نظارة شمسية.. بقلم: ريهام الببيلي

أخفت وجهها وراء نظارةٍ شمسية، لكأنها تخاف على حُسنِها من الأعين الكثيرة المبعثرة حولها. ظنّت بأنها تستتر بها، لربّما تحميها..
 تسترق النظر، لعلّ عيناً غادرة لمحتها. ترتاح خلف هذا الستار، كأنّ عيونها وحدها هي التي تفضح هذا الجمال الآسر.. كأنّ النظّارة باتت قناعاً..

لو تدري أن كل مساعيها للتخفّي تبوء بالفشل الذريع...! و بأنها تلفت انتباه كل من تمرّ بهم..
 ترتبكُ أمام هذه النظرات الغريبة في بلاد غريبة.. تهرب منها كما لو أنها تعبث بمفاتنها..

عيونٌ ملتهمة أينما اتّجهَت! لن تسمح لها بالنيل منها.. فهي لا تنتمي لهذا المكان المتخم بالوحشة و لا يجوز لأحد هنا أن ينظر إليها! هي ليست مثلهم و لن تكون يوماً.. هناك في مكانٍ بعيدٍ بعيد.. كانت لا تأبه للآخرين.. حيث كانت تعيش بعنفوان بين من يشبهونها.. كانت تضع نظارتها الشمسية آنذاك حماية من الشمس و ليس من الناس!

غريبٌ كيف تتغير الأسباب و النظارة واحدة!!


المواضيع الأكثر قراءة

SHARE

close