قالت الأمم المتحدة يوم الاثنين، ان مليوني شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية في مدينة حلب وضواحيها، في وقت وصفت فيه اللجنة الدولية للصليب الأحمر القتال في المدينة بأنه من "أسوأ النزاعات" التي أدت لتدمير المدن في التاريخ الحديث.
ونقلت وكالات انباء عن مساعد الأمين العام للمنظمة الدولية فرحان حق قوله، ان الأمم المتحدة "لا تزال قلقة من الوضع المأساوي الذي يعانيه حوالي مليوني شخص محتاجين إلى مساعدة في كل أنحاء حلب وريفها"،
ووصف فرحان الوضع الإنساني في مدينة حلب "بالكارثي" , لا سيما في حلب الشرقية، حيث يعاني ما بين 250 ألف الى 270 ألف من السكان انفسهم من الحصار, بعد إغلاق طريق الكاستيلو، وهو الطريق الوحيد المؤدي إلى المنطقة.
وجدد فرحان دعوة الامم المتحدة إلى "تهدئة أسبوعية مدتها 48 ساعة، لتمكين السكان المحتاجين من الحصول على أغذية ومياه شرب وبضائع أولية أخرى".
وسبق ودعت الأمم المتحدة, يوم الثلاثاء, إلى "هدنة فورية" في حلب من اجل ايصال المساعدات الانسانية اليها, مشيرة الى ان مليونين من سكان المدينة يعيشون دون ماء ولا كهرباء بعدما أصابت هجمات البنية التحتية المدنية الأسبوع الماضي.
وفي سياق متصل، اشار مدير الصليب الأحمر، بيتر ماورر، في بيان أصدره اليوم، الى "عدم وجود أماكن آمنة في حلب، وسط قصف مستمر، بما في ذلك على البيوت والمدارس والمشافي, ماادى الى ارتفاع في حصيلة الضحايا, و تدمير البنى التحتية بشكل كبير وانقطاع خدمات المياه والكهرباء ما يهدد المواطنين بتداعيات استخدام المياه الملوثة وغير الآمنة", داعيا كافة الاطراف الى "وقف القتل العشوائي والتدمير ".
وكانت هيئة الاركان الروسية, أعلنت يوم الأربعاء, عن هدنة لمدة 3 ساعات يوميا لإيصال المساعدات الى مدينة حلب بدءا من يوم 11 آب. إلا أن الامم المتحدة وجدتها "غير كافية" للوصول لجميع المحتاجين, مشددة على الحاجة لهدنة 48 ساعة.
وجاءت هذه الهدنة بعدما أطلقت موسكو, في 28 تموز الماضي, عملية "إنسانية" واسعة النطاق في مدينة حلب تسمح لسكان المدينة بالخروج عبر ثلاث ممرات إضافة لممر رابع "آمن" نحو الكاستيلو لمقاتلي "الجيش الحر", في عملية جرت بتفويض من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأوضح البيان أن "الناس يعيشون في حالة خوف، والاطفال مصابين بالصدمات والمعاناة على نطاق ضخم, والأمر يزداد سوءاً الآن. ما يحدث الآن هو، بلا شك، من أكثر المعارك تدميراً للمدن في التاريخ الحديث".
واردف البيان أن "وتيرة القتال ارتفعت في الأسابيع الماضية، ما دفع عشرات الآلاف من الأشخاص إلى النزوح من منازلهم أو ملاجئهم المؤقتة، بينما يعلق عشرات الآلاف داخل المدينة بلا أي مساعدات".
وتجري مناقشات دولية مكثفة بشان الوضع في حلب, حيث اتفقت طهران وموسكو على العمل من اجل "إنهاء الأزمة الإنسانية في حلب واخراج المحاصرين منها", بحسب مااعلنه مساعد وزير الخارجية الإيراني، حسين جابري , بعد انتهاء لقائه مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف, في وقت كشفت وزارة الدفاع الروسية أن موسكو والولايات المتحدة الأمريكية تقتربان من محاربة "المسلحين" في حلب بشكل مشترك.
كما استبعد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف, خلال لقائه نظيره الالماني فرانك فالتر شتاينماير اليوم, إمكانية إيصال المساعدات جوا الى المحاصرين في حلب، بسبب الوضع الميداني المتغير بسرعة، بينما اكد الاخير ضرورة فتح قنوات إنسانية دائمة في المدينة.
وتشهد عدة مناطق في حلب وريفها تصعيدا في اعمال القصف والمعارك من أجل السيطرة على حلب ,لاسيما بعدما حققت فصائل معارضة بعض المكاسب في قتالها ضد الجيش النظامي, وسط مناشدات دولية بضرورة وقف القصف والحصار على حلب وباقي المدن السورية.
واستطاعت فصائل معارضة فك حصار الأحياء الشرقية التي كان النظام قد فرض طوقاً عليها لما يقارب الأسبوعين, مما أدى إلى قطع ممر الإمدادات الرئيسي للحكومة, وزيادة الاحتمال في أن يقع الجزء الغربي الذي تسيطر عليه الحكومة تحت الحصار.
سيريانيوز