موسكو ترفض اتهامات بريطانيا لها وتصفها بـ"ترويج خطر لمعلومات مضللة"
اعتبر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند يوم الثلاثاء أن التدخل الروسي في سوريا هو "انتكاسة" لجهود الحل للأزمة السورية, مشيرا الى أن أقل من 30% من ضربات روسيا ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش), الأمر الذي رفضته موسكو واصفة اتهامات بريطانيا لها بالـ"ترويج لمعلومات مضللة".
ونقلت وكالة "رويترز" عن هاموند قوله في مقابلة معه من مخيم الزعتري للاجئين في الأردن إن التدخل الروسي كان "انتكاسة كبيرة" للجهود الدولية لإيجاد حل سياسي للأزمة, وإن تأثير التدخل هو تقوية تنظيم "الدولة الإسلامية", مضيفا أن "الروس يقولون إنهم يريدون تدمير داعش لكنهم لا يقصفون داعش إنهم يقصفون الجماعات المعتدلة".
وأشار هاموند الى أن "أقل من 30 بالمئة من الضربات الجوية الروسية يوجه لأهداف تابعة للدولة الإسلامية"، وأوضح قائلا "إن تدخلهم يقوي داعش على الأرض اذ انهم يفعلون على النقيض تماما مما يزعمون أنهم يرغبون في تحقيقه".
ووجه هاموند اللوم إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتأييده بالكلام فقط عملية سياسية تهدف إلى وضع نهاية للحرب بينما يقصف "المعارضة المعتدلة", واصفا بوتين بالـ "غامض تماما".
وأضاف "ليست لدينا فكرة عن خطة اللعب في الكرملين, ولا يوجد مستشارون يناقشون هذه الأمور. إنها ما يدور في رأس السيد بوتين".
وقال هاموند "إنه لمصدر حزن دائم لي أن كل شيء نفعله يقوضه الروس, يقول الروس دعنا نتحدث ثم يتحدثون ويتحدثون ويتحدثون، المشكلة مع الروس أنهم بينما يتحدثون فإنهم يقصفون ويدعمون (الرئيس بشار) الأسد".
وردا على سؤال عما إذا كان الإيرانيون أكثر تعاونا من الروس، قال هاموند "لا أظن أن أحدا منهما يساعد بشكل خاص في عملية السلام", مشيرا الى أن الروس والإيرانيون يعملون في وفاق تام مع النظام السوري والإيرانيون لا يقلون تشددا عن الروس "في سعيهم لضمان الحفاظ على النظام السوري".
كما أوضح هاموند أنه "منذ بدء التدخل الروسي في سوريا فإن القدر الضئيل من الناس الذين ربما يعودون من هذه المخيمات للاجئين إلى سوريا ربما توقف تماما وهناك تدفق جديد للاجئين يأتي بسبب الأعمال التي ترتكبها روسيا خصوصا في جنوب سوريا على طول الحدود على بعد كيلومترات قليلة من هنا".
وكانت بريطانيا قالت في وقت سابق أن هدف روسيا الأساسي هو دعم النظام السوري وليس مقاتلة (داعش), وأنه على موسكو الوفاء بالتزامها بالمسار السياسي ومساندة المفاوضات بشأن عملية الانتقال، وليس تقويضها, مشيرة الى ان استمرار القوات الجوية الروسية باستهداف مناطق المعارضة السورية تزيد من قوة النظام وداعش ولا يساعد الحل السياسي في سوريا.
بدورها رفضت وزارة الخارجية الروسية اتهامات بريطانيا لها بعرقلة تسوية الأزمة السورية, حيث اعتبرت تصريحات وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند حول تقويض موسكو للجهود الدولية لتسوية الأزمة السورية "ترويجا لمعلومات مضللة".
ونقلت وسائل اعلام روسية عن المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في حديث لإذاعة موسكو قولها "نحن نعتبر مثل هذه التصريحات كترويج خطر لمعلومات مضللة".
يشار إلى أن روسيا بدأت غاراتها على سوريا في, 30 أيلول الماضي, في وقت تواجه اتهامات من قبل أطياف من المعارضة السورية وعدة دول ومنظمات حقوقية باستهداف طيرانها مواقع للمعارضة المعتدلة ومناطق مدنية في مناطق سورية عدة, الأمر الذي تنفيه موسكو, مؤكدة أنها تستهدف "جماعات متطرفة" منها (داعش), وجماعات ”ارهابية“ أخرى تحددها مع الجانب السوري.
سيريانيوز