دراسة: الفضول يؤدي غالباً إلى نتائج مؤلمة وغير سارة

يعتبر الفضول حافزاً قوياً يحثنا على القيام باكتشافات هامة واستكشاف المجهول، لكنه قد يؤدي إلى أمور لا تحمد عقباها

يعتبر "الفضول" حافزاً قوياً يحثنا على القيام باكتشافات مهمة واستكشاف المجهول، لكن دراسة جديدة وجدت أن الفضول في بعض الأحيان يدفعنا إلى "اختيارات لا تحمد عقباها"، وربما يؤدي إلى "نتائج مؤلمة"، لا فائدة منها، حتى عندما نمتلك القدرة على تجنب مثل هذه النتائج.

ونشرت نتائج الدراسة مؤخراً في مجلة العلوم النفسية التي تصدرها جمعية العلوم النفسية الأمريكية.

ويوضح مؤلف الدراسة "دوين راون" الباحث في معهد إدارة الأعمال في جامعة ويسكنسون - ماديسون الأمريكية،  أن الفضول "يمكن أن يقود البشر إلى عواقب وخيمة، مثلما قاد باندورا لفتح الصندوق رغم تحذيرها بمحتوياته الخبيثة، في الأسطورة الإغريقية القديمة".

وأظهرت الدراسة نتائج أبحاث سابقة توصلت إلى أن الفضول "يدفع الناس للبحث عن تجارب بائسة، مثل مشاهدة مشاهد مروعة، واستكشاف مناطق خطرة، وذلك نتيجة لرغبة عميقة الجذور تدفع البشر إلى حل الغموض بغض النظر عن الضرر الناتج".

ولاختبار ذلك صمم الباحثون سلسلة من التجارب التي يتعرض فيها المشاركون لمجموعة متنوعة من "النتائج غير السارة للغاية".

ففي احدى التجارب التي أجريت على عدد من طلاب الجامعة، وزعت عليهم مجموعة من الاقلام التي تسبب صدمة كهربائية عند الضغط عليها، وقسمت الأقلام إلى ثلاث فئات معروفة ووزعت على ثلاث مجموعات من الطلاب، الأولى فئة "الاقلام الحمراء" وهي مزودة بصدمة كهربائية، والثانية فئة "الخضراء" غير المزودة بصدمة كهربائية، والثالثة فئة "الصفراء" حيث تم إخبار الطلاب أن بعضها قد "أزيلت منه البطارية وبعضها يعمل"، وكانت النتيجة "مطابقة للتوقعات" حيث كانت مجموعة الطلاب التي حصلت على الاقلام الصفراء غير المحددة، هي "الاكثر استخداماً واستكشافاً" للأقلام، وبالتالي ا"لاكثر تعرضاً للصدمة الكهربائية".

ولمعرفة ما إذا كانت النتائج ستتغير مع ظروف مختلفة صمم الباحثون تجربة أخرى تعتمد على تعريض المشاركين إلى أصوات "ممتعة" وأصوات "غير محببة"، عن طريق شاشة كمبيوتر مزودة بمفاتيح، وكل مفتاح عليه عبارة تشير إلى صوت معين مثل "صوت  المياه"، أو صوت "صرير الأظافر" وغيرها، وتركت مجموعة مفاتيح من غير تحديد رسمت عليه علامة الاستفهام (؟)، وأعطيت فرصاً متساوية لإظهار أصوات أخرى، ليتبين للباحثين أن "المفاتيح  المجهولة" كانت الأكثر استخداماً خلال التجربة، وأن من استخدموها عبروا عن شعور "أقل بالسعادة" من أولئك الذين ضغطوا على مفاتيح معروفة.

ولم تمنع إمكانية ظهور صور لحشرات "مؤذية كريهة" تم حجبها من قبل الباحثين في تجربة أخرى، من قيام "الفضوليين" بإظهار هذه الصور بقصد الكشف عن صور الحشرات.

في حين يظهر "الفضول" أنه نعمة تحفز الإنسان على الاستكشاف، يرى الباحثون من خلال سلسلة التجارب السابقة أن  الفضول يمكن أن يكون "لعنة" في كثير من الأحيان، ونحن نبحث عن معلومات ترضي فضولنا دون النظر إلى نتائج العمل الذي نقوم به.


سيريانيوز


المواضيع الأكثر قراءة

SHARE

close