بوغدنوف: موسكو: نبحث مع واشنطن هدنة إنسانية جديدة في حلب
أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف, يوم الخميس, أن موسكو على وشك التوصل لتفاهم مشترك مع واشنطن حول تسوية الوضع في حلب, معرباَ عن "مخاوف" من محاولة افشال المسؤولين الامريكيين الاتفاقات مع موسكو مجدداَ, مشدداَ على ان الاتفاقات بين الطرفين يجب ان تكون "متينة".
ونقلت وكالات أنباء روسية عن ريابكوف قوله, في تصريحات صحفية, "أؤكد بدون شك أننا قريبون من التوصل إلى تفاهم، لكنني أحذركم من التوقعات المفرطة بهذا الشأن، علما أن خبرتنا من حوارنا مع الولايات المتحدة خلال الأشهر الماضية، ولا سيما الأسابيع الأخيرة، يدفعنا إلى التحقق مرة بعد أخرى من ماهية المراحل التي تمر بها اتفاقاتنا".
وأوضح ريابكوف أن "الأيام القليلة الماضية، شهدت تبادلا كثيفا للوثائق حول حلب", لكنه لفت إلى أن "النصوص التي ينسقها الطرفان تتعرض للتعديل دائما بسبب تطورات الوضع الميداني المستمرة في حلب".
جاء ذلك عقب يوم من قول الكرملين إن اتفاقا أمريكيا روسيا محتملا للسماح لمقاتلي المعارضة السورية بمغادرة حلب في سلام لا يزال على جدول الأعمال.
ويشار الى أن الجيش النظامي استعاد بموجب هجوم بدأه منتصف تشرين الثاني الماضي، نحو 70% من مساحة حلب، حيث يحقق تقدماً متتالياً في احياءها الشرقية, مضيقا الخناق على مسلحي المعارضة الذين باتوا ينحصرون في جزئها الجنوبي.
واشار ريابكوف إلى اللقاء الذي جمع وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمريكي جون كيري في مدينة هامبورغ الألمانية، مساء الأربعاء، وهو ثاني لقاء لهما خلال الأيام القليلة الماضية. وشدد على أن ذلك "يعد دليلا آخر على كثافة الاتصالات بين الطرفين".
وكان لافروف قال, في مستهل لقائه مع نظيره الأمريكي جون كيري, يوم الأربعاء, في هامبورغ الألمانية, إنه "يؤيد مبادرة واشنطن بإعلان هدنة في حلب والتي تقدمت بها في 2 كانون الأول".
وأعرب ريابكوف عن أمله في أن تكون الاتفاقات الجديدة المرجوة بين موسكو وواشنطن حول سوريا "أكثر متانة"، بالمقارنة مع الاتفاق السابق الذي انهار في أيلول الماضي.
لكنه أشار إلى أن "روسيا تتحلى بحذر كبير، نظرا لعدم وجود ضمانات على تبني الإدارة الأمريكية مقاربة موحدة بشأن سوريا، وبقاء المخاوف من أن يحاول بعض المسؤولين الأمريكيين في البيت الأبيض أو في البنتاغون إفشال الاتفاقات مع روسيا مجددا."
ويتبادل الجانبان الروسي والأمريكي الاتهامات بتعطيل محاولات التوصل إلى هدنة أو تسوية لإخراج المقاتلين من المدينة.
وحول تهديدات الغرب بفرض عقوبات على موسكو بسبب سوريا, رد ريابكوف على هذه التهديدات, واصفا الاعلان عن فرض عقوبات جديدة على روسيا بانه "امر يدو للسخرية".
وأوضح نائب وزير خارجية روسيا أن التهديدات الجديدة التي أطلقها الغرب "تدل على العجز السياسي الكامل لمجموعة الدول هذه, و عندما تحاول مجموعة الدول تهديدنا تفضح هذه الدول نفسها بنفسها".
وجاء ذلك عقب يوم على اصدار 6 دول غربية (اميركا وفرنسا وألمانيا وكندا وإيطاليا وبريطانيا ) بيانا مشتركاً تدعو من خلاله لفرض هدنة في حلب ووقف اطلاق النار وفرض عقوبات على النظام السوري وحلفائه , بالتزامن مع تقم سريع للقوات النظامية في شرق حلب, وانتزاعها عدة احياء فيها.
وتواجه روسيا اتهامات من قبل الدول الغربية بممارسة عمليات قصف "ممنهج" واستهداف مراكز مدنية, بالتعاون مع النظام السوري, الامر الذي تنفيه موسكو, مطالبة بادلة وبراهين على ذلك, مشددة على ان استهدافها يتركز على "الارهابيين".
وفي سياق متصل, اعلن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي ان موسكو وواشنطن تناقشان حاليا إمكانية فرض هدنة إنسانية جديدة في حلب وكذلك مكافحة الإرهاب.
وأعرب بوغدانوف عن "أمله في التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة حول حلول ترضي الجانبين في مجالي مكافحة الإرهاب وتقديم المساعدات الإنسانية إلى المدنيين".
وتتصدر حلب المباحثات الدولية في الآونة الاخيرة, حيث عقد مجلس الأمن الدولي يوم الاثنين اجتماعا بشان حلب, الا انه فشل في تبني قرار يدعو لوقف اطلاق النار في المدينة, بسبب استخدام روسيا والصين حق النقص " الفيتو".
سيريانيوز