلك ، بينما هي في الحقيقة ليست إلا عودة إلى الخلف وها نحنُ ندفع الأثمان !!. أحترمُ كل الأديان ، وأنا مُسلم وأشهد كل يوم عشرات المرات أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ،، ولكن أدعو إلى اقتفاء طريق الغرب بالفصل بين الدين والدولة ، ولولا أن فعلوا ذلك لما كانت انتهت حروبهم الدينية حتى اليوم !!.
https://www.facebook.com/you.write.syrianews/?fref=ts