وصف نشطاء حقوقيون ومنظمة "هيومن رايتس ووتش" ظروف واوضاع المعتقلين في سجن حماه المركزي بانها "متدهورة" و"غير مستقرة", وذلك عقب هجوم نفذته القوات النظامية على السجن باستخدامها الرصاص الحي وقنابل الغاز, في محاولة منها لانهاء عصيان بدأ منذ ايام.
ونقلت وكالة (رويترز) عن ناشطون حقوقيون على اتصال بالسجناء وبالمنظمة إن "القوات الحكومية تحاصر السجن منذ يوم الاثنين إثر تمرد السجناء واحتجازهم لعدد من الحراس احتجاجا على نقل خمسة معتقلين محكوم عليهم بالإعدام لسجن شديد الحراسة".
واصدر معتقلو سجن حماه المركزي بيانا قبل ايام عن أسباب "الإستعصاء"طالبوا من خلاله بـ"وقف المحاكمات الهزلية، ووقف تنفيذ كل أحكام الإعدام و السجن، وتنفيذ كافة البنود الإنسانية الواردة بالقرارات الاممية، وقف القصف الهمجي على حلب، والسماح بدخول الصليب الأحمر الدولي إلى السجن لوقف المجزرة التي ينوي النظام إرتكابها بالمعتقلين".
ووصف مازن درويش وهو ناشط سوري في مجال "حقوق الإنسان", ومعتقل سابق في السجن, وعلى اتصال بالسجناء, أوضاع السجن بانها "تتدهور بسرعة مع انقطاع المياه والكهرباء لمدة ثلاثة أيام مع نقص في الغذاء ووجود حالات طبية حرجة بين السجناء".
واضاف درويش أن "مخزونات الغذاء والمياه لدى السجناء بدأت في النفاد وإن الأدوية لم تعد تعطى حتى لمن هم في حالة حرجة", مضيفا أن "السجناء يريدون تدخل الهلال الأحمر السوري للتفاوض نيابة عنهم بعد أن أسفر اتفاق سابق عن الإفراج عن 46 معتقلا على الأقل قبل انهيار المحادثات".
وكان "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" حذر, في بيان له, يوم الجمعة, من "مجزرة يحضر النظام لارتكابها" في سجن حماة المركزي خلال الساعات القليلة القادمة، الامر الذي حذرت منه فرنسا ايضا، قبل ان يطلق ناشطون سوريون في بيان "نداء استغاثة" الى العالم.
من جهتها, أعربت "هيومن رايتس ووتش" عن" قلقها" على سلامة المحتجزين, قائلة إن أي محاولة لاستعادة السيطرة على المنشأة "قد تتسبب في سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى".
واعتبرت المنظمة , في بيان لها, أن "المحاكم العسكرية السورية تتبع إجراءات لا تفي بالمعايير الأساسية للمحاكمة العادلة".
ووصف نديم حوري نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "هيومن رايتس ووتش", الأوضاع في السجون السورية بانها "غير مستقرة", مشددا على ان "تحسين الظروف فيها يجب أن يكون أولوية للمجتمع الدولي".
وشهد سجن حماه, يوم الجمعة, اطلاق غازات ورصاص حي, خلال محاولة اقتحام القوات النظامية, لانهاء "عصيان" بدأ منذ أيام, ماادى الى حدوث "حالات اختناق" في صفوف بعض المعتقلين، في وقت تتزايد تحذيرات دولية من احتمال ارتكاب النظام "مجزرة" في السجن.
يذكر أن السجن شهد في صيف العام الفائت اعتصاماً شارك فيه 1200 سجين، احتجوا على التعامل الأمني، قبل أن يستجب النظام لمطالب تغيير مدير السجن والعمل على تعديل اللجنة الأمنية المسؤولة هناك, كما نقل السجناء الذين كانوا معزولين في سجون انفرادية وأعيدوا إلى زملائهم في السجون الجماعية.
سيريانيوز