حذرت وزارة الدفاع الروسية يوم الخميس، من أنها ستعتبر أي ضربة على المناطق الخاضعة للجيش النظامي تهديدا على العسكريين الروس في سوريا، ملوحة باستخدام إس-400 وإس-300 في حميميم وطرطوس لصد الهجمات.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، في تصريحات صحفية, إن "غالبية ضباط المركز الروسي الخاص بتنسيق المصالحة بين الأطراف المتناحرة يعملون في الوقت الراهن على الأرض"، موضحا أنهم "يقومون بإيصال المساعدات الإنسانية (إلى المناطق المنكوبة) وإجراء مفاوضات مع زعماء البلدات والمجموعات المسلحة في معظم المحافظات السورية".
واضاف "ولهذا السبب، ستشكل أية ضربات صاروخية أو جوية موجهة إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية تهديدا بالنسبة إلى العسكريين الروس".
ونوه كوناشينكوف أن "موسكو ستتخذ الإجراءات الضرورية لحماية عسكرييها من أي ضربات على غرار الغارات الجوية التي شنها التحالف على مواقع الجيش في دير الزور".
ونفذ طيران التحالف, بقيادة واشنطن, الشهر الماضي، غارات على أحد مواقع الجيش النظامي في جبل الثردة بريف دير الزور, حيث اعلنت موسكو ان القصف اسفر عن مصرع اكثر من 62 جنديا واكثر من 100 جريح, في حين اعلن الجيش الامريكي ان التحالف لم يتعمد استهداف الجيش السوري.
وحذر الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية, من أنه لن يمتلك أطقم منظومات "إس-400" و"إس-300" الروسية الوقت الكافي لتحديد مسار الصواريخ وتبعية الطائرات التي تطلقها، في حال تعرض مواقع الجيش السوري لضربات جديدة.
وأعاد إلى الأذهان أن موسكو قد نشرت منظومة "إس-400" في قاعدة حميميم بريف اللاذقية وبطارية "إس-300" في طرطوس لحماية قواتها المنتشرة في سوريا، وحذر من أن مدى تلك المنظومات "قد يشكل مفاجأة لأي أجسام طائرة مجهولة".
كما لفت كوناشينكوف إلى أن الجيش السوري يمتلك أيضا منظومات فعالة للدفاع الجوي مثل "إس-200" و"بوك"، التي خضعت سابقا لعمليات صيانة.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، يوم الثلاثاء ، أن منظومة صواريخ "أس 300" وصلت الى سوريا لحماية القاعدة العسكرية الروسية البحرية في طرطوس.
ومنظومة "اس 300" هي منظومة الصواريخ المضادة للجو المتوسطة المدى والمخصصة لحماية المواقع والمؤسسات الصناعية والإدارية والقواعد العسكرية ومراكز القيادة من ضربات وسائل الهجوم الجوي الفضائي للعدو.
وكانت روسيا قد نشرت منظومة "إس-400" في قاعدة "حميميم" بعد إسقاط قاذفة "سو-24" في أجواء سوريا بصاروخ تركي يوم 24 تشرين الثاني الماضي.
وتعليقا على نشر بعض وسائل الإعلام الغربية معلومات حول بحث الإدارة الأمريكية احتمال توجيه ضربات إلى مواقع الجيش النظامي، أشار كوناشينكوف إلى أن "التاريخ يظهر أن مثل هذه التسريبات غالبا ما تشكل مقدمة للعمليات الحقيقية".
وأضاف أن "القلق الأكبر تثيره المعلومات التي تقول إن هذه الاستفزازات يبادر إليها الموظفون في وكالة الاستخبارات المركزية والبنتاغون، الذين قدموا للرئيس الأمريكي في شهر سبتمبر تقارير قالوا فيها إن مسلحي المعارضة يخضعون لسيطرة (الولايات المتحدة)، واليوم هم الذين يدفعون نحو تكثيف التحركات العسكرية في سوريا".
وفي هذا السياق، أوصى اللواء الروسي "الزملاء في واشنطن بتحليل التداعيات المحتملة لتحقيق مثل هذه المخططات بشكل دقيق جدا".
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية, نشرت يوم الجمعة الماضي, تسجيلا صوتيا مسربا لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري أثناء اجتماعه بعدد من المدنيين السوريين على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك, جاء فيه ان "الوزير الامريكي محبطا لأن جهوده الدبلوماسية لإنهاء النزاع في سوريا لم يتم دعمها بعمل عسكري تشنه الولايات المتحدة".
يشار الى ان الرئيس الامريكي باراك أوباما رفض منذ أيام ارسال جنوداً إلى سوريا، ما لم يكن هناك تهديد مباشر ضد الجيش الأمريكي, كما شدد مؤخرا على "عدم انجرار" جنود بلاده الى الحرب التي تعصف في سوريا, مؤكدا على حل هذه الأزمة "بطريقة دبلوماسية".
سيريانيوز